القاهرة ــ عواصم ــ وكالات: أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن العميد ركن أحمد عسيري، أنه إذا فشلت مفاوضات السلام الجارية حاليا في الكويت فستدخل الحكومة اليمنية صنعاء إثر عمل عسكري حاسم. فيما قتل 80 من مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، بنيران قوات الجيش اليمني شرق صنعاء منذ بدء سريان الهدنة. يأتي ذلك على وقع انعقاد اجتماعات للجان المصغرة الثلاث اليمنية في مشارورات السلام بالكويت، حيث يتم فيها تحديد آلية تبادل الأسرى والمعتقلين وفق الاتفاق الذي توصل له الطرفان أمس الاول.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد ركن أحمد عسيري خلال لقائه مساء أمس الاول ببرنامج العاشرة مساء على قناة دريم المصرية: "نعطي المسار السياسي وقتًا لتحقيق نجاح مع استمرار المسار العسكري. ولكن إذا أعلنت الأمم المتحدة فشل المفاوضات، فستحسم المسألة عسكرياً وتدخل الحكومة الشرعية صنعاء". وأكد عسيري أن قوات التحالف بقيادة المملكة السعودية لم تطلب من مصر إرسال قوات برية إلى اليمن، لأن الأمر تطوعي، موضحاً أنه ليس في خطة التحالف إدخال قوات برية، لأنهم يعتمدون على الجيش اليمني، باعتباره العمود الفقري لأيّ عملية يقوم بها التحالف. وأضاف: "الطيارون المصريون نفّذوا طلعات جوية، إضافة إلى المشاركة الفعالة للقوات البحرية المصرية". واعتبر عسيري أن وجود قوات التحالف في اليمن محاولة لإنقاذ المواطن اليمني، وليس غزواً ولا طمعاً في أيّ موارد للدولة. وعلى صعيد دقة الأهداف في اليمن، أكد عسيري أن قوات التحالف حريصة على إبعاد الأذى عن المدنيين ولهذا تعمد إلى استعمال قنابل بالغة الدقة يبلغ ثمن كل واحدة حوالي 120 ألف جنيه استرليني، وهي قنابل تستعمل في ما يعرف بعمليات الجراحة العسكرية، وتصيب الهدف بدقة بالغة.
من جانب اخر، قال قيادي ميداني في المقاومة الشعبية اليمنية بصنعاء طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) امس إن 80 من مسلحي الحوثي وقوات صالح قتلوا خلال شهر، في اشتباكات وتبادل بالقصف المدفعي في مديرية "نهم" التي تبعد عن العاصمة 40 كيلومترا. وأضاف أن "مسلحي الحوثي وقوات صالح حاولوا خلال أيام الشهر الماضي الهجوم على عدد من مواقع الجيش والمقاومة إلا أنه تم صدهم ما أدى إلى سقوط العديد منهم بين قتيل وجريح". وتابع أن الحوثيين وقوات صالح واصلوا خرق الهدنة بقصف مواقع الجيش الوطني والمقاومة في عدة مناطق في المديرية نفسها. وبدأ سريان الهدنة في اليمن التي رعتها الأمم المتحدة في 11 أبريل الماضي كتمهيد للمفاوضات بين الأطراف اليمنية التي بدأت بعد 10 أيام من هذا التاريخ، في ظل اتهامات متبادلة من مختلف الجهات المشاركة بالحرب بخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
الى ذلك، نجا قائد المنطقة العسكرية الأولى أمس من كمين استهدف موكبه بمحافظة حضرموت شرقي اليمن. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن سيارة مفخخة انفجرت في منطقة بروج القطن بوادي حضرموت، مستهدفة موكب قائد المنطقة العسكرية الاولى في وادي حضرموت عبدالرحمن الحليلي، مؤكدة أنه لم يصب بأذى. وذكرت المصادر أن الانفجار أسفر عن مقتل ثلاثة من مرافقي قائد المنطقة العسكرية الأولى وجرح خمسة آخرين، في حين لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن تنفيذ العملية. وأشارت المصادر إلى أن مقاتلات التحالف العربي بدأت في التحليق في أجواء المنطقة بشكل كثيف، كما طوق رجال الجيش المنطقة، عقب انفجار السيارة. وتأتي هذه العملية بعد أن سيطرت قوات الجيش الوطني الموالية للحكومة "الشرعية" على كامل مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت منتصف ابريل الماضي، وطرد مسلحي القاعدة منها، بدعم وإسناد مكثف من قبل قوات التحالف العربي.
سياسيا، استمرت أمس المشاورات السياسية في الكويت، حيث عقد وفدا الحكومة اليمنية والحوثيين اجتماعات للجان المصغرة الثلاث رغم عدم تحقيق أي تقدم، وبالتوازي يتم متابعة التفاصيل الإجرائية لإطلاق سراح نصف المعتقلين وفق الاتفاق الذي توصل له الطرفان أمس الاول. وأوضح مانع المطري، المستشار الإعلامي لوزير الخارجية عبد الملك المخلافي أن الاجتماع يأتي لتحديد آلية تبادل الأسرى والمعتقلين وزمنه. وكانت المحادثات أفضت الثلاثاء إلى إحراز لجنة المعتقلين والأسرى تقدما نسبيا في بحث موضوع المعتقلين، حيث تم الاتفاق على إطلاق كافة المعتقلين اليمنيين والعمل بشكل سريع على جدولة عملية الإطلاق لتبدأ بالإفراج عن نسبة 50% منهم خلال فترة 20 يوما. كما تم الاتفاق على العمل وفقاً لمعايير الأولوية بالإفراج عن المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، إضافة إلى وضع معايير للفئات المحتجزة حريتهم حتى يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين والأسرى والمخطوفين.