[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/05/salahdep.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. صلاح الديب[/author]
” .. في سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى إنجلترا حيث واصل تعليمه لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة (سافوك)، وفي عام 1379هـ الموافق 1960م التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية (ساند هرست) كضابط مرشح، حيث أمضى فيهـا عـامين درس خـلالها العلوم العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم انضم جلالته إلى كتيبة (الكالاميردنيانز) الأولي في ألمانيا الغربية،”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت نشأة وطفولة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ لها دور أساسي ومهم جدا في رسم ملامح شخصيته بما انعكس إيجابا في المستقبل على المواطن العماني وعلى سلطنة عمان.
ففي سنواته المبكرة تلقى جلالته التعليم في عمان؛ فحفظ القرآن الكريم وقرأ السنة النبوية وتعلم قواعد اللغة العربية والنحو وأصول الدين والفقه والفرائض؛ وقرأ السير وأيام العرب وأخبارها وأشعارها وألّم بها، وقرأ الدواوين الشعرية وحفظ الكثير من الأشعار، على أيدي أساتذة متخصصين، كما درس المرحلة الابتدائية في المدرسة السعيدية بصلالة.
ويتحدث جلالة السلطان قابوس عن هواياته فيقول:(منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب الخيل، فقد وُضِعت على ظهر حصان وأنا في الرابعة من عمري، ومنذ ذلك الحين وأنا أحب ركوب الخيل).
كذلك الرماية أيضاً من الهوايات المحببة كوني تدربت عسكرياً..
وهذه الهواية جزء مهم لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع كالمجتمع العُماني الذي يعتز بكونه يستطيع حمل السلاح عند الضرورة، كذلك عندي – ومازال الكلام لجلالة السلطان - حب التجربة لكل ما هو جديد من أسلحة في القوات المسلحة، سواء بندقية أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة، إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي الأفضل، وكذلك ـ كنوع من أنواع الترفيه ـ استخدم القوس والنشاَّب.
ونرى هنا أن جلالة السلطان المعظم منذ طفولته أهتم بكل من " الرماية وركوب الخيل " حيث اتضح أثرهما البالغ طوال فترات حياتة التالية التي اكتسب منهما الكثير؛ ( كما أن الدليل على ذلك قيام مهرجان للفروسية في الأول من يناير من كل عام وبرعايته السامية الكريمة)
أهمية ركوب الخيل :
إن ركوب الخيل يعدّ من الرياضات التي شجّع عليها الإسلام ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل).
فركوب الخيل يعتبر من الرياضات التي تعوّد الشخص على القوة والشجاعة والثقة بالنفس، ومن الرياضات الممتعة ومن فوائد ركوب الخيل النفسية والاجتماعية أنها تعزّز الثقة بالنفس، وتعزّز الاعتبار الذاتي والسيطرة على العواطف، وتقوّي القدرة على الصبر؛ كما أنها تخفّض مستوى الضغط الإجهادي.
كما إنّ لركوب الخيل مكانة رفيعة عند العرب والمسلمين عامة .
وفي سبتمبر 1958م أرسله والده السلطان سعيد بن تيمور إلى إنجلترا حيث واصل تعليمه لمدة عامين في مؤسسة تعليمية خاصة (سافوك)، وفي عام 1379هـ الموافق 1960م التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية (ساند هرست) كضابط مرشح، حيث أمضى فيهـا عـامين درس خـلالها العلوم العسكرية وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم انضم جلالته إلى كتيبة (الكالاميردنيانز) الأولي في ألمانيا الغربية، حيث أمضى ستة أشهر كمتدرب في فن القيادة العسكرية, يؤدي خلالها واجباته العسكرية ويتلقى التدريب في قيادة الأركان.
بعدها عاد جلالته إلى بريطانيا، حيث درس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة. ثم هيأ له والده الفرصة، فقام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م حيث أقام في مدينة صلالة مسقط رأسه. وعلـى امتداد السنـوات الست التـالـيـة تعمق جـلالتـه في دراسة الدين الإسلامي واللغة العربية وقراءة السير النبوية وسير الخلفاء الراشدين والخلفاء في العصرين الأموي والعباسي، وكـل ما يتصل بتـاريـخ وحضارة عُمان دولة وشعباً على مر العصور, وكذلك الأدب والشعر. وقد أشار في أحد أحـاديثه بقوله:
(( كان إصرار والدي على دراسة ديني وتاريخ وثقافة بلدي لها عظيم الأثر في توسيع مداركي ووعيي بمسؤولياتي تجاه شعبي والإنسانية عموماً ، وكذلك استفدت من التعليم الغربي وخضعت لحياة الجندية، وأخيراً كانت لدي الفرصة للاستفادة من قراءة الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من مفكري العالم المشهورين)).