موسكو ـ وكالات: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الأحداث في القرم أظهرت المستوى العالي لجاهزية القوات المسلحة الروسية، معربا عن تقديره للعسكريين المرابطين في شبه الجزيرة فيما تعتزم روسيا اتخاذ ما وصفته بـ(اجراءات رادعة) ردا على العقوبات التي فرضتها أوروبا وأميركا عليها.
وأشاد بوتين بدرجة ضبط النفس والمستوى المهني المرتفع والشجاعة التي سادت خلال الأحداث الأخيرة.
ونقلت شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية الروسية عن بوتين قوله خلال لقائه بوزير الدفاع سيرجي شويجو "أضحت الأحداث الأخيرة في القرم اختبارا جادا.
وقد أظهرت القدرات الجديدة نوعيا لقواتنا المسلحة والروح المعنوية العالية للعسكريين".
وخلال اللقاء، أعلن وزير الدفاع الرئيس الروسي بوتين خلو القرم من القوات الأوكرانية.
من جانب آخر أعلنت روسيا أنها تبنت اجراءات رادعة بحق "بعض الدول الغربية" إضافة إلى الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش في بيان ردا على سؤال لوسيلة إعلامية حول الرد الروسي على العقوبات التي قررتها "الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى بينها كندا"، أن روسيا سبق أن أعلنت أنها ستطبق "عقوبات مضادة بحق موظفين وبرلمانيين في الولايات المتحدة وكندا، وأن القائمة تظل مفتوحة".
وأضاف لوكاشيفيتش "ثم عمدت بعض الدول الغربية، أسوة بالولايات المتحدة، الى توسيع قائمة العقوبات وادرجت عليها مواطنين روسا اضافيين. إن خطوات كهذه لا يمكن ان تبقى من دون رد. ان الجانب الروسي اتخذ اجراءات رادعة موازية في غالبيتها" للعقوبات الغربية.
من جانبه حث الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره الروسي فلاديمير بوتين على حسب ما وصفه بـ(قواته المحتشدة) على طول الحدود مع أوكرانيا التي تخشى اجتياحا لقسمها الشرقي بعد خسارة شبه جزيرة القرم.
وقال أوباما في مقابلة أجرتها معه شبكة سي بي اس الاميركية ان قرار الرئيس الروسي حشد قوات على الحدود بين البلدين "قد يكون مجرد محاولة لتخويف اوكرانيا، او قد يكون لديهم خطط اخرى".
وتابع انه "من أجل التوصل الى نزع فتيل التصعيد وتسوية هذا الوضع، على روسيا أن تسحب قواتها وتبدأ بالتفاوض مباشرة مع الحكومة الأوكرانية ومع الأسرة الدولية".
لكن روسيا نددت بتأكيدات غربية مفادها أنها حشدت قوات لها على الحدود مع اوكرانيا، معتبرة ان المسؤولين الغربيين إما تلقوا معلومات خاطئة عن الموضوع وإما تعاطوا معه بنية سيئة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "جرت في مارس أربع عمليات تفتيش دولية (في إطار منظمة الأمن والتعاون في أوروبا) في الجزء الاوروبي من روسيا بمشاركة ممثلين للاتفيا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا وأوكرانيا، ولم يتم رصد أي (استعداد لعدوان) ولم يتم كشف أي نشاط عسكري باستثناء ما تمت الاشارة اليه".
وتساءلت الدبلوماسية الروسية "ماذا تنفع عمليات التحقق هذه اذا لم تؤثر نتائجها على السياسة، وتاليا على مقاربة الولايات المتحدة ودول الحلف الأطلسي في ما يتعلق بالوضع حول أوكرانيا؟".