موسكو تطالب أنقرة بسحب قواتها من العراق
بغداد ــ وكالات: أحبطت القوات العراقية أمس هجوما مضاد شنه عناصر "داعش" جنوب مدينة الفلوجة. في وقت تحدث فيه مدنيون نجحوا في الفرار من المدينة عن حالات مجاعة ونقص حاد في الأدوية. يأتي ذلك فيما طالب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، تركيا بسحب قواتها من العراق.
وتواصل قوات عراقية بينها قوات مكافحة الارهاب والجيش والشرطة واخرى موالية لها، عملياتها لليوم التاسع لتحرير مدينة الفلوجة من ايدي "داعش" الذي سيطر عليها عام 2014. وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي قائد عمليات تحرير الفلوجة لوكالة الانباء الفرنسية ان "مسلحي داعش قاموا صباح (أمس) بشن هجوم ضد القوات العراقية في منطقة النعيمية" الواقعة على الأطراف الجنوبية للفلوجة. وأوضح ان "حوالي مئة مسلح من داعش نفذوا الهجوم دون استخدام عجلات مفخخة او هجمات انتحارية". واكد الساعدي ان "القوات العراقية تصدت للهجوم وقتلت 75 مسلحا، وواصلت تقدمها باتجاه مركز المدينة". ولم يكشف المصدر عن عدد ضحايا القوات العراقية. من جهته، اكد راجع بركات عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة الانبار، تصدي القوات العراقية للهجوم ومواصلتها التقدم باتجاه مركز الفلوجة على بعد 50 كلم غرب بغداد. وساهم طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والطيران الحربي ومروحيات الجيش العراقي في التصدي للهجوم، وفقا للمصادر. وتنفذ قوات الامن العراقية بمساندة التحالف الدولي وقوات الحشد الشعبي، ومقاتلين من عشائر الانبار عملية لتحرير الفلوجة التي تعد احد ابرز معاقل الارهابيين في العراق.
وفي سياق تصل، قالت نائبة برلمانية تمثل الأقلية اليزيدية في العراق إن القوات العراقية أنقذت اثنتين من نساء اليزيديين من قبضة "داعش" في الفلوجة خلال هجوم لاستعادة المدينة. وشكرت النائبة فيان دخيل الجيش أمس الاول لإنقاذه المرأتين على حسابها الرسمي على تويتر وكتبت "أدعو لإنقاذ الباقين".
وأسر المتشددون الذين اجتاحوا منطقة سنجار في شمال غرب العراق خلال صيف عام 2014 أكثر من خمسة آلاف يزيدي أغلبهم من النساء والأطفال. ويعتبر "داعش" الأقلية اليزيدية مايعرف بـ"عبدة للشيطان". ومنذ ذلك الوقت فر أكثر من ألفي يزيدي أو أُفرج عنهم بعد دفع فدية أو جرى إنقاذهم إلا أنه لا يعرف أي شيء عن الباقين. ونقل الأسرى اليزيديون إلى بلدات ومدن في مناطق مختلفة يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا بما في ذلك الرقة والموصل معقلا التنظيم.
إلى ذلك، تحدث مدنيون نجحوا في الفرار من مدينة الفلوجة المحاصرة عن حالات مجاعة في المدينة. ولجأت العديد من الأسر لمدرسة مهجورة في مدينة الكرمة. وقال امرأة تدعى أم سلام وتبلغ من العمر 40 عاما نجحت في الفرار من المدينة مع أطفالها "الحصار من قبل داعش..صار لنا فترة يعني أكتر من السنتين احنا محاصرين بس لا أكل لا غذاء لا علاج طبي خلونا على خبز الشعير.. صارت قبل ما تطب القوات الأمنية أخدوا زلمات من عندنا.. هسه ما نعرف أحياء أموات ما نعرف.. أخدوا عوائل من الفلوجة بس ما نعرف مصيرهم." وقالت سيدة مسنة أخرى "لا أدوية ولا غذاء شنو عايشين؟ عايشين ع التمرات الخضر واشترينا الكيلو بخمسين وبأربعين وبلاثين وآخر ماكو بطلناه.. مو زين يريدونا نرجع وياهم نمشي وياهم.احنا ما مشينا وياهم احنا قعدنا لقينا ناكل لقينا ما لقينا لفين روسنا (رؤوسنا) ونايمين." وتحدث رجل من الفارين عن الأوضاع المتدهورة في الفلوجة وقال "والله تعامل داعش ما يخفى لا ع الإعلام ولا ع العالم شنو يسوي بالمواطنين. يعني معروف يعني ما خلى وسيلة أو شيء ضد المواطن ما استخدمها... وبالأخير هو تقريبا أفلس ماليا فبدأ يحاصر المواطنين...عندي سبع أطفال ولا واحد بالمدرسة. الوضع الإنساني سيء الأمراض المزمنة ماكو الوضع المعاشي والله سيء الناس تتريق (تفطر) ما تتغدى.. وجبة واحدة اكو ناس لسه موجود عندها (أكل) ما يصلح حتى علف للحيوان."
وقال المجلس النرويجي للاجئين إنه يوجد حوالي 500 ألف نسمة محاصرين داخل المدينة الآن يعانون نقصا في مياه الشرب والكهرباء والوقود. ونجحت 554 أسرة تقريبا في الفرار منذ يوم 21 مايو. وحذرت وكالات الإغاثة من معاناة المدنيين في الفلوجة وحثت الأمم المتحدة الأطراف المتنازعة على تأمين ممر آمن للسكان الذين يحاولون الفرار من القتال.
من جانب آخر، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف قوله امس الثلاثاء إن روسيا تطالب تركيا بسحب قواتها من العراق. ونسبت الوكالة إليه قوله إن إبقاء القوات التركية في العراق "ليس مقبولا على الإطلاق."
وتابع "من حيث المبدأ.. أعتقد أن ما يفعله الأتراك يستحق اهتماما عاما أكبر بكثير من جانب شركائنا الغربيين."