[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
الكل يستعد لمعركة حلب ، والمدينة التي لا تنام على صوت استعدادات السلاح ، تبدو رهينة أكبر الحروب وأشدها ضراوة في كل سورية. فلا بديل للنظام عن عودة حلب الى كنفه، كما لايمكن لقوى الارهاب المدعومة والمسلحة حتى أسنانها أن تتراجع أو تبدل قرارها بخوض معركتها. فلم يعد سرا أن المدينة الكبرى قد تدولت، بل صار لها معنى أن تصبح الرمز المدوي في فهم العملاقين الروسي والاميركي.
من الطبيعي أن ينتظر الكل متى تبدأ المعركة وكيف ، وهي إن بدأت فكيف سينجلي غبارها وعن ماذا .. من يربح المعركة ومن سيخسر، أم أن التعادل في حرب لاتعادل فيها سنتعرف عليه لأول مرة نظرا لأن جميع القوى تضع سيناريوهاتها ومخططاتها وتحشد أقوى ماعندها من جيش متمرس ومحترف ومن سلاح قد يدخل لأول مرة في معركتها.
ليس مبالغة قول كهذا ونحن أمام كلام يتطاير من هنا وهناك حول المعركة وطبيعتها ، وحول الاهتمام الروسي والاميركي الذي بلا شك يميل الى اللامعركة بل التفاهم حول مستقبل المدينة ، الأمر الذي لن يحصل ، وبالتالي لابد من المعركة التي يمسك بها الكبيران حتى الآن ، وقبل ان تكون الرصاصة الاولى والقذيفة الاولى مؤشرا غيرمستحب لدى الطرفين الاميركي والروسي وربما لدى الدولة السورية ، في حين ترضي المعركة الارهاب كونه خلاصة الداعمين له وهم أكثر من يريد المعركة ويرمي المال الوفير من أجلها ، مع كل السلاح الجديد والفتاك الذي صار بين يدي الارهابيين ومحل اهتمامهم .
إذن الروسي يتريث، والاميركي يحمل المعارضة والدولة مسؤولية تجدد الحرب التي صارت فوضى كما قال وزير الخارجية كيري .. ومفهوم التريث الروسي بكل صراحة بات يعني تبريد الجبهة العسكرية الى حين، مما يمنع الجيش العربي السوري من الحركة والدخول في الانتظار المضني. صحيح أن القيادة السورية لا تتأثربمشاعر الناس الذين يطالبون بالحسم العسكري الفوري، إلا أنها أيضا تخاف الانتظار لكيلا يتحول ورقة رابحة بيد الارهابيين، وبالتالي، يصبح الجيش العربي السوري ملتزما بأمر القيادة الروسية التي لها حساباتها الخاصة ونظرتها لمستقبل الوضع في حلب، الأمر الذي بات لا يرضي ايضا الايرانيين الذين دفعوا غاليا من خيرة خبرائهم العسكريين، ويقال ايضا ان هنالك أسرى منهم بيد الارهابيين.
على وقع كلمات ساخنة وبعضها بارد يجري التعبير عن معركة حلب، فلعل الكلمات تلك تنتج اتفاقا، لكن القيادة السورية الخبيرة بشؤون حرب الآخرين عليها، تعرف تماما أن لامحل الا للمعارك، فهي مجال التفاهم الوحيد، وأن لامكان للكلام مع الإرهاب لأنه يلبي خططا ليست من صنعه باعتباره أداة تنفيذ، وأن محركيه المعروفين يريدون أيضا معركة يتمنون ان تكون كسر عظم، ومن يربحها في حلب يضع يده على أكبر انجاز في تاريخ الأزمة وهو نصف النصر الشامل.
هكذا تتحول حلب، بل هكذا تحول حلب سوريا الى رهينة بانتظار ان يفك عقدتها الروسي .. ولذلك، لابد من الانتظار وباليد السورية ثلج وجمر .. هي آخر التسميات التي يمكن اطلاقها على واقع يحمل صورة أكبر معركة بل المعركة الكبرى التي سوف يكون لها تبعاتها كأبعد من مساحتها الجغرافية.