تتضارب شتى الأجوبة الآن في خاطري ، كل واحد يريد أن يثبت ذاته أحقيةً في مضمار السبق ، لا لشيء إلا لأنكِ مقصود كل جواب، وسر كل سؤال..
يالها من حيرة حينما تتلاطم هذه الأمواج من الأجوبة ..حيرة لا تدلل إلا على عملقة حبك في كياني الحائر، فكأن حبك في حياتي تبرره جميع قناعات الحياة، ومنطقها، ومسلماتها، فحبك أكبر بكثير من أن يكون الجواب عنه محصورا في واحد، أو اثنين، أو عدد محدود...أحببتُك لأن كل شيء في حياتي دعاني إلى حبك يا حياتي.
وأحببتُكِ لا لأجرب الحب ، ونشوته من جديد ..ولا لأكسب قلبي لذة الغرام ، وعقلي هدوء تفكير يقول له : إنك تحب!!..كلا ثم كلا!!..أحببتُكِ لأن حياتي قائمة على أساس من ركازة ذاتٍ لا تعرف ذاتها إلا إذا قُرنتْ بذات تتميز بها لذاتها، بعد أن تجلتْ لها سمة الملائمة الحقة لتلك الذات عن غيرها.
وأحببتُكِ فتعرفت من خلال حبك على بُعدٍ إنساني وددت لو أنك سموت إليه بفكرك ، وارتفعت عن غوغائية المألوف ، ولم تقفي عند نقطة الدارج، لترفضي مني مجرد الأنين بحبك ، أو النظرة التي لا تكلفك شيئاً أتزود بها من خلال رؤيتك المتنقلة بين أفانين البوح جيئة وذهاباً...لكل هذا وغيره أحببتُكِ.
ولأجل عينيك أغني وحسبي لأجل عينيك، أعيشهما خيالاً، وأهيم فيهما ضلالاً، وأعشق الصبح خاصة لأنه موعد نهوضهما من همس الأحضان إلى مغازلة الأجفان، ..ويأتي الصباح ، وتلعب أناملك بخيوط النوم المشتبكة على حدقتيّ، لأستقبل بك يوما جديداً حافلا بجميع هلوسات العشق المكنونة ليلاً حياء من عين البدر ترقب تخبطَّها المجنون.
هيا يا ملاك صبحي أفسحي لي الطريق إلى شفتيك لأعلق في سحابتهما الدامية قناديل قُبَلي المشتعلة بجنون الشوق ساعة إغفاءة الحركة في بطن شفتيك ..في حضن شفتيك..في عالم شفتيك المجنون المارق عن حدود التعقل ..
وأفسحي الطريق لي إنني عازم على تعليم مخاوفي كيف تخلق من حرير شعرك قبة الأمان، وانسياب خرير السكينة وأنا في تيه شَعرك أغري ضوء النهار ليتحول إلى قمر نهاري أمام ليل شَعرك الغالي الغالي.
أحب صبحك هذا بالذات ..لأنه نقل المعاني إلى ممارستها حساً بمقدار ما لديك من حس لا تقوى الأنوثة ذاتها على دلال كدلاله، ولا على غنج كغنجه، ولا على خضوع كخضوعه بين يديّ يتمايل بين حضنيهما ليثبت لي كم هي الحياة محسوسة الذوق لأنها نامت فوق راحتيك فاستقبلتُها بجميع ذرات حسي، ورجولتي..صباحك أحلى صباح يا روحي.

عتيق بن راشد الفلاسي
[email protected]