في جلسة بحثت الأوضاع الميدانية الشائكة وتثبيت وقف القتال
الكويت ـ من أنور الجاسم :
استؤنفت في الكويت، أمس الأربعاء، المشاورات المباشرة التي ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف الحكومة اليمنية ووفد الحوثيين في محاولة للوصول لحل سياسي في اليمن. وقال بيان صادر عن المبعوث الدولي إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، إن المشاركين في المشاورات، يجتمعون في جلسة عمل مشتركة لمتابعة جدول الأعمال المتفق عليه. وأوضح ولد الشيخ أحمد، أنه تم الاتفاق على أن تنظر لجنة التهدئة والتنسيق، في الأوضاع الشائكة ميدانيا وتثبيت وقف الأعمال القتالية، وتقديم تقارير مفصلة عنها للجهات المعنية.
الجهود الخليجية لإقناع الأطراف المختلفة بالعودة إلى طاولة المشاورات جاءت تتويجاً وتأكيداً لدعمهم جهود الأمم المتحدة والجهود المبذولة من المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد لتقريب وجهات النظر ووضع إطار حل سلمي لليمن. وفي بيانه أمس الاول خص ولد الشيخ احمد بالشكر وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح والامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني "لجهودهما الحثيثة خلال اليومين الماضيين ودعمهما المستمر لمشاورات السلام".
وهذه الجلسة هي الثانية من نوعها فقط منذ انطلاق جولة المباحثات في 21 ابريل. وعقدت الجلسة المشتركة الاولى السبت، الا ان وفد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي اعلن الاحد تعليق مشاركته احتجاجا على سيطرة الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، على معسكر لواء العمالقة في محافظة عمران (شمال). واوضح الموفد الدولي ان استئناف المباحثات يأتي بعد "الاتفاق على ان تعمل لجنة التهدئة والتنسيق على النظر في الاوضاع الشائكة ميدانيا وتقديم تقارير عنها للجهات المعنية"، وان الاطراف اتفقوا على "ان تقوم هذه اللجنة بتقصي الاوضاع في لواء العمالقة واعداد تقرير في غضون 72 ساعة عن احداث الايام الاخيرة، مع توصيات عملية يلتزم الاطراف بتنفيذها لمعالجة الاوضاع".
وكان المبعوث الاممي قد تسلم خلال جلسة مباحثات مشتركة مع الأطراف اليمنية عقدت يوم السبت الماضي ورقتين تحملان تصورا شاملا لملامح المرحلة المقبلة ولاسيما فيما يتعلق بالترتيبات الأمنية والقضايا السياسة والانسحاب وتسليم السلاح والاسرى والمعتقلين كما أكدت الأطراف اليمنية خلالها الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات الدولية الاخرى ذات الصلة والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل.
وتأمل الامم المتحدة ان تتوصل المباحثات الى حل للنزاع المستمر منذ اكثر من عام بين الحكومة والحوثيين، والذي ادى بحسب ارقامها الى مقتل اكثر من 6400 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، منذ بدء التحالف العربي تدخله لصالح قوات هادي نهاية مارس 2015. كما ادى النزاع الى تهجير زهاء 2,8 مليوني شخص، واوضاع مأساوية في مناطق عدة منها تعز (جنوب غرب) المحاصرة من قبل الحوثيين.
وأمس الاربعاء، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان ان "على المشاركين في محادثات سلام اليمن مساندة التحقيقات الدولية ومساعي العدالة الانتقالية وتعويض الضحايا باعتبارها العناصر الاساسية لاي اتفاق يبرم". واعتبرت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك، ان النزاع اتسم "بانتهاكات عديدة لقوانين الحرب من قبل جميع الاطراف، وهي انتهاكات لم يتم التحقيق فيها ولم تؤد لاي انصاف لضحايا الهجمات غير القانونية".
ميدانيا، اندلعت مواجهات هي الأعنف الليلة الماضية بين قوات الجيش الوطني وعناصر الحوثي وصالح في ريف وأحياء مدينة تعز. وفي سياق متصل، تشهد الجبهة الغربية، وتحديداً في محيط مقر اللواء 35 مدرع، مواجهات عنيفة، بالتزامن مع قصف يستهدف الأحياء السكنية. كما تدور مواجهات عنيفة في منطقة الضباب مع قصف مكثف من قبل عناصر الحوثي.