بغداد ـ وكالات: سحب أعضاء مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق استقالتهم استجابة لطلب الأمم المتحدة والاتحاد الاوروبي، وذلك بعد خمسة أيام من تقديمها إثر تدخلات سياسية، بحسب ما أفادت قناة العراقية الرسمية امس الاحد. ونقلت القناة عن عضو مجلس المفوضية كاطع الزوبعي أن "مجلس المفوضين قرر سحب استقالته حرصا منه على العملية الانتخابية في العراق". وأضاف أن "الاستجابة جاءت بعد مناشدات من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي للعدول عن القرار". بدوره أكد مصدر دبلوماسي أمس الاحد أن "المفوضين عدلوا عن قرارهم بعد محادثات إقليمية ودولية مع منظمات بينها الامم المتحدة".
وقدم الاعضاء التسعة لمجلس المفوضية استقالتهم بصورة مفاجئة الثلاثاء الماضي، احتجاجا على ما اعتبروه تدخلا لمجلس النواب العراقي والقضاء في عملهم، وذلك قبل نحو شهر من الانتخابات المقررة في 30 ابريل. وأصدرت محاكم عراقية خلال الأيام الماضية أحكاما بحق عدد من المرشحين بينهم الشيخ صباح الساعدي من حزب الفضيلة والقيادي في ائتلاف "متحدون" رافع العيساوي والنائب عن كتلة الأحرار جواد الشهيلي، ما دفع المفوضية الى استبعاد ترشحهم للانتخابات. وتتعرض المفوضية لانتقادات حادة من كيانات سياسية بسبب استبعاد عدد من المرشحين عن بعض القوائم في موازاة مطالبة البرلمان العراقي بالكف عن استبعاد المرشحين. وفي ضوء ذلك، صوت مجلس النواب على قرار الاسبوع الماضي يلزم مفوضية الانتخابات بعدم استبعاد أي مرشح من خوض الانتخابات النيابية المقبلة باستثناء أولئك الصادرة بحقهم احكام قطعية.
وضمن المجلس قانون الانتخابات فقرة تنص على عدم استبعاد اي مرشح اذا لم تصدر أحكام قضائية بحقه.من جهة أخرى أعلن رئيس اللجنة المالية في البرلمان العراقي النائب حيدر العبادي،امس الأحد، عدم توصل اللجنة الثلاثية التي شكلتها رئاسة البرلمان لحل الخلافات حول الموازنة بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية الى أية نتائج. ونقلت وكالة باسنيوز الكردية عن العبادي قوله في مؤتمر صحفي عقده أمس بمبنى البرلمان إن "اللجنة الثلاثية التي تم تشكيلها لإيجاد مخرج للخلافات بين إقليم كردستان والمركز حول الموازنة لم تتوصل الى نتائج"، مبينا أن "نقطة الخلاف الأساسية تتمحور حول صادرات النفط من الإقليم". وأضاف العبادي أن "موازنة العراق تعتمد بالدرجة الأساس على عائدات النفط من جميع المحافظات ومن بينها إقليم كردستان"، مشيرا الى أن "فصل واردات نفط الإقليم عن باقي المحافظات سيتسبب في مشاكل اقتصادية وعجز في الموازنة وهو أمر لايمكن المضي به". وتابع العبادي أن "الكرة اليوم في ملعب البرلمان وهو المسؤول الأول عن إقرار الموازنة من عدمه من خلال حضور جلسات قراءة الموازنة وصولا للتصويت عليها"، موضحا أن "مقاطعة نواب كتلتي متحدون والكردستاني لجلسة أمس، كان السبب في عدم اكتمال النصاب والمضي بالقراءة الثانية للموازنة". ميدانيا ذكرت مصادر أمنية وطبية عراقية لوكالة فرانس برس ان تسعة اشخاص قتلوا وأصيب عشرة بجروح في هجومين منفصلين أحدهما انتحاري استهدفا الاحد مدينتي الرمادي وتكريت غرب وشمال بغداد. وقال ضابط في الشرطة برتبة مقدم في مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) ان "سبعة اشخاص قتلوا وأصيب عشرة بجروح في هجوم انتحاري استهدف جسر الحوز، في وسط مدينة الرمادي". وأشارت حصيلة سابقة الى مقتل ثلاثة وجرح خمسة في الهجوم ذاته.
وأضاف ضابط الشرطة أن "الهجوم أدى الى انهيار جزء من جسر الحوز وهو ثاني جسر يتم استهدافه خلال الفترة القليلة الماضية، ويربط بين شمال وجنوب مدينة الرمادي". وأكد طبيب في مستشفى الرمادي حصيلة الضحايا. وشهدت الرمادي كبرى مدن محافظة الانبار عمليات مسلحة واشتباكات منذ نهاية العام الماضي بين قوات الأمن والصحوات من جهة ومسلحين من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) من جهة اخرى. وفي تكريت (160 كلم شمال بغداد)، قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة "قتل ضابطان هما مقدم ونقيب، في شرطة صلاح الدين، بانفجار عبوة ناسفة استهدف سيارتهما الخاصة على طريق رئيسي في جنوب المدينة". وأكد مصدر طبي في ستشفى تكريت مقتل الضحايا.