خبراء: "الكفاءة الذكية" مفتاح المرونة في القطاع
أكد خبراء على ضرورة تعزيز معدلات الكفاءة في المشاريع البحرية والوصول بها إلى أعلى مستوياتها عبر تطبيق أفضل معايير الجودة والمسائل المتعلقة بالسلامة، حيث يعتبر ذلك عاملاً رئيسياً في ايجاد قطاع مستدام للعمليات البترولية في المناطق البحرية خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يعيشها العالم، جاء ذلك في إطار الاستعدادات لإقامة معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك2016 ).
ومن المتوقع أن ينمو حجم قطاع منصات الحفر البحرية العالمي من حوالي 65.77 مليار دولار في 2014 إلى 102.47 مليار دولار بحلول العام 2019، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.27%، وذلك بحسب دراسة حديثة أجرتها شركة الأبحاث "ماركتس آند ماركتس"، مما يشير إلى أن حجم الاستثمارات في هذا القطاع يعد هائلاً ويلعب دوراً أساسياً في نمو أسواق الطاقة الناشئة.
كما أشار التقرير إلى أن تطور مشاريع الحفر البحرية يعتمد بشكل كبير على تنامي عمليات الاستكشاف وتوسعها حول العالم. كما جاء في التقرير أن الاستكشافات الأخيرة لاحتياطات النفط والغاز في مواقع بحرية بعيدة إلى جانب التطور التقني المتزايد بالمعدات، جعل عملية الحفر أكثر كفاءة وذات جدوى اقتصادية أعلى.
ولا تزال المشاريع البحرية في المنطقة، وفقاً للخبراء، تتقدّم على الطريق الصحيح بشكل يحقق الأهداف المرتبطة بالقدرات الاستيعابية للإنتاج. وفي هذا السياق تخطط شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لضخ استثمارات تبلغ 25 مليار دولار (92 مليار درهم) في مشاريع نفطية بحرية حتى العام 2020، ضمن استراتيجية دولة الإمارات لتعزيز إنتاجها النفطي الشامل كي يصل إلى 3.5 مليون برميل يومياً بين العامين 2017 و2018.
ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج النفط من الاحتياطيات البحرية في أبوظبي نحو نصف إنتاج الإمارة من النفط بحلول العام 2018، كنتيجة لهذه الاستثمارات المتواصلة.
وتعمل شركة أبوظبي العاملة في المناطق البحرية (أدما العاملة)، وهي إحدى الشركات التابعة لشركة أدنوك، على تشغيل اثنين من الحقول المنتجة حالياً، هما أم الشيف وزاكوم السفلي الذي يعتبر أحد أكبر حقول النفط في العالم. كما تعمل على تطوير ثلاثة حقول جديدة هي سطح الرزبوت، وأم اللولو، ونصر، بطاقة إنتاجية مستهدفة تصل إلى 75,000 برميل يومياً من الحقول الخمسة.
وتماشياً مع الاستثمارات العالمية والإقليمية الجارية في الإنتاج النفطي البحري، يعتزم "أديبك 2016" استضافة الدورة الثانية من معرض ومؤتمر المعدات والآليات الثقيلة البحرية والملاحية، الذي ينتظره القطاع بترقب بالغ. وفي هذا الإطار، يقدّم أديبك منصة العرض الأكثر حصرية، والمقامة على واجهة مائية تم تصميمها وتكريسها لعرض كل ما يخص قطاع النفط الملاحي والبحري، وهي المنصة التي باتت مهيّأة لاستقطاب أكثر من 100 شركة عارضة، بعد أن شهد إطلاقها في العام الماضي نجاحاً كبيراً، وذلك مع التقاء خبراء القطاع والمختصين من أنحاء العالم تحت مظلة هدف مشترك يتمثل في جلب أفضل الممارسات إلى هذا القطاع، الذي ظل يُنظر إليه تقليدياً كقطاع يتسم بالتعقيدات.
وقال علي خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي لشركة الياسات للعمليات البترولية المحدودة، رئيس معرض ومؤتمر "أديبك 2016"، إن التطورات التقنية المهمة "أتاحت لنا المجال للاستفادة بأمان وكفاءة من الاحتياطيات النفطية المتوفرة في المياه العميقة والتي كان من الصعب الاستفادة منها سابقا.
وأضاف: ومع ذلك، تواجه السوق اليوم تحديات جديدة، إذ ينبغي أن نستمر في تعزيز الكفاءة دون التنازل عن أعلى معايير الصحة والسلامة أو شروط الاستدامة البيئية. وفي هذا السياق فإن أديبك يشكّل منصة مثالية لأصحاب المصلحة تدفعهم للتعاون من أجل خلق قطاع بحري أكثر مرونة واستدامة، عبر الجمع بين الخبرات العالمية وتشكيلة فريدة من المنتجات والخدمات الخاصة بقطاع النفط البحري".
ويقام معرض المعدات والآليات الثقيلة البحرية والملاحية على الواجهة المائية التابعة لمركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، على بعد 150 متراً من مكان إقامة أديبك في أرض المعرض الرئيسية، ويمتد على مساحة تبلغ 4,500 متر مربع على رصيف بحري بطول 500 متر. ويمكن للزوار الاطلاع على كل ما يخص قطاع النفط البحري من منصات بحرية ومراكب ومعدات حفر في قاع البحر، وصولاً إلى خطوط الأنابيب ومعدات الإنتاج وأدوات رسم الخرائط.
وتضم منطقة العرض المواجهة للبحر مراكب متخصصة راسية على الماء يمكن للزوار التجوّل بداخلها، من أجل التعرف عن كثب على استخداماتها ومواصفاتها، فضلاً عن اكتساب فهم أوسع للقضايا التي يواجهها مشغلو المراكب والمعدات البحرية.
من جهته، قال كريستوفر هدسون، رئيس قطاع الطاقة العالمي لدى "دي إم جي للفعاليات"، الجهة المنظمة لمعرض ومؤتمر أديبك، الذي يقام بين 7 و10 نوفمبر 2016 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، إن التقنية والابتكار يستمران في لعب دور محوري في دفع عجلة الكفاءة وتعزيز تبني أفضل الممارسات في القطاع البحري، مشيراً إلى أن حوالي ثلث إمدادات النفط في العالم تأتي من آبار بحرية.
وأضاف: يمكّن المعرض المقام على الرصيف البحري في أديبك الزوار من الاطلاع على مجموعة من المعدات والأدوات والتقنيات المعروضة في بيئة تماثل البيئة التي تعمل بها في الواقع، كما يتيح للعارضين عرض منتجاتهم في بيئة جذابة للجمهور، ما يضيف بُعداً جديداً إلى الطريقة التي يعايش فيها كل من العارضين والحضور تجربة الحدث".
من جهة أخرى، ينعقد مؤتمر "أديبك" الثاني لقطاع النفط البحري والملاحي في منصة سيتم تشييدها خصيصاً على الواجهة المائية، وذلك بإشراف جمعية مهندسي البترول. ومن المنتظر أن يقدم هذا المؤتمر سلسلة من الجلسات المخصصة للرؤساء التنفيذيين، وجلسات عامة، إلى جانب الجلسات الفنية، حيث سيستضيف عدداً من أبرز خبراء العالم لمناقشة مواضيع حيوية تهم القطاع وتشمل الجيولوجيا، والاحتياطيات، والتنقيب، والتحديات المرتبطة بالحفر، والتقنيات الناشئة والمتقدمة، والمراكب والمنصات البحرية، وأداء المواد، ونظم الإنتاج العائمة.
ويحظى أديبك الذي رسّخ مكانته كحدث النفط والغاز الأكثر تأثيراً في هذا القطاع على الصعيد العالمي، بسجل طويل من الإنجازات، حيث يجمع هذا الحدث العالمي الهام أبرز الخبراء من المختصين وأصحاب الفكر وذوي العقول اللامعة من أنحاء العالم، لمناقشة التحديات والفرص المتاحة في القطاع.