تنزيلات تجاوزت 80%
المستهلكون: العروض تسهم في إنعاش الحركة السياحية والتجارية
استطلاع ـ ماجد الهطالي:
«تسوق بقيمة 50 ريالا واحصل على قسيمة شرائية بنصف مشترياتك»، «تنزيلات لغاية 60%»، هي وغيرها من اللوائح وعروض الصيف التي زخرفت بعض المحلات التجارية مع قرب العروض الموسمية للكثير من السلع.
وقد تسابق المستهلكون بمختلف شرائحهم للاستفادة من عروض الصيف التي وصل بعضها لـ 80% فتوسعت دائرة المشتريات لدى المستهلكين، للاستفادة من الوفر المالي الذي تحققه عروض التنزيلات.
وبجانب ما توفره هذه العروض من فرصة للمستهلكين لشراء احتياجاتهم فهي تساهم بشكل كبير في إنعاش الحركة السياحية والتجارية، في الوقت الذي ما زال يرى البعض أن العروض ما هي إلا خدعة تجارية يلعبها التجار لتسويق منتجاتهم والتخلص من جزء كبير من المنتجات التي مضت عليها فترات طويلة.



أسعار دولية
يقول مبارك بن مسلم الحسني مشرف صالة (هرمز أر أس) بجراند مول إن العروض الصيفية التي وصلت إلى 70% من قيمة السلعة تجذب المستهلكين بشكل ملموس، وربط الحسني أن العروض تكثر في الوقت الذي يكون فيه إقبال المستهلكين قليلا، كما أن الأسعار العروض تكون متناغمة مع أسعار السوق.

ويضيف: الأسعار في أسواق السلطنة هي دولية والفرق الوحيد بفرق العملة من دولة إلى آخرى»، ويتم الترويج لهذه التنزيلات عبر وسائل الإعلام المختلفة سواء كانت المطبوعة أم الإلكترونية.

زيارات دورية
ويوضح يثرب بن خميس الجهضمي من محل (naturalizer) أنه لا توجد أي صعوبات في الموافقة على العروض من قبل وزارة التجارة والصناعة، أضف إلى ذلك أن هيئة حماية المستهلك تقوم بزيارة دورية للتأكد من أسعار السلع في المحلات ومدى التزام المحلات التجارية بعروض التنزيلات، بحيث تكون أسعارها قانونية وتتناسب مع فئات المجتمع.

ميزات العروض
ويصف عمران بن حبيب الزدجالي من محل (SKECHERS) أن العروض جيدة وتساهم في رفع عدد المستهلكين للمنتجات في المحل، حيث وصلت نسبة العروض إلى 50%، وأما عن السلع التي يشملها العرض، فيعتمد على الشركة المنتجة في اختيارها للمنتجات، فبعضها غير مشمولة بالعرض، والأغلبية تضم المنتجات التي مرت عليها فترة طويلة ولم تستهلك إلى القائمة التي تحتويها العروض.

المغزى الرئيسي للعروض
ويقول يقظان بن سعيد الشكيلي أحد مرتادي المراكز التجارية، إن العروض بطبيعة الحال لا تنحصر على موسم معين بالتحديد، ففي أغلب المناسبات نجد معظم المحلات التجارية وغيرها تقوم بعمل مختلف العروض التسويقية لمنتجاتها وأغلبها ينصب من أجل زيادة المبيعات لها في حالة ركود السوق وضعف المبيعات لتقوم بتغطيتها من الناحية المادية عن طريق زيادة معدلات الارباح طيلة فترة عروض التنزيلات.
بالمختصر المفيد فإن المغزى الرئيسي من العروض وكما أسلفت سابقاً هو زيادة معدلات الأرباح في فترة ركود السوق او للتخلص من بضاعة معينة مرت على وجودها فترة طويلة وربما بسبب وصول بضاعة من نفس الصنف ولكن محدثة وفي النهاية كل هذي العروض لا تؤثر على ارباح المحل من ناحية البيع بدون فائدة او بخسارة.
ويضيف الشكيلي أن التنزيلات هي طريقة ناجحة للتسويق وكسب الارباح بأسرع وقت عن طريق جذب المستهلكين بمختلف العروض الترويجية عبر وسائل الاعلام المختلفة.
ويذكر الشكيلي أن المبالغة في الأسعار نجدها في أغلب المحلات وتصل نسبة الفوائد في بعض السلع إلى أكثر من 3 اضعاف قيمة الشراء وكل ذلك يعتمد حسب موقع المحل التجاري وأسعار الايجارات.!
وبالنسبة للسعر بعد التنزيلات قد يصل إلى ضعف قيمة شراء التاجر للسلعة وربما أقل.

العرض والطلب
ويوضح جمال بن رهين اليحيائي أن من بين العروض التي جذبته للأسواق المحلية هي تلك السلع الاستهلاكية كالمواد الغذائية، وملابس الأطفال، مضيفا أن نوع العروض التي تجذب المستهلكين تعتمد على متطلبات المستهلك، فعلى سبيل المثال أن الأشخاص المقبلين على بناء منازل سوف تجذبهم العروض المختصة في المجال ذاته كمواد البناء والأدوات الصحية والأثاث.
أما في ما يتعلق بالمصداقية في التنزيلات فيقول اليحيائي « إن الأسعار مبالغ فيها، حيث نطالب الجهات المعنية بعمل مراقبة دورية لكل السلع والمنتجات الموجودة في الأسواق المحلية، وبهذا تتعزز ثقة المواطن بهذه الأسواق، ففي الأول والأخيركلما انتعشت المراكز التجارية بالسلطنة ساهم ذلك بشكل واضح في اقتصادها».

حقيقة أم خدعة تجارية ؟
يذكر زهران بن سعيد المصلحي أن العروض بشكل عام تجذب المستهلكين، حيث تظل الحيرة تسيطر على عقل المستهلك بين حقيقة التنزيلات من عدم صحتها، فربما تكون خدعة تجارية يقوم بها التجار للسيطرة على عقول المستهلكين لجذبهم للشراء، مضيفا بأن بعض التنزيلات لإغراء المستهلك، فهي إما أن تكون لسلع قديمة، أو منتجات ظلت في المخازن لفترة زمنية طويلة ولم يتم تسويقها بسبب الركود، وحسب وجهة نظر المصلحي أن السبب يقف عند المنتج ذات الماركة الرديئة، أو أن ألوان المنتج غير مرغوب بها من قبل المستهلكين، وغيرها من الأسباب، حيث أنه لا يمكن لتاجر أن يعرض نفسه للخسارة فهو الرابح في الأول والاخير.
ويقول المصلحي: «إن التجار مع بداية الموسم يعرضون السلع بأسعار مرتفعة ليتسنى لهم عمل التنزيلات عندما يجدون ركودا في بعض المنتجات، وبهذه الطريقة يتم تصريف البضاعة بدون ضرر للتجار».
يقترح المصلحي بأنه يجب على التجار الكشف عن الأسعار القديمة، كما هو في الدول الأخرى، حيث أن التنزيلات تكون محددة بفترة زمنية مع إعلان أسبابها.