الحكومة تغلق قناتين تلفزيونيتين وتوقف برنامجا ساخرا
بغداد ـ (الوطن) ـ وكالات:
قالت مصادر من الشرطة العراقية إن هجمات انتحارية استهدفت مصنعا حكوميا لغاز الطهي شمالي بغداد مما أسفر عن مقتل 11 شخصا بينهم رجال شرطة وإصابة 21 آخرين فيما تفاقم الحرب معاناة الأطفال حيث خلصت دراسة حديثة إلى أن واحدا من بين كل ستة أطفال جرحى في العراق قد أصيب بسبب الحرب مقارنة بواحد فقط بين كل 50 طفلا مصابا في العالم.
وذكرت المصادر أن سيارة ملغومة يقودها انتحاري انفجرت عند مدخل المصنع الواقع في منطقة التاجي ليمهد الانفجار لدخول ما لا يقل عن ستة مهاجمين يرتدون أحزمة ناسفة إلى المصنع حيث اشتبكوا مع قوات الأمن.
وقال متحدث باسم قيادة عمليات بغداد إن النيران اشتعلت في ثلاثة من مخازن المصنع وسط أعمال العنف قبل أن تتمكن قوات الأمن من السيطرة على الوضع.
وقال موظف في المصنع يعيش في مكان قريب بعد أن سمع دوي انفجار قوي إنه شاهد ألسنة لهب ودخانا أسود يتصاعد من داخل المصنع.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن الهجمات لكن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية نفذوا تفجيرات الأسبوع الماضي راح ضحيتها نحو مئة شخص.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت إن المتشددين يستغلون أزمة سياسية تعصف بالبلاد بسبب سعيه لتعديل نظام الحكم القائم على المحاصصة وينفذون تفجيرات في مناطق تسيطر عليها الحكومة سيطرة شكلية.
إلى ذبك خلصت دراسة حديثة إلى أن واحدا من بين كل ستة أطفال جرحى في العراق قد أصيب بسبب الحرب مقارنة بواحد فقط بين كل 50 طفلا مصابا في العالم.
وأضافت أن الأطفال العراقيين المصابين بسبب العنف بما في ذلك الطلقات النارية والشظايا والمتفجرات أكثر عرضة عشر مرات للوفاة أو الإعاقة مقارنة بالمصابين لأسباب أخرى.
وكتب الباحثون في دورية "سيرجري" أن أبحاثا قليلة للغاية تناولت الإصابات بين الأطفال في مناطق الصراع بما في ذلك بعد غزو العراق عام 2003.
وقال كبير الباحثين آدم كوشنير من كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة في بالتيمور إن منظمات الإغاثة تميل إلى التركيز على المتفجرات وغيرها من أسباب الإصابات العنيفة لكن يجب أن تبذل جهودا في مجال إعادة الإعمار كإصلاح الطرق وتوفير التوعية بشأن المصادر المحتملة للإصابات العارضة.
وأجرى فريق الدراسة مسحا ميدانيا في بغداد عام 2014 وتناول الإصابات بين الأطفال تحت سن 18 عاما إلى جانب أي رعاية صحية سعى الأطفال إليها أو حصلوا عليها بين عامي 2003 و2014.
ومن بين 900 أسرة يصل عدد أفرادها إلى 5148 شخصا قال المشاركون إن هناك 152 طفلا مصابا أي 28 بالمئة من كل الإصابات.
ومن بين الأطفال المصابين وصلت نسبة المصابين بسبب الحرب بشكل مباشر إلى 15 بالمئة بما في ذلك الإصابات بسبب الطلقات النارية والشظايا والمتفجرات. وأشار الباحثون إلى أن النسبة العالمية للإصابات بسبب العنف بين الأطفال لا تزيد على اثنين بالمئة.
وقال كوشنير "يجب أن تفكر المنظمات الإنسانية في استراتيجيات الوقاية من الإصابة والتوعية. ينبغي إعادة بناء الطرق والمنازل الآمنة. التدريب على الإسعافات الأولية وإعادة التأهيل ضروري."
من ناحية اخرى أغلقت السلطات العراقية قناتين تلفزيونيتين كما أمرت بوقف برنامج ساخر لتشدد بذلك السيطرة على وسائل الإعلام مع تصاعد التوترات السياسية في بغداد.
بدأت هذه الإجراءات الصارمة في مارس ويبدو أن الدافع وراءها هو المخاوف من أن تذكي هاتان القناتان التوترات الطائفية بما يزيد من أعباء قوى الأمن المرهقة لاحتوائها.
لكنها تثير في الوقت نفسه مخاوف على حرية التعبير في العراق.
فقد أغلقت هيئة الإعلام والاتصالات مكتب قناة الجزيرة العربية في بغداد كما أغلقت قناة البغدادية التلفزيونية المحلية وأمرت بوقف برنامج البشير الهزلي.
وقالت الهيئة إن قناة الجزيرة وبرنامج البشير الذي يتناول بالنقد الساخر شخصيات عراقية خالفا ميثاق الشرف المهني.
والهيئة مكلفة بالإشراف على تنفيذ السياسات الحكومية. ولم تذكر الهيئة تفاصيل تذكر وامتنعت عن التعليق.
وقال وليد إبراهيم رئيس مكتب قناة الجزيرة في العراق "كانت لديهم بعض التحفظات على استخدام لفظ ‘ميليشيات‘ عند الإشارة للحشد الشعبي.
وأضاف أن هيئة الإعلام والاتصالات اعترضت أيضا على الآراء التي يبديها ضيوف قناة الجزيرة القطرية خلال برامج الحوارات التي تبث من الدوحة.
وقال هاتفيا من الأردن "حاولنا أن نشرح أن هذه هي وجهات نظر الضيوف وليست بالضرورة وجهات نظرنا."
أما قناة البغدادية المملوكة لرجل الأعمال العراقي عون الخشلوك فقد أغلقت في مارس. وقال بيان أصدرته هيئة الإعلام والاتصالات إن القناة لم تحصل على التراخيص السليمة اللازمة لمزاولة نشاطها.
وتعد هذه الإجراءات التي اتخذتها السلطات من أشد القيود التي فرضت على الإعلام خلال فترة حكم رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي تولى منصبه قبل عامين ووعد بإصلاح ذات البين. ولم يرد مكتبه على طلبات للتعليق.