في سعي حثيث من وزارة الصحة من أجل سرعة الانتهاء من إعداد النظرة المستقبلية للنظام الصحي (الصحة 2050م) رعى معالي الدكتـور أحمد بن محمد بن عبيد السعيدي وزير الصحة وبحضور أصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين ومدراء العموم وبعض المسئولين اللقاء الذي عقد صباح يوم الخميس الماضي بقاعة الاجتماعات الرئيسية بديوان عام الوزارة والذي تم من خلاله تقديم عروض مرئية لاستعراض ملامح الوثيقة الرئيسية للنظرة المستقبلية للنظام الصحي (الصحة 2050م) وبعض من وثائق الدراسات الإستراتيجية لآليات التنفيذ التي أعدت من قبل استشاريين وخبراء محليين عمانيين كل في مجال اختصاصه وتمت مراجعتها من قبل فرق من خبراء محليين محايدين في ذات التخصصات من مختلف مستويات النظام الصحي في السلطنة.
وبعد أن تم الانتهاء من إعداد جميع الوثائق الرئيسية للنظرة المستقبلية للنظام الصحي (الصحة 2050م) فسيتم عرض هذه الوثائق على المنظمات والهيئات والجامعات العالمية والخبراء الدوليين الذين سيتم استقدامهم في الأسابيع القادمة للمراجعة الفنية النهائية ووضع اللمسات الأخيرة على تلك الوثائق لمواكبتها مع المعايير الدولية.
ومن المؤمل أن تنتهي الوزارة من جميع إجراءات إعداد النظرة المستقبلية للنظام الصحي (الصحة 2050) بنهاية شهر إبريل من هذا العام حتى تتمكن بعد ذلك من عرضها على الجهات المعنية بالدولة.
تجدر الإشارة بأن الوزارة قد بدأت بمراحل تنفيذ بعض من الأهداف الإستراتيجية لهذه النظرة منذ عام 2012م والتي تمثلت مظاهرها في تنمية الموارد البشرية في المجال الصحي حيث أن وزارة التعليم العالي الموقرة هي الوزارة الأولى التي تجاوبت معها كعادتها بابتعاث أعداد من الفئات الطبية من الطلبة خريجي الدبلوم العام لدراسة الطب العام في مجالات الطب المساعد في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية ، كما أن الوزارة تقوم بدورها بابتعاث أعداد للدراسات التخصصية سواء كانت للفئات الطبية أو الطبية المساعدة، لتكون موجهة للرعاية التخصصية التي تعمل الوزارة بجهود حثيثة للبدء في تنفيذ المدينة الطبية وهي أحد المرتكزات الهامة للنظرة المستقبلية تحقيقا لتقديم الرعاية الصحية التخصصية المتقدمة، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الوزارة والمؤسسات الصحية العلاجية (المراكز الصحية والمستشفيات)، بما في ذلك رفع المعاهد الصحية إلى مستوى كلية ومعهد عالٍ من أجل حصول جميع الخريجين في المجالات الطبية المساعدة على شهادة البكالوريوس والدبلوم العالي التخصصي، وكذلك استبدال القوانين والتشريعات الصحية القائمة بأخرى جديدة لتتلاءم مع أهداف النظرة المستقبلية للنظام الصحي.
وكذلك الحال في شأن تعديل أوضاع الوظائف الطبية والوظائف الطبية المساعدة في المؤسسات الصحية (المدنية والعسكرية ) في النظام الصحي، كما أن العمل جارٍ أيضا في استكمال تكاملية وتفاعل المؤسسات الصحية ما بين جميع أطياف الخدمات الصحية بالنظام الصحي بالسلطنة سواء كانت مؤسسات صحية حكومية أو عسكرية غير وزارة الصحة من أجل تقديم رعاية صحية متكاملة ذات جودة وفاعلية وكفاءة شاملة ، فضلا عن المستشفيات والمراكز الصحية الجديدة التي سيتم إنشاؤها في الأشهر القادمة ، بالإضافة إلى أمور أخرى تعمل الوزارة على تحسينها وتطويرها في إطار النظرة المستقبلية للنظام الصحي (الصحة 2050م) ، من أهمها تطوير وتنمية القطاع الصحي الخاص ليكون شريكا فاعلا في تنفيذ هذه النظرة المستقبلية.
وقد اطلع معالي الدكتور وزير الصحة الموقر وأصحاب السعادة الوكلاء على معرض الوثائق وكذلك الأطلس الصحي (الصحة 2050م) وكذلك نماذج من أشكال المستشفيات التي سيتم إنشائها قريبا بحسب نوعيتها (50 سرير و150 سرير و 300 سرير فأكثر).