دبي ـ "الوطن":
تشير آخر التوقعات الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى تراجع معدل إنفاق رأس المال العالمي على أشباه الموصلات بنسبة 2% خلال العام 2016، مسجلاً 62.8 مليار دولار، وتتفوق التوقعات الحالية على توقعات الربع السابق لمؤسسة جارتنر، التي توقعت حينها تراجعاً بنسبة 4.7%.
وقال ديفيد كريستنسن، كبير محللي الأبحاث لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: "رغم تحسن توقعات الربع الأول من عام 2016 عما كان متوقعاً خلال الربع السابق، أي التراجع بنسبة 4.7%، إلا أن التراجع بنسبة 2% على مستوى السوق خلال عام 2016 لا يزال قاسياً .. كما واصل المخزون الزائد وضعف الطلب على أجهزة الحواسيب الشخصية، والحواسيب اللوحية والمنتجات المتنقلة التأثير على صناعة أشباه الموصلات، ما أسفر عن تباطؤ معدل النمو منذ أواخر عام 2015، واستمر إلى العام الجاري".
ويتابع ديفيد كريستنسن حديثه قائلاً: "دفع تباطؤ معدل النمو لسوق الأجهزة منتجي أشباه الموصلات إلى إتباع سياسة محافظة فيما يتعلق بخطط إنفاق رأس المال، وخلال هذا العام، يستجيب كبار مصنعي أشباه الموصلات لضعف الطلب المتوقع على أشباه الموصلات من خلال الاستعداد لموجة النمو الجديدة التي ستضرب قطاع التقنيات المتطورة خلال العام 2017".
بالإضافة إلى ما سبق، المنافسة الشديدة التي تبديها قدرات الحكومة الصينية في مجال تصنيع أشباه الموصلات أضحت قضيةً لا يمكن التهاون معها أو تجاهلها من قبل صناعة أشباه الموصلات، ففي العام الماضي، شهدت المؤسسات والهيئات الصينية العاملة في هذا المجال العديد من عمليات الدمج والاستحواذ في إطار عروض محددة، ما يشير إلى التحدي الكبير الذي تبديه الصين على مستوى هذا القطاع، الأمر الذي من شأنه التأثير بشكل كبير على المشهد التنافسي العالمي لصناعة أشباه الموصلات خلال السنوات القليلة المقبلة، باعتبار أن الصين أصبحت اليوم سوقاً رئيسية لاستهلاك وتصنيع أشباه الموصلات.
وبالنظر نحو المستقبل، من المتوقع أن يعاود السوق ازدهاره ونموه خلال العام 2017، فتنامي الطلب على تطوير بطاقات الذاكرة المنطقية/المسبوكة من نوع 10 نانومتر 3D NAND سيعزز من نمو معدل الإنفاق العام بنسبة 4.4% خلال عام 2017.
تجدر الإشارة إلى أن هذا التقرير جاء ثمرة لبرنامج تصنيع أشباه الموصلات من مؤسسة جارتنر، ويقدم هذا البرنامج البحثي، الذي يعد جزءاً من مجموعة بحثية متكاملة ومتخصصة بصناعة أشباه الموصلات، نظرة شاملة على امتداد صناعة أشباه الموصلات، بدءاً من عمليات التصنيع وصولاً إلى توجهات سوق التجهيزات والبرمجيات.