سرت ــ عواصم ــ وكالات: كشفت مصادر ليبية أمس عن تحركات للجيش الليبي في اتجاه منطقة المثلث النفطي شرق ليبيا، في محاولة لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش في سرت. فيما رفضت تونس أي تدخل في الشأن الليبي.
وقال العقيد أحمد المسماري الناطق باسم القيادة العامة للجيش الليبي في اتصال مع شبكة سكاي نيوز العربية" إن الجيش دفع بالكثير من الأسلحة والجنود لكي يحمي ظهر القوات التي ستهاجم داعش في سرت". وأضاف المسماري أن "قوات الصاعقة انتقلت إلى منطقة الهلال النفطي للبحث في إمكانية تأمين الطريق الساحلي لانتقال قوات الجيش عبره إلى مناطق هراوة وبن وجواد والنوفلية غرب مدينة راس لانوف التي يسيطر عليها التنظيم". وفي الأثناء قام تنظيم داعش الإرهابي بتدعيم دفاعاته في مدينة سرت من خلال إغلاق بعض المنافذ الغربية والجنوبية بالسواتر الترابية والحاويات وتلغيم المداخل والمخارج حسب مصادر محلية غادرت المدينة. وأفاد بعض السكان أن داعش يفرض ضريبة مالية على من يرغب في مغادرة المدينة أو الحصول على إذن من ما يسمى "مسؤول الحسبة" بالمدينة. وفي هدا الصدد تفيد الأنباء أن المدينة أصبحت شبه خالية من السكان حيث غادرت أعداد كبيرة نحو مدينة بني وليد والبعض الآخر نحو مدن الشرق والجنوب. وفي خطوة استباقية تمدد داعش غرب مدينة سرت حيث سيطر على مناطق أبوقرين والقداحية وزمزم بعد اشتباكات مع قوات فجر ليبيا التابعة لمدينة مصراتة وقام بالسيطرة على المباني العامة وفرض قوانينه على السكان، وأصبح يلاحق رجال الجيش والشرطة في المنطقة.
وكان رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد قال خلال زيارة الى الرباط مساء أمس الاول ان "كل تدخل في الشأن الليبي خطأ"، مشددا من جهة ثانية على التعاون "الوثيق" بين بلاده وكل من المغرب والجزائر في مجال محاربة الإرهاب. وكان الحبيب الصيد يتحدث في ندوة صحافية في الرباط عقب لقائه رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران بمناسبة زيارة رسمية له إلى المغرب. وقال الصيد ان "الشأن الليبي هو شأن ليبي ليبي، وكل تدخل في الشأن الليبي غلط، وتونس لم تتدخل في الشأن الليبي وكان موقفها واضح منذ اليوم الأول أي منذ 2011، فالموضوع يخص الشعب المعني بالأمر وهو الذي عليه أن يأخذ القرارات اللازمة لحل مشاكله". وأوضح ان "تونس فتحت أبوابها وقبلت ما لا يقل من مليوني نازح من ليبيا وتحملت كل الأعباء، وتونس هي البلد الوحيد الذي ترك أبوابه مفتوحة أمام الليبيين سواء الذين كانوا مع النظام أو الذين كانوا ضده".
وشدد رئيس الوزراء التونسي من ناحية ثانية على "التعاون الوثيق" القائم بين بلاده وكل من المغرب والجزائر في مجال محاربة الإرهاب. وقال "بين تونس والجزائر تعاون متين لمقاومة الإرهاب على الحدود الجزائرية التونسية، وهو ما يساعدنا على القضاء على عدة عمليات إرهابية". وأضاف ان "التعاون بين المغرب وتونس في مقاومة الإرهاب أساسي، وخلال لقائي مع أخي رئيس الحكومة المغربية تدارسنا طرق تدعيم التعاون في ميدان مقاومة الإرهاب". وأوضح ان هناك "تبادلا للمعلومات والتركيز على بعض العناصر التي تشكل خطرا على المغرب وتونس"، مضيفا أن "الأمر يتطلب دعما أكثر".