موسكو ـ عواصم ـ وكالات:وصفت روسيا امس القرار الذي اتخذته امس الجمعية العامة للامم المتحدة وانتقدت فيه الاستفتاء في شبه جزيرة القرم والحاقها بروسيا، بأنه "مبادرة غير مجدية" فيما أثنى الرئيس الروسي على دور جيش بلاده خلال الازمة التي استمرت لأسابيع, في وقت دعا فيه الرئيس الأوكراني الأسبق فيكتور يانوكوفيتش الى تطبيق تجربة الاستفتاء الذي شهده الإقليم في باقي المناطق الاوكرانية.
واعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان "هذه المبادرة غير المجدية ... لا تؤدي إلا الى تعقيد تسوية الازمة السياسية في اوكرانيا".
والقرار غير الملزم الذي اقترحته اوكرانيا وايدته البلدان الغربية، حصل على 100 صوت وعارضه 11 وامتنع 58 عن التصويت من اصل الاعضاء ال 193 في الجمعية العمومية. ولا يوجه القرار الذي كتب بعبارات معتدلة جدا انتقادات الى موسكو تحديدا.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان "العدد الكبير للبلدان التي امتنعت عن التصويت وتلك التي تغيبت دليل ساطع على رفض تفسير جزئي للاحداث في اوكرانيا".
وانتقدت الخارجية الروسية من جهة اخرى "الضغط الوقح الذي وصل الى حد الابتزاز السياسي والاقتصادي (الذي تمارسه البلدان الغربية) على عدد من الدول الاعضاء لحملها على التصويت" على القرار.
واشار القرار الى ان "استفتاء 16 مارس الذي لا اساس له، لا يمكن ان يبرر اي تغيير لوضع" القرم. وطلب من كل الدول والمنظمات الدولية "الا تعترف بأي تغيير لهذا الوضع".
واكد القرار "التزام (الجمعية العامة) سيادة اوكرانيا واستقلالها السياسي ووحدة وسلامة اراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليا".
من جانبه اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس ان الدور الذي لعبته القوات الروسية في القرم اظهر "القدرات الجديدة" العسكرية التي عمل على تعزيزها.
وقال بوتين ان "احداث القرم كانت اختبارا واثبتت القدرات الجديدة لقواتنا المسلحة ومعنويات رجالنا القوية"، في اقرار ضمني بمشاركة عسكريين روس في السيطرة على شبه الجزيرة الاوكرانية.
وشكر بوتين "قيادة اسطول البحر الاسود وعناصره فضلا عن وحدات اخرى منتشرة في القرم على ضبط نفسها وشجاعتها"، متحدثا خلال حفل تقليد اوسمة في الكرملين نقله التلفزيون.
وقال ان احتراف العسكريين الروس "اتاح تفادي الاستفزازات ومنع اراقة الدماء وضمان الشروط لاستفتاء حر وسلمي".
وتابع "يجب الان مواصلة تطوير القدرات القتالية لوحدات قواتنا المسلحة بما في ذلك في القطب الشمالي".
وكان بوتين حصل في نهاية فبراير من مجلس الشيوخ الروسي على تفويض لتكليف الجيش بالتدخل في اوكرانيا.
وكان مسلحون مجهزون تجهيزا جيدا ولكن بدون اشارات مميزة تكشف عن انتمائهم، سيطروا على البنى التحتية في شبه جزيرة القرم ولم يتأكد رسميا تدخل القوات الروسية قبل الاستفتاء الذي جرى في 16 مارس وضم القرم تاليا الى روسيا.
وفي السياق ذاته دعا الرئيس الاوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش أمس الى تنظيم استفتاء في كل من مناطق اوكرانيا لتقرير مصيرها، وفق ما نقلت عنه وكالة ايتار تاس الرسمية الروسية.
وقال يانوكوفيتش في هذا النداء الذي وجهه الى الشعب الاوكراني "بصفتي رئيسا اناشد كل مواطن اوكراني منطقي: لا تدعو المنافقين يستغلونكم! طالبوا بتنظيم استفتاء حول وضع كل منطقة في اوكرانيا".
ورأى ان "وحدها استفتاءات في جميع انحاء اوكرانيا وليس انتخابات مبكرة يمكن ان تعيد الاستقرار الى الوضع السياسي وتحفظ سيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها".
كما طالب يانوكوفيتش الذي هرب من اوكرانيا في فبراير ويعتقد بحسب معلومات صحفية انه يقيم في ضاحية موسكو، بشطبه عن قوائم حزب المناطق الذي كان يترأسه والذي سيجتمع السبت لتحديد استراتيجيته للانتخابات الرئاسية المقررة في 25 مايو.
واقر الحزب بوجوب اعادة تنظيمه بشكل كامل وهو يعتزم المشاركة في الانتخابات التي تجري بعدما صوتت القرم في استفتاء على انضمامها الى روسيا.