بالتنسيق مع مكتب والي مطرح …
الانتهاء من تأهيل المدينة في عام ٢٠٥٠ م بالاستعانة بشركة استشارية عالمية من إيطاليا
تغطية – عبدالله الجرداني:
استعرضت بلدية مسقط التصميم العام الأولي لمشروع إعادة تأهيل مدينة مطرح في لقاء موسع بتنظيم مكتب والي مطرح خلال لقاء عقد صباح أمس بسبلة مطرح العامة بحضور معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ مسقط ، وسعادة السيد أحمد بن هلال البوسعيدي والي مطرح رئيس لجنة الشؤون البلدية بالولاية وعدد من أصحاب السعادة ولاة محافظة مسقط وأعضاء مجلس الشورى وأعضاء المجلس البلدي ممثلي ولاية مطرح والمشايخ وأعيان وأهالي الولاية وعدد من مسؤولي الجهات الحكومية.
تم خلال اللقاء تقديم عرض مرئي وشرح لكافة أهداف هذا المشروع ، وتضمنت الأهداف الرئيسية للمشروع على رفع مستوى الخدمات المقدمة وذلك بتأهيل مستوى المساكن والممرات المحيطة بها ورفع كفاءتها من الناحية الصحية والبيئية وتوسعة مسارات الخدمات الحالية وإضافة خدمات ضرورية كنظام الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وخدمات النطاق العريض وغيرها من الخدمات الأخرى وتوفير مساحات كافية لمواقف السيارات ، وتوسعة الطرق الحالية ، وايجاد مداخل ومخارج جديدة للمدينة ؛وذلك للحد من الازدحام الكثيف للحركة المرورية مما سيسهل عمليات التحرك وكذلك تقديم خدمة الإسعاف والدفاع المدني متى ما اقتضت الحاجة ، وسهولة وصول السكان والزوار لمقاصدهم.
كما يهدف المشروع إلى المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية للمدينة والحفاظ على المكانة التاريخية لسوق مطرح ،وترميم المباني التاريخية والمحافظة عليها من الاندثار ، ودراسة إمكانية إعادة تأهيل بعض المواقع التاريخية والقلاع وتحويلها إلى مزارات سياحية ودراسة إمكانية تحويل بعض المساكن والمباني القديمة إلى استخدامات تجارية كفنادق ومعارض للصناعات الحرفية ، ومطاعم ومقاهي لتقديم الأكلات العمانية .
وأدى تغيير استخدام ميناء السلطان قابوس إلى ميناء سياحي إلى ازدياد أعداد السياح القادمين للسلطنة عن طريق البحر حيث تحمل كل سفينة في كل رحلة ما يفوق الأربعة آلاف سائح من كل أنحاء العالم مما يتطلب إضافة بعض التحسينات والمرافق واللمسات الجمالية للمدينة وبعض الخدمات الضرورية لتكون بوابة عمان السياحية، كما سيسهم المشروع في تشجيع السياحة الداخلية وتاهيل مطرح لتكون منطقة ملائمة للزوار الرسميين وسيساهم المشروع بشكل مباشر في رفع اسهامات قطاع السياحة في الاقتصاد الوطني وإيجاد فرص عمل تجارية جديدة للمؤسسات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغرة .
وأكد المهندس الطيب بن محمد بن أحمد الحارثي مدير دائرة الدراسات الفنية ببلدية مسقط ومدير المشروع بأن خطة إعادة تأهيل المدينة ركزت على عدة محاور أبرزها الأحوال المعيشية للسكان وذلك لتوفير بيئة صحية مناسبة للعيش بتحويل مدينة مطرح لمدينة جاذبة للسكان واستحداث دليل تخطيط عمراني وحضري ليتماشى مع مشروع تطوير المدينة وإنشاء منظومة متكاملة من شبكات الطرق وخطوط شبكات البنية الأساسية وإبراز المناظر الطبيعية للمدينة وتطوير المرافق العامة وإعادة تأهيل وتوزيع المنطقة السكنية والتجارية.
وركز المحور الثاني على المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية للمدينة وذلك للحفاظ على الطابع التاريخي والثقافي للمدينة دون تغيير ، وإحياء ثقافة الفنون التقليدية والحرف العمانية واستعادة الهُوية العمانية لسوق مطرح والمحافظة على المناظر وخطوط الافق الجبلية كإحدى المقومات الرئيسية للمدينة ، وإيجاد توازن بين تطوير المدينة وحماية البيئة. وارتكز المحور الثالث على التطوير المتنوع والشامل وذلك بالحفاظ على الطابع العالمي لمدينة مطرح كمدينة تاريخية متنوعة الثقافات من خلال تشجيع السياحة الداخلية والخارجية بإبراز المشهد التاريخي والثقافي المتميز للمدينة والحفاظ على البيئة الاجتماعية ذات الأعراق المختلفة وتحويل مدينة مطرح لمدينة صديقة للمعاقين وذي الاحتياجات الخاصة ، وتحويل مطرح كبوابة سياحية للسلطنة من خلال الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للسياح.
أما المحور الرابع وهو الإبداع والابتكار فقد ركز على التوازن والاستدامة في مرحلة التطوير وذلك بضرورة الاهتمام بالنظرة المستقبلية مع المحافظة على الماضي العريق للمدينة وتقديم أسلوب حياة جديد صديق للبيئة كـــالحد من استخدام السيارات، والتشجيع على ممارسة المشي، وتقديم الخدمات بشكل مرموق، واستخدام تقنيات حديثة متطورة كــتوليد الطاقة الشمسية وعمل أبراج للتبريد، وتحويل المدينة إلى ساحة فنية اثرية منسجمة مع عراقة مدينة مسقط وتوفير بيئة ابتكارية لتقديم الحلول المتطورة والخدمات وتوفير الفرص للمستثمرين وإيجاد فرص عمل عديدة للعمانيين وللمؤسسات المتوسطة والصغيرة وتخصيص منطقة تعليمية تهتم بنقل الموروث الحرفي العماني للأجيال القادمة.
وفي تصريح للمهندسة أمل بنت سعيد السبتية منسقة المشروع قالت قامت بلدية مسقط وبالتنسيق مع القائمين على مشروع تطوير ميناء السطان قابوس بوزارة النقل والاتصالات والجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة على إنجاز خطة شاملة لتصميم البنية الأساسية المتكاملة لتطوير وإعادة تأهيل المدينة بمراحل مختلفة تنتهي في عام ٢٠٥٠ م . عمل على هذه الخطة شركة( سيرينج الدولية) وهي شركة استشارية عالمية من جمهورية إيطاليا ،حيث تكون فريق العمل من المختصين في مجال التطوير الحضري والمعماري والهندسة المدنية والالكتروميكانيكية والاقتصاد واختصاصي التواصل المجتمعي، هذا بالإضافة الى لجنة من أهالي مدينة مطرح تم تشكيلها بمعرفة مكتب سعادة السيد والي الولاية وذلك للوصول لأفضل التصاميم والحلول.
وقد قام استشاري المشروع بالعديد من الدراسات التفصيلية والمسوحات الميدانية حيث بدأ الفريق حسب المراجعة الشاملة والدقيقة لكافة الخطط والدراسات السابقة وبحث في تاريخ مدينة مطرح ثم قاموا بالمسح الميداني لكافة المباني الواقعة في منطقة إمتياز المشروع لتحديد المباني التي تحتوي على لمسات تاريخية ثم دراسة متعمقة للوضع الحالي للمدينة ومكوناتها تلتها العديد من الدراسات حول ديمو غرافية قاطني المدينة واستراتيجية إدارة سوق مطرح وأحوال الطقس والهيدرولوجيا (مجاري الأودية والسدود) ودراسة الطرق ومداخل ومخارج المدينة ومواقف السيارات وكذلك المناظر الطبيعية للمدينة وشبكات الخدمة العامة
وجيولوجية للمدينة كما شملت الدراسات استخدام الطاقة المتجددة وأماكن الجذب السياحي الحالية والتي سيتم استحداثها من خلال هذا المشروع اضافة الى استبيان خاص بتطوير المدينة شمل عينة من قاطني المدينة وزوارها .
ومن المتأمل أن تكون مطرح في عام ٢٠٥٠ م قد استعادت بريقها ونشاطها الذي لعبته سابقا كونها من ضمن المدن الأكثر ازدهارا بين المدن والحواضر العمانية من الجانب الاقتصادي والتجاري والحضاري، ومن المنتظر حينها توفير بيئة مريحة للعيش تستوعب ستون الف شخص و ما يقارب من مئة الف سائح شهريا للاستمتاع بزيارة المدينة والتجول بين أزقتها وزيارة المدينة القديمة وقلعة مطرح والمباني التراثية والسوق التقليدي والابراج الاثرية وسور المدينة القديم والشارع البحري ومنطقة الميناء. جميع هذه المميزات ستقدم للزائر تجربة سياحية ثرية كمزيج فريد بين الهوية العمانية التقليدية والحداثة. وبمجرد زيارة ميناء مطرح سيستمتع الزائر بمنظر فريد لكافة مكونات المدينة من المشاهد الطبيعية حيث سيستمتع بمشاهدة رواية متسلسلة تنوعت أحداثها على مر القرون وجسد شخصياتها أبطال من التجار والبحارة والصيادون.
