” .. لكل من يحب أطفاله بحق أدعوه دعوة جادة وحقيقية نشترك فيها جميعا لبناء مستقبل يليق بهم وذلك المستقبل يكون مبنيا على أساس حقيقى وقابل للتحقيق وليس بعيد المنال هو ان يقوم كل منا ببناء اطفاله حق البناء بالاخلاق والقيم والمبادىء وعلى ان يتم حفر كل العادات الجيدة والسلوك الحميد والأخلاق والمبادىء القويمة فيه وليكن هذا ليس فقط بمجرد الحديث أو الكلام او النصح او الارشاد....”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن كنا نتمنى بأن يكون مستقبلنا أفضل فعلينا أن نعلم جيدا أنه يحتاج الى ان يكون له أساس قوى ومتين يبنى عليه هذا المستقبل وأن من الركائز المهمة والرئيسية التى تعد نقطة الانطلاق الى بناء مستقبل قوى ومتين هي لو اننا احسنا اختيار نقطة الانطلاق السليمة مع تحديد طريق الوصول الى تحقيقه سيكون النجاح فى بناء المستقبل حليفا أكيدا.
إن نقطة الانطلاق التى ينبغى ان تكون هى محور اهتمامنا هم أطفالنا الذين هم الركيزة الأساسية للمستقبل فهم غدا من سيعيشون المستقبل وايضا هم من سيقودون المستقبل وان لم نكن جادين فى بناء مستقبلهم فهم الذين سيعانون فى هذا المستقبل ولكن سنكون نحن من جنينا عليهم باهمالنا وبتراخينا وبتخاذلنا فى بناء مستقبل يليق بهم.
ندعى جميعا أننا نحب اطفالنا اكثر من انفسنا اخشى وان تكون هذه عند البعض مجرد عبارات رنانة ولم ترق حتى الى درجة الشعارات الجوفاء التى تفتقر الى الحياة.
فلكل من يحب أطفاله بحق أدعوه دعوة جادة وحقيقية نشترك فيها جميعا لبناء مستقبل يليق بهم وذلك المستقبل يكون مبنيا على اساس حقيقى وقابل للتحقيق وليس بعيد المنال هو ان يقوم كل منا ببناء اطفاله حق البناء بالاخلاق والقيم والمبادىء وعلى ان يتم حفر كل العادات الجيدة والسلوك الحميد والاخلاق والمبادىء القويمة فيه وليكن هذا ليس فقط بمجرد الحديث او الكلام او النصح او الارشاد وانما يجب ان يكون حياة يتشبع بها الطفل من ممارساتكم ايها الآباء مع انفسكم ومع اطفالكم ومع أقاربكم ومع جيرانكم ومع مجتمعكم بهذا تكونون خير نموذج وايضا أن تعملوا بصورة حقيقية وواقعية على حفر كل ما نرغب أن يكون فيهم من عادات وقيم وأخلاق ومبادىء .
فمن الآن يجب أن نعمل على صنع المستقبل بحفر قواعد أساسات قوية ومتينة فى اطفالنا يوما بعد يوم لنصل الى ان تكون كل هذه الاشياء التى يستقيها الاطفال منا الى أن يتشبعوا بها ويكون من الصعب جدا التخلى عنها او الانصراف والعزوف عن ممارستها لأنها أصبحت بالنسبة لهم أسلوب ومنهج حياة.
ودعونى أوضح لكم لو رغب أحدنا أن يبنى برجا عاليا جدا وعلى ان يكون هذا البرج مميزا وليس برجا تقليديا سيعمل على اختيار كل التفاصيل والوقوف على أدقها واختيار كل مرحلة من المراحل على أعلى درجة من الاهتمام والحرص ولن يتهاون فى اى من هذه المراحل تحت اى سبب من الأسباب أو عفوا تحت اى مبرر من أنواع المبررات التى عادة ما نجعلها حجة لأن ندارى بها فشلنا او تقصيرنا او حتى خطأنا ويكون الاهتمام باختيار الارض التى سيقام عليها هذا البرج وعمل اختبارات للتربة وايضا الارتكان الى افضل المكاتب لعمل التصميمات المناسبة والوقوف عليها بكل دقة ثم اختيار افضل الشركات المتخصصة لتنفيذ هذه التصميمات لبناء هذا البرج وتبدأ الشركة اولا بعمل الاساسات المناسبة لهذا البرج والاخذ فى الاعتبار جميع الاحتمالات والتغيرات المتوقعة والمحتملة فيما بعد الى ان يكتمل البناء ويصبح البرج الذى رغبنا فى بنائه حقيقة ملموسة ولو تهاونا فى اى من هذه المراحل لصعب الوصول الى تحقيقه وايضا ان لم يكن الأساس متينا سينهار البرج رأسا على عقب.
فعلينا أن نحذر من أن ينهار مستقبل أطفالنا لأننا لم نحسن عمل الأساس المناسب لهذا المستقبل فلنبدأ الآن من هذه اللحظة بالاهتمام بأطفالنا لأنهم بحق اساس المستقبل والركيزة الرئيسية والهامة جدا للمستقبل ولبلادنا.

د. صلاح الديب
خبير إدارة الأزمات فى مصر والوطن العربى ورئيس المركز العربى للاستشارات وإدارة الأزمات
[email protected]