مسلحون أكراد يقتلون 5 من قوات الأمن
إسطنبول ـ وكالات: حمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان روسيا مسؤولية تزويد حزب العمال الكردستاني المحظور بأسلحة مضادة للطائرات استخدمت لإسقاط مروحية عسكرية. وقال أردوغان " يمتلك الإرهابيون بنادق وصواريخ مضادة للطائرات مقدمة من روسيا "، بحسب العديد من المنافذ الإعلامية الموالية للحكومة امس الاثنين، بما في ذلك صحيفة (صباح). قتل جنديان تركيان على إثر إسقاط مروحية في جنوب شرق تركيا الشهر الجاري. وزعم الجيش في البداية أن سبب الحادث يعود إلى عيب فني، ولكن حزب العمال الكردستاني أطلق مقطع فيديو فيما بعد يظهر مقاتل يعلن مسؤوليته عن اسقاط المروحية،بينما يحمل قاذف صواريخ مضادة للطائرات. ويعتقد أنها المرة الأولى التي يستخدم فيها حزب العمال الكردستاني مثل هذا السلاح خلال عدة سنوات وكانت المرة الثالثة على الإطلاق التي يسقط فيها الحزب مروحية. ومن ناحية أخرى، رفضت روسيا مقترح الحكومة التركية بتشكيل جماعة عمل ثنائية لدراسة طرق إعادة بناء العلاقات المتوترة بين البلدين. ونقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس) عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله " لا يمكن أن تحل أي جماعة عمل هذه المشكلة. لا يمكن سوى للقيادة التركية فعل هذا". وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارة لأثينا الأسبوع الجاري إن موسكو لم تتلق اعتذارا أو تعويضا في حادث إسقاط القوات التركية طائرة حربية روسية عند الحدود السورية العام الماضي. من جهة اخرى قالت مصادر أمنية امس الاثنين إن مسلحين من حزب العمال الكردستاني قتلوا خمسة من أفراد الأمن الأتراك في هجمات منفصلة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فيما نفذ الجيش ضربات جوية في شمال العراق حيث يتمركز المسلحون. وقالت قوات الأمن أيضا إن رجلا يشتبه أنه يهرب بضائع عبر الحدود بين العراق وتركيا في منطقة أولوديري قتل بينما أصيب خمسة آخرون. واستعرت المعارك بين قوات الأمن التركية وحزب العمال الكردستاني لتصل إلى أسوأ مستوى لها في عقدين منذ أن انهار في يوليو الماضي اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم قبل عامين.
وذكرت المصادر أن مقاتلي الحزب فجروا قنبلة زرعت على جانب الطريق بواسطة جهاز للتحكم عن بعد وأن القنبلة انفجرت في مركبة مدرعة صباح امس مما أدى إلى مقتل ضابطين وإصابة آخر. وتابعت أن عملية أمنية مصحوبة بدعم جوي بدأت في المنطقة للعثور على الجناة. وأضافت المصادر إن قناصة حزب العمال هاجموا أيضا قاعدة تركية تقع داخل العراق في وقت متأخر أمس الأحد مما أدى إلى مقتل ضابط برتبة لفتنانت. ونشرت تركيا في السابق كتيبة في منطقة كاني ماسي بالعراق لمنع مقاتلي حزب العمال من العبور إلى تركيا. وتابعت المصادر أنه بعد ذلك بساعات فتحت قوات مجهولة النار على مجموعة من المهربين عبر الحدود في منطقة أولوديري. وكانت أولوديري مسرحا لضربة جوية في ديسمبر عام 2011 قتلت 34 شابا وصبيا بعد أن أعتقد الجيش أنهم من مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وتنتشر عمليات تهريب السجائر والوقود والأدوات المنزلية في المنطقة الحدودية الفقيرة. وقالت رئاسة الأركان إن حزب العمال الكردستاني هاجم قاعدة في بلدة سيرت التركية مما أدى إلى مقتل جندي. وقالت مصادر أمنية إن ضابط شرطة قتل أيضا في إقليم شرناق الذي فرض عليه حظر تجول على مدار الساعة منذ 14 مارس. وفي قرية كولب بإقليم ديار بكر أصيب مدني وخمسة من حرس القرية وهم أعضاء في مجموعة تحارب حزب العمال الكردستاني في انفجار سيارة ملغومة. وقالت رئاسة الأركان في موقعها على الانترنت إنها دمرت ملاجئ ومخازن أسلحة في منطقة ميتينا بشمال العراق الأحد خلال الضربات الجوية. ولم تذكر أعدادا لقتلى أو مصابين. وشن حزب العمال الكردستاني حملة تمرد عام 1984 وقُتل أكثر من 40 ألفا في الصراع. من جهة ثانية حذر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش الاثنين المانيا من انها يجب ان تكون "متنبهة لعلاقاتها مع تركيا" وذلك قبل ايام من تصويت في البوندستاغ على مشروع قرار يعترف بالابادة الارمنية وهو ما ترفضه انقرة.
وقال كورتولموش وهو ايضا الناطق باسم الحكومة خلال مؤتمر صحافي في انقرة ان "المانيا صديقتنا وحليفتنا ويقيم فيها العديد من المواطنين المتحدرين من اصل تركي" مضيفا "لكن المانيا يجب ان تكون حريصة على علاقاتها مع تركيا". ويجري اعداد مشروع قرار يعترف للمرة الاولى بالابادة الأرمنية من قبل السلطنة العثمانية وكذلك "شق المسؤولية" الذي تتحمله المانيا في هذه الجرائم، في مجلس النواب الالماني ويرتقب ان يتم التصويت عليه الخميس بحسب النص الذي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه الاسبوع الماضي. وتابع كورتولموش "لا اعتقد ان البرلمان الالماني سيدمر هذه العلاقة من اجل مصالح سياسيين اثنين او ثلاثة". ويقدر الارمن ان 1,5 مليون ارمني قتلوا بشكل منهجي قبيل انتهاء حكم السلطنة العثمانية فيما اقر عدد من المؤرخين في اكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وايطاليا وروسيا بوقوع ابادة. من جهتها تقول تركيا ان هؤلاء سقطوا خلال حرب اهلية ترافقت مع مجاعة وادت الى مقتل 300 الف الى 500 الف ارمني وعدد مماثل من الاتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الاناضول. وقال نائب رئيس الوزراء التركي "ليس مناطا بالبرلمانات" أن تبدي الرأي في هذه المسائل. واضاف "واجب برلمان هو اعطاء الوثائق التي بحوزته الى المؤرخين وتقديم دعمه لتوضيح ملابسات هذه الاحداث".