- ويدعو لمواجهة التحديات والأزمات بالمنطقة والتجاوب مع احتياجات الشعوب العربية

-بحث مكانة الإعلام الاجتماعي في ظل الوضع الاتصالي الالكتروني

القاهرة ـ الوطن ــ وكالات:
انطلقت امس بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة أعمال الدورة السابعة والاربعين لمجلس وزراء الاعلام العرب برئاسة مملكة البحرين وتشارك السلطنة في أعمال الدورة بوفد يترأسه معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الاعلام . وتناقش الدورة عدداً من القضايا الهامة أبرزها دور الإعلام العربي في خدمة التنمية المستدامة ومحاربة الإرهاب والتطرف والدفاع عن قضايا الأمة العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. كما تناقش عدة بنود منها التوصيات المرفوعة من اللجنة العربية الدائمة للإعلام والمكتب التنفيذي للمجلس الوزاري حول التصدي لظاهرة الإرهاب بهدف تضافر الجهود الإعلامية للدول الأعضاء لمواجهة الإرهاب والذي بات خطرا يهدد استقرار وأمن المنطقة والعالم والإسهام بقوة في تجديد المضامين الإعلامية فيما يخص مواجهة الإرهاب حيث إن الإعلام أصبح سلطة مؤثرة للغاية وهو الفضاء الذي يتم من خلاله تشكيل الفكر .
من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أهمية اجتماع مجلس وزراء الإعلام في دورته العادية السابعة والأربعين في ظل استمرار وازدياد التحديات التي يواجهها الوطن العربي، والتي تتمثل في اضطراب الأوضاع السياسية بصورة غير مسبوقة واشتداد الصراعات والنزاعات المسلحة في بقاع مختلفة من المنطقة، وهو الواقع الذي يفرض على وسائل الإعلام العربية مسؤوليات والتزامات كبيرة للقيام بالدور المنوط بها في تناول هذه التحديات والأزمات والتجاوب مع احتياجات الشعوب العربية. وشدد العربي، في كلمته أمس الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية السابعة والأربعين للمجلس على أن الأحداث التي تشهدها المنطقة تحتم على وسائل الإعلام العربية التمسك بالمهنية والموضوعية والمصداقية والحيادية التامة، ومراعاة الفرق بين حرية التعبير والمساس بالأديان والمقدسات والتعرض للأمن القومي وسلامة الدول، مشيرا إلى أنه في ظل هذه الأحداث يجب أن تسعى وسائل الإعلام دائماً لإبراز أهمية الحوار والموضوعية في العرض ومراعاة الابتعاد عن العنف وعن الطائفية.
ونبه العربي إلى أن تفشي ظاهرة الإرهاب في السنوات الماضية أصبح أحد أبرز التحديات التي تواجه الدول العربية، وتهدد الأمن القومي وسلامة أراضيها وشعوبها، مؤكدا أن ضربات الإرهاب المتلاحقة التي أصابت عددا كبيرا من دول العالم وكان على رأسها عدة دول عربية، تتطلب تعزيز العمل العربي المشترك على جميع الأصعدة لمواجهة ومكافحة هذه الظاهرة واقتلاعها من جذورها. وأشار العربي إلى أن ظهور عدد من التنظيمات الإرهابية مثل داعش ومن قبلها القاعدة وغيرها، وإقبال أعداد ليست بالقليلة من الشباب العربي على الانسياق وراء هذه الأفكار والانتماء لها قد سلط الضوء على التدهور الفكري والمعرفي والثقافي الذي يعاني منه قطاع كبير من الشباب الذي أصبح فريسة سهلة للانسياق وراء الأفكار المتطرفة والهدامة التى تبثها تلك التنظيمات، وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر لينذرنا بمستقبل شديد التعقيد إذا لم يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة حياله.
وأشار العربي في هذا الإطار إلى قرار المجلس الوزاري العربي الصادر في 7 سبتمبر 2014 الذي نص في فقرته السابعة على "عزم الدول العربية على مواصلة الجهود لتعزيز الأطر القانونية والمؤسسية لجامعة الدول العربية في مجال تعزيز الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب واتخاذ جميع الإجراءات الضرورية سياسيا وامنيا وقضائيا وفكريا لمواجهة مخاطر الإرهاب وما يفرضه من تحديات".
وأكد أنه يقع على عاتق الإعلام العربي مسؤولية كبيرة ودور شديد الأهمية في دعم القضية الفلسطينية وتحريك الرأي العام العالمي لصالحها، الأمر الذي يستلزم وجود منبر إعلامي عربي موجه للغرب يهدف إلى تعريف الشعوب الغربية بتاريخ القضية الفلسطينية، وقضايا اللاجئين والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعرض موقف الدول العربية وتأكيد دعمها الكامل للقضية وحقوق الشعب الفلسطيني. وأكد ضرورة أن يعمل هذا المنبر على تصوير ونقل الصورة الواقعية لمعاناة الشعب الفلسطيني من جراء جميع الممارسات والجرائم العنصرية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية بصورة يومية بحقه، والتي تتنافى مع مبادئ حقوق الإنسان، كما يجب أن يتم من خلال هذا المنبر التأكيد دائماً على الفرق بين الإرهاب وحق الدفاع عن النفس والأرض والوطن. وتابع العربي : "مازلنا نتابع بقلق تداعيات الأوضاع المتأزمة في كل من سوريا وليبيا واليمن والعراق"، محذرا من أن استمرار تدهور الأوضاع في هذه البلدان يشكل تهديداً مستمراً لأمن وسلامة واستقرار المنطقة بأكملها. وأكد العربي حرص جامعة الدول العربية على مواجهة هذه الأزمات ووقف تدهور الأوضاع ووقف نزيف الدماء في هذه البلدان ورفع المعاناة عن شعوبها. كما شدد على استمرار جامعة الدول العربية في عملها على تعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك على جميع الأصعدة أملاً في الخروج بالمنطقة العربية من هذه المرحلة الحرجة بدون المزيد من الخسائر وتحقيق السلام والأمن والاستقرار وتلبية احتياجات شعوب المنطقة.
ولفت إلى أن جامعة الدول العربية حرصت على أن يتضمن الاحتفال بيوم الإعلام العربي توزيع جوائز للتميز الإعلامي بهدف تكريم الشخصيات الإعلامية الفائزة، وكذلك تكريم المؤسسات الإعلامية العربية الرائدة التي يتم ترشيحها من الدول العربية الأعضاء.