فيما يبتهج الأهالي بمحافظة الظاهرة بنعمة نزول الأمطار على ولايات المحافظة وقراها وجريان الأودية والشعاب ، إلا أن مشاهد قطع الطرق وتجمعات المياه وشكوى المتضررين من تسرب المياه لمساكنهم ما زالت حاضرة ، فمنذ أمطار العام الماضي والأضرار التي خلفتها في ولايات المحافظة وقراها ، والتي أعقبها زيارة عدد من أصحاب المعالي الوزراء للمحافظة للوقوف على الأضرار وحصرها ، إلا أن تلك المشاكل والأضرار ما زالت تبحث عن الحلول الدائمة لها وليست المؤقتة .
أضرار متكررة
سعادة سلطان بن ماجد العبري ممثل ولاية عبري في مجلس الشورى يقول : الأضرار التي تخلفها جريان الأودية والشعاب بولاية عبري متكررة دائما عقب هطول الأمطار ، وهذا العام برزت عيوبا واضحة في بعض المرافق الخدمية والبنى الأساسية وظهر ذلك في العبارات الموجودة عند منطقة السلمي وعددها 80 عبارة وتكمن تلك العيوب في هبوط مستوى العبارات وصغر حجمها وظهر ذلك عند جريان مياه الوادي بغزارة من فوق تلك العبارات ، وتساءل العبري : لماذا لم يتم تصميم تلك العبارات المهمة لتصريف مياه الأودية بنفس المواصفات المتواجدة مثلا بعبارات منطقة الحيل بالسيب ؟
حواجز مائية
وأشار العبري إلى الحواجز المائية "الحيالة" الموجود على طريق العينين – هجيرمات والذي تم انجازه وفتحه مؤخرا ، بان تلك الحواجز ليست مصممه وفق الشروط المعروفة ، موضحا ان مياه الاودية تسربت بغزارة من بين الحواجز ودخلت إلى بيوت بعض الأهالي الواقعة على الطريق ومدرسة فاطمة بنت قيس منبع العلم ، كما نوه سعادته إلى مخاطر الانهيارات الجبلية التي تحدث بين الحين والآخر على طريق فج السخام بولاية عبري وخاصة وقت سقوط الأمطار ، موضحا أهمية هذا الطريق الحيوي ومطالبا بإنارته ووضع الحلول الكفيلة بعدم الانهيارات الجبلية على هذا الطريق .
سدود حماية
وأضاف قائلا : إن الأضرار المتكررة عند هطول الأمطار و جريان الأودية والشعاب بالولاية وقراها بغزارة شديدة و تسرب المياه إلى منازل ومزارع الأهالي كما يحدث بمنطقتي السلمي والرايبة بعبري ، وكذلك منطقة المقسومة ببلدة الدريز بولاية عبري والتي تتأثر وتتضرر من جريان مياه الشعبة تحتاج إلى حلول عاجلة ودائمة كبناء سد للحماية من مياه الشعبة أو تغيير مجراها بعيدا عن المنازل والمزارع ، متسائلا : الم يحن الوقت لبناء سدود حماية بولاية عبري لتعمل على الحماية من مخاطر الأنواء المناخية بالإضافة إلى تعزيز الموارد المائية للمدينة والمناطق المحيطة بها
واختتم سعادة سلطان العبري بالإشادة بجهود شرطة عمان السلطانية والدفاع المدني بمحافظة الظاهرة خلال الأنواء المناخية على المحافظة وكذلك جهود المديرية العامة للبلديات الإقليمية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة في فتح الطرق المتضررة وتنظيف مخلفات الأودية بولايات عبري وينقل وضنك
جهود حثيثة
من جانبه أوضح الدكتور راشد بن سليمان المنظري المدير العام للتنمية الاجتماعية بمحافظة الظاهرة "للوطن" قائلا : بذلت المديرية العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة الظاهرة أسوة بغيرها من المؤسسات الخدمية الأخرى ، جهودا حثيثة في التقليل من الأضرار الناجمة عن الأنواء المناخية التي شهدتها السلطنة بصفة عامة والمحافظة بصفة خاصة ، فقد شهدت ولايات المحافظة ابتداء من منتصف ليلة الخميس الماضي هطول أمطارا غزيرة أدت إلى هبوط الأودية والشعاب بغزارة شديدة حيث ارتفعت مناسيب المياه في العديد منها إلى مستويات قياسية مما أدى إلى حدوث فيضانات لبعض تلك الأودية والشعاب كوادي عبري والوادي الكبير ووادي العين وشعبة السمرة تضرر على أثرها الكثير من المساكن والمنازل
احتياجات أساسية
وأضاف : وقد باشر الفريق المشكل برئاستنا مهام عمله بتنظيم مناوبة متزامنة مع بدء تساقط الأمطار مستبقا ذلك توفير بعض الاحتياجات الأساسية للأسر والأفراد إضافة إلى التنسيق مع غرفة العمليات بشرطة عمان السلطانية بالمحافظة وفتح المكاتب إغاثة على مدار الساعة لتلقي البلاغات لمساعدة المواطنين أو المقيمين ، موضحا ان من ابرز الجهود التي نفذها الفريق بعد انحسار منسوب المياه في بعض الأودية ، صرف مواد غذائية عاجلة لبعض الأسر التي تضررت مساكنها من جراء فيضانات الأودية والشعاب ، وتقديم مساعدات عينية لبعض العمالة الوافدة الذين تضرروا من دخول المياه مساكنهم وعددهم 52 شخصا ، وكذلك تقديم مساعدات عينية عاجلة وتجهيز وجبات غذائية لأكثر من 150 شخصا تقطعت بهم السبل في الطريق الصحراوي تنعم – فهود وذلك بالتنسيق مع غرفة العمليات بشرطة عمان السلطانية ، كما تم تجهيز قافلة إغاثة تحتوي على مساعدات غذائية وعينية لسكان جبل السراة بالتنسيق مع غرفة عمليات الشرطة وستنقل بواسطة مروحية لقاطني الجبل من الأهالي الذين تضرروا نتيجة لغزارة الأمطار المصحوبة بالبرد
وأشار المنظري بأنه تم تسيير فرق عمل ميدانية يوم أمس للقرى والمدن والتجمعات السكانية لحصر الأضرار وتقييمها وتقدير نوع وحجم المساعدة المطلوبة مع تقديم المساعدة الفورية للأسر التي بحاجة لمعونات طارئة .
إقبال سياحي
وبعيدا عن أضرار الأودية والشعاب ، تسود محافظة الظاهرة أجواء ربيعية رائعة بعد تساقط الأمطار بغزارة على ولايات المحافظة ، وهذه الأجواء الاستثنائية تنذر بإقبال سياحي كبير على اغلب مناطق المحافظة ووديانها وقراها التي تشتهر بمزارعها الخضراء وبساتينها وأشجارها الوارفة مثل وادي ضم وقرى عبري وينقل وضنك .
من جانب آخر واصلت المديرية العامة للبلديات الاقليمية وموارد المياه لمحافظة الظاهرة جهود إزالة كافة التأثيرات الناتجة عن هطول الأمطار وجريان الأودية جراء المنخفض الجوي الذي تعرضت له السلطنة خلال الأيام الماضية. حيث واصلت بلدية عبري فتح الطرق المتضررة لاسيما الطرق الرئيسية في الولاية، حيث باشرت فرق العمل منذ الصباح الباكر بفتح الطرق التي تربط الولاية بمحافظتي البريمي والباطنة . بينما قامت بلدية ينقل بإزالة الأتربة ومخلفات الأشجار من الشوارع وشفط المياه من البرك وإصلاح وصيانة عدد من الطرق الداخلية بالولاية.