احد أهم مؤسسي المسرح العماني

صلالة ـ العمانية :
فقدت الساحة الأدبية والفنية في شهر إبريل المنصرم الكاتب والممثل المسرحي محمد بن سعيد أسلم الشنفري عن عمر ناهز 66 عاما. ويعتبر "الشنفري" المؤسس لأول فرقة تمثيلية مسرحية رسمية باتت تعرف اليوم بفرقة مسرح الشباب وكانت لها إسهامات واضحة في الحركة المسرحية والفنية على مستوى السلطنة ودول مجلس التعاون.
و "الشنفري" حاصل على ماجستير في الإخراج المسرحي من المعهد العالي للفنون المسرحية في جامعة صوفيا في عام 1974م كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في الفنون المسرحية من جامعة كارديف ـ ويلز بالمملكة المتحدة في عام 1978م ودبلوم الدراسات العليا في علوم التلفزيون من جامعة سيراكيوس بولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية في عام 1980م.
وعمل الشنفري رئيسًا لقسم المسرح بوزارة الإعلام والثقافة آنذاك خلال السنوات (1975-1978) ثم مديرًا للبرامج المحلية ومخرجًا ومعدًا للأعمال الدرامية بالتلفزيون العماني إلى عام (1981م). بعدها أصبح مديرا لمسرح الشباب بالسلطنة إلى عام (1992م) ثم عمل أخصائيًا للفنون بمكتب معالي رئيس الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية حتى خروجه للتقاعد.
قدم الفنان الراحل عددًا من الدورات في مجالات الفنون المسرحية هدفت إلى صقل وبلورة مهارات الشباب العماني من أعضاء مسرح الشباب على مستوى مناطق ومحافظات السلطنة بغية الارتقاء بالمواهب الشابة حتى تستطيع أداء دورها بشكل أفضل في الحياة المسرحية والثقافية بشكل عام إضافة إلى مشاركته في المهرجان المسرحي الأول لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالكويت في شهر مارس 1988م حيث تم تكريمه ضمن الستة الرواد المؤسسين للحركة المسرحية في دول المجلس.
وأقام الشنفري أول مسرح في الهواء الطلق بمدينة صلالة لتقام عليه فعاليات العيد الوطني الخامس (1975م) بميدان الجامع بمحافظة ظفار كما أعد وأخرج الحفل الفني الساهر على مسرح قاعة سينما النجوم بمناسبة احتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد (1976م) وبالنسبة لأعماله التلفزيونية قدم الشنفري مسرحية "أغنية الموت" للكاتب العربي الكبير – الراحل توفيق الحكيم وذلك في عام (1976م) وبعدها أعد وأخرج تلفزيونيا تمثيلية "وتحطمت الكؤوس" وهي عبارة عن سهرة تلفزيونية وتعتبر أول عمل درامي متكامل فنيا في السلطنة.
وفي نفس العام أخرج للتلفزيون مسرحية " عائلة النوخذة" المأخوذة عن مسرحية عائلة الدغري للكاتب العربي نعمان عاشور واستمر في إخراج العديد من الأعمال من سهرات ولقاءات ومنوعات وغيرها إلى عام 1981م. ومن بين أهم أعماله المسرحية مسرحية "الطير المهاجر" و "المهر" و "الغريب" و "الفأر" ومسرحية "مليونير بالوهم" و مسرحية " جدتنا العزيزة أهلا". كما أخرج الأوبريت الوطني "اليوبيل الفضي" من تأليف الدكتور عبدالله العتيبي من دولة الكويت.
حصل الشنفري على العديد من الجوائز خلال مسيرته الأدبية والفنية حيث حصل على الميدالية الذهبية لرواد الحركة المسرحية في دول الخليج العربية في المهرجان المسرحي الأول لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالكويت عام (1988م) كما حاز على "درع السلطنة" الخاص بعام 1990م وعلى الميدالية الذهبية من اللجنة العليا للاحتفالات الوطنية بالسلطنة بمناسبة عام الشباب عام (1993م). كما حاز على شهادة التكريم والتقدير والتميز من الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتباره رائداً من رواد الحركة المسرحية الخليجية بدولة الكويت عام (1988م).
وكانت للراحل مشاركات خارجية تمثلت في مشاركته في المهرجان التلفزيوني الخليجي الأول بالكويت عام (1979م) كعضو محكم في "لجنة التحكيم والتقييم للأعمال التلفزيونية الدينية" كما شارك في مهرجان "كان" الدولي بفرنسا عام (1981م) ممثلا لسلطنة عمان. وشارك كذلك في مهرجان الفيلم العربي الإفريقي بمقديشو عام (1981م) ممثلا للسلطنة أيضا.