[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
”هل الخطر الصهيوني مقتصر على فلسطين وحدها فقط؟ هل انتهى مشروع دولة إسرائيل الكبرى؟ وهل وهل؟ أسئلة ستحاول هذه المقالة الإجابة عنها وباختصار, بما يتلاءم مع المساحة المتاحة. قال موشيه دايان في أحد لقاءاته: "إذا لم نجتح الدول العربية بالدبابات فسنجتاحها بالجرافات" يتحدث نتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس" عن الظلم البريطاني لليهود, باقتطاع الأردن من "الوطن التاريخي اليهودي".”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفود طلابية عربية تزور الكيان, وأخرى صهيونية تأتي لبعض الدول العربية ! الأدهى ما يكتبه أعضاء الوفود على وسائل التواصل الاجتماعي من إعجاب بالدولة الصهيونية! مع تأكيدي أن كلا منهم لو بحث في تفاصيل عائلته لوجد شهيدا أو هدما لبيت أو أذى كبيرا ألحقته هذه الدولة العابرة حتما للتاريخ والجغرافيا والزمان والمكان بأحد /كثيرين من أقاربه أو أهل حيّه أو بلده/قريته أو مدينته! ولا نقول إخوة عربا! فكيف ينسون؟ مع العلم أن 42 نائبا في دولة الكيان, أرادوا تقديم مشروع قانون للكنيست الصهيوني ينص على: أن الأردن هو جزء من أراضي "دولة إسرائيل"! عدم تقديمهم للمشروع لم يكن لانتفاء الهدف في أذهانهم, وإنما لاعتبارات سياسية شكلية ليس إلا! والمشروع موافق عليه من اللجنة القانونية للكنيست. المشروع سيُقدّم في حالة مواتاة الظروف السياسية. بالأمس عقد نتنياهو اجتماعا لحكومته الفاشية على أرض الجولان العربية السورية, وجاء تصريحه بأن الجولان "أرض إسرائيلية".
هل الخطر الصهيوني مقتصر على فلسطين وحدها فقط؟ هل انتهى مشروع دولة إسرائيل الكبرى؟ وهل وهل؟ أسئلة ستحاول هذه المقالة الإجابة عنها وباختصار, بما يتلاءم مع المساحة المتاحة. قال موشيه دايان في أحد لقاءاته: "إذا لم نجتح الدول العربية بالدبابات فسنجتاحها بالجرافات".يتحدث نتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس" عن الظلم البريطاني لليهود, باقتطاع الأردن من "الوطن التاريخي اليهودي". اسرائيل ترفض رفضا قاطعا ترسيم حدود دولتها حتى اللحظة! أما لماذا؟ فللأسباب التالية: أن الترسيم سيحدد مصادرتها لأراض جديدة. إنه سيمنعها من سن القوانين العنصرية بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وسن القوانين التشريعية المنتهكة لحقوقهم ,وسرقة الأراضي العربية. أن المؤسسة العسكرية ترفض رفضا قاطعا ترسيم حدود الدولة, لأن ذلك سيمنعها من ممارسة العدوان على الدول العربية. وأنه سيحد من عودة يهود العالم إلى "وطنهم التاريخي".إن الترسيم سيثير المزيد من الانقسامات, وتحديدا حول مصادر التشريع, بين المتشددين اليهود (ونسبتهم في الشارع تتعاظم يوما بعد يوم, وهناك تقديرات أن نسبتهم ستبلغ 62% في العام 2025) وبين باقي الأطراف في الحركة الصهيونية, التي تنادي بانكفاء اسرائيل على الذات, حتى تحين الظروف الملائمة لإعادة طرح المشروع. أن الترسيم سيفاقم من بروز السؤال,الذي لم تجر الإجابة عليه حتى اليوم, وهو تحديد تعريف من هو اليهودي؟. قائد عسكري إسرائيلي أجاب عندما سُئل عن رفض اسرائيل ترسيم حدود دولتها بـ "إن حدود إسرائيل تكون,حيث تصل دباباتها وأقدام جنودها".اسرائيل ما زالت تعتبر الضفة الغربية ,"يهودا والسامرة",ضمت القدس مبكرا إلى إسرائيل في 27 نوفمبر1967.كما ترفض الانسحاب من مزارع شبعا اللبنانية.
أيضا , ورغم أن ما يسمى بمبادرة السلام العربية تؤكد على الاعتراف الرسمي العربي بدولة إسرائيل, وإقامة سفارات لها في العواصم العربية, وبرغم أنها وفي موضوع "عودة اللاجئين", أخضعت هذا الحق, وفقاً لما سيتم الاتفاق عليه بينها وبين السلطة الفلسطينية, رغم كل ذلك, رفض رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك أرييل شارون هذه المبادرة فور تبنيها من قمة بيروت في عام 2002،كذلك فعلت الحكومة الإسرائيلية التي يرأسها. رغم أن الدول العربية تمد يدها للسلام مع إسرائيل ,إلاّ أن شارون اجتاح الضفة الغربية حينها،وسجن الرئيس الراحل ياسر عرفات في المقاطعة, ومنعه من حضور القمة.في أحد تصريحاته قال شارون:إن المبادرة لا تستحق الحبر الذي تم كتابتها به. موقف رئيس الوزراء الحالي نتنياهو من المبادرة, هو الرفض المطلق لها جملةً وتفصيلاً, وهو في تصريحاته المتعددة عنها،سواء أكان ذلك في إسرائيل أو في واشنطن, إبّان إحدى زياراته, طالب الدول العربية بتعديل المبادرة لأن الزمن قد عفا عليها،ومن وجهة نظره (أن العرب قمعيون،دكتاتوريون،لا يمكنهم التعايش مع الديمقراطية) ,ويمكن التعامل معهم فقط من خلال القوة،وهو يريد سلاماً مقابل السلام وليس سلاماً مقابل الأرض.
هذه هي حقيقة المواقف الإسرائيلية من مبادرة السلام العربية. إسرائيل تريد استسلاماً كاملاً من العرب, وضمنهم الفلسطينيون.تريد من العرب أن ينصاعوا للتسوية التي تطرحها , ودفع تعويضات للمهاجرين اليهود الذين هاجروا من الدول العربية (طائعين) إلى إسرائيل،وعليهم الرضوخ لوجود المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية , وعليهم قبولها وقبول المتغيرات الديموغرافية في الضفة الغربية , على أساس وجود400 ألف من المستوطنين فيها.وأن لا دولة فلسطينية على كامل حدود عام 1967 وأن لا انسحاب من منطقة غور الأردن،وأن لا سيادة للدولة الفلسطينية.وكذلك الامتثال للطلب الإسرائيلي منهم بالاعتراف بيهودية دولة إسرائيل , وإن اعترفوا بكل ذلك (ستتكرم) إسرائيل بالتفاوض معهم على التسوية.هذه الصورة هي حقيقة المواقف الإسرائيلية.
بالتالي, فإن إسرائيل لا تشكل خطراً على الفلسطينيين فحسب, وإنما على المنطقة العربية كلها ,وعلى الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.إسرائيل سعت وتسعى وستظل تسعى للسيطرة على المنطقة العربية, إن لم يكن بالمعنى الجغرافي من خلال بناء دولة إسرائيل الكبرى حاليا، فمن خلال الهيمنة السياسية والأخرى الاقتصادية. منذ مدة, أطلق رئيس الائتلاف الحاكم في الكنيست ياريف لفين (من قيادة حزب الليكود) مجموعة ضغط برلمانية تحت اسم"اللوبي من أجل أرض إسرائيل".المهمة الرئيسية للوبي الجديد:الدعوة إلى فرض"السيادة التاريخية"على كل فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر.يأتي ذلك وسط سن قانون تشريعي جديد،يمنع أية حكومة إسرائيلية من إجراء تسوية نهائية مع الفلسطينيين وأية مساومة على مفهوه "أراضي إسرائيل التاريخية". إن حلم دولة "إسرائيل الكبرى"من النيل إلى الفرات"ما زال يراود أحلام غالبية الإسرائيليين وبخاصة المنتمين إلى الأحزاب اليمينية الشوفينية الدينية.ليس لدى إسرائيل حالياً من أعداد يهود (قوة ديموغرافية) للسيطرة على مناطق جديدة،كما أن الوضع الدولي الحالي, لا يسمح بتوسع جغرافي إسرائيلي , ولا إجراء"ترانسفير"لأهالي منطقة 48،وإلا لفعلت إسرائيل ذلك منذ زمن طويل.

ودون تفاصيل واستشهادات ,فإن برامج 95% من الأحزاب في الكيان الصهيوني : الليكود,البيت اليهودي بزعامة نفتالي بنيت,,"يسرائيل بيتينيو" بزعامة ليبرمان وغيرها, إضافة إلى" الأحزاب اليمينية الدينية" الفاشية الأخرى بلا استثناء , كلها ترفض إقامة دولة فلسطينية! .تجمع المعسكر الصهيوني بزعامة هيرتزوج, يغازل الليكود ,بل أصبح مؤخرا على يمينه. لقد بين استطلاع واسع النطاق أجراه معهد الاستطلاعات الأميركي "بيو" ونشرت معطياته مؤخرا، أن نحو 50 % من اليهود الإسرائيليين يؤيدون طرد الفلسطينيين من وطنهم، فيما أيد 79 % من اليهود الإسرائيليين, التمييز العنصري ضد فلسطينيي 48، وأن 74 % منهم يفتخرون بأنفسهم كصهاينة.
من ناحيته, ألقى صحفي "هآرتس" المعروف جدعون ليفي كلمة في نادي الصحافة الوطني في العاصمة الأميركية مؤخرا، قال فيها مخاطبا زعماء اللوبي الصهيوني في أمريكا: "اسمعوا، مع أصدقاء مثلكم، لا تحتاج إسرائيل إلى أعداء". وبين كيف أن دعمهم يغذي عقلية الاحتلال ويمده بالأدوات. وعرض صوراً من وحشية مواطني كيان الاحتلال وجيشه ومؤسسته، وكشف تهافت المرتكزات "الأخلاقية" والأيديولوجية والعملية التي ينطلق منها سلوكه العدواني الذي يعيش في حالة إنكار للواقع، وكيف يؤثر ذلك على سلوكه البشع تجاه الشعب الفلسطيني المحتل.جملة القول: إن الخطر الصهيوني لا يقتصر على فلسطين والفلسطينيين وحدهم! وإنما على الأمة العربية ودولها من المحيط إلى الخليج ,وواهم كل من يعتقد غير ذلك.
(هنيئا) لكم تطبيعكم! وزيارة لدولة قالت الأمم المتحدة عن منابعها الفكرية الصهيونية, بأنها حركة عنصرية وشكل من أشكال التمييز العنصري. دولة تذبح الفلسطينيين وتعتدي على كل العرب: اغتيال في الإمارات وتونس وبيروت,إسقاط طائرة ليبية , دفن الأسرى من الجنود المصريين احياء في صحراء سيناء عام 1967.اعتداءات على لبنان . غارات يومية على الأراضي السورية. هدم المفاعل النووي العراقي ونواة مشروع شبيه في سوريا... الخ.