الخرطوم ـ من أحمد حنقه:
أجاز ملتقى "أم جرس" للسلام والأمن والتعايش السلمي بإقليم دارفور السوداني، توصياته ومقرراته. وأعلن المشاركون في المؤتمر انحيازهم التام للسلام ورفض الحرب، فضلاً عن دعمهم للتعايش السلمي بين القبائل واستعدادهم للمساهمة في إيقاف الدمار والاقتتال بالإقليم. وطالب الملتقى، الذي عقد بمدينة أم جرس التشادية بحضور الرئيسين عمر البشير وإدريس ديبي، والأحزاب السودانية بتعزيز دور القوات المشتركة السودانية والتشادية في تأمين الحدود وحسم المتفلتين والخارجين عن القانون، ودعا المشاركون لعدم الإضرار بالمدنيين والمشروعات الحيوية في دارفور. وأوصى الملتقى بضرورة نزع السلاح من الجميع في دارفور مع الإبقاء عليه بيد القوات المسلحة، وناشد بالتسريع بتسريح القوات غير النظامية أو دمجها في القوات المسلحة، كما أكد ضرورة فرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون. وجدد الملتقى الدعوة لحاملي السلاح للاستجابة لنداء السلام. وأشاد الملتقى بجهود دولة قطر في تحقيق التسوية الشاملة لقضية دارفور من خلال رعايتها ودعمها لوثيقة الدوحة، ودعا إلى ضرورة التأكيد على المجهودات القطرية التي تهدف إلى دعم حالة السلام والاستقرار بدارفور، مشيراً إلى الإسهامات الكبيرة التي ظلت تقدمها الدوحة في إنشاء المشروعات التنموية وقرى العودة الطوعية للنازحين. كما طالب الملتقى بضرورة إكمال الترتيبات الأمنية مع الحركات المسلحة الموقعة على السلام والعمل على الإعادة الطوعية للنازحين واللاجئين وتوفير مطلوبات العودة لهم، وشدد على ضرورة تفعيل دور الإدارات الأهلية وتعزيز وجودها في مناطق النزاعات والتوترات. على صعيد آخر اتهم السودان، الاتحاد الأوروبي بالسعي إلى "إحداث شرخ" في الموقف الأفريقي بعدما رفض الاتحاد دعوة الرئيس السوداني عمر البشير إلى قمة الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، التي تعقد في الثاني والثالث من أبريل في بروكسل. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في العامين 2009 و2010 مذكرات توقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة في إقليم دارفور. وقالت الخارجية السودانية في بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية "حتى تاريخ اليوم 30 مارس لم تصل دعوة لرئيس الجمهورية للمشاركة في القمة". ودعيت إلى قمة بروكسل الآفروأوروبية تسعون دولة أوروبية وأفريقية على أن يشارك فيها 65 رئيس دولة وحكومة. واتهمت الخارجية الاتحاد الأوروبي بـ"ممارسة أساليب المراوغة ومحاولات شراء الوقت لإحداث شرخ في الموقف الأفريقي الموحد"، وذلك عبر "الانتقائية في توجيه الدعوات لمثل هذه الملتقيات". وكان ممثل لبروكسل أعلن في وقت سابق أن للاتحاد الأفريقي حرية دعوة الرئيس السوداني رغم أن الاتحاد الأوروبي رفض توجيه دعوة إليه. وقال مصدر في الاتحاد الأوروبي، إن الاتحاد دعا "حكومة السودان" رغم أن قضية مشاركة البشير أو عدم مشاركته تظل عالقة. واتهمت الخارجية السودانية الاتحاد الأوروبي بالاستخفاف بالقادة ووزراء الخارجية الأفارقة، لفشل الاتحاد في توضيح عدد الرؤساء ورؤساء الحكومات من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الذين يشاركون في القمة، وتابع "بدا من الواضح أن عدداً محدوداً من هؤلاء سيشاركون في القمة".