36 لوحة تعرض في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية
كتب ـ فيصل بن سعيد العلوي :
بين عبق الماضي التليد وحضارة هذه الأرض وبين ريشة عمانية مبدعة تجسدت رؤية بصرية لعلاقة قديمة بين "المكان" و"الإنسان" بين المكان الذي جسد ملامح اللوحة وبين الإنسان الذي صاغ بريشته إبداعها .. هكذا أطل معرض "مطرح 1970م" الذي أفتتحه صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد مُساعد الأمين العام لمكتب نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني ، حيث تجوّل سموه في المعرض وتعرف على اللوحات المعروضة واستمع إلى شرح مفصّل حولها.
ليقدم لنا ( المعرض) قرابة 36 لوحة جسدتها ريشة الفنان التشكيلي عبدالمجيد كاروه في معرضه الشخصي التاسع الذي احتفى به بـ "مطرح" بتاريخها الحافل وعشقه اللا محدود لها .. عايش أحداثها وعشقها بإرثها التاريخي منذ القدم ومينائها البحري العريق، وسوقها العتيق وشارعها البحري (الكورنيش) وفنها المعماري في كل رُكن من أركان مبانيها التراثية، والممتدة في قلاعها "مطرح والجلالي والميراني".
وحول المعرض قالت الفنانة مريم بن محمد الزدجالية مديرة الجمعية العُمانية للفنون التشكيلية " طالما كان الفن هو اللغة الأقوى والأكثر بقاءً عبر العُصور للتعبير عن حضارات الشعوب وفكرها، ولا يزال يمتد حتى الآن من الينابيع العريقة والضاربة في القدم، ويحمل صولجان العقل والإبداع ، وسلطة الفكرة ،وغرابة الأساطير ، فأن أهتمام الإنسان بالفن بالغ الأهمية في تكوين هويته وحضارته ، وهنا جاء أهتمام الجمعية العمانية للفنون التشكيلية بالفنان التشكيلي العماني من خلال إقامة معارض فردية لتضع تجربتها الفنية أمام نظر العالم كإسقاطات جمالية ذات رؤى فلسفية وأبعاد ثقافية".
وتضيف "الزدجالية" : ها هي اليوم تجربة أحد الفنانين المجيدين الفنان عبدالمجيد كاروه عضو الجمعية الذي اتخذ من مدينة مطرح العريقة ملهماً لرؤيته البصرية وخياله المتوقّد بالشوق للأماكن الحميمة الساحرة، وأزقتها التي على ضيق مساحتها، إلا أنها تتسع لكل أحلامه ومشاعره وخياله، وتتسع لكل من مروا بها من شرق وغرب ، فنجده يظهر انطباعاته عن هذه المدينة بنشوة الطفل المندهش أمام نافذة الصباح حين يغريه النور فيبدع الفكرة ، وهنا إلتقاء بينه وبين الفنان العالمي فان جوخ التأثيري.
الفنان عبد المجيد كاروه شارك في العديد من المعارض والملتقيات وحلقات العمل داخل السلطنة وخارجها ، وتنوعت أعماله بين الحداثة والأصالة من خلال توظيف الأبواب والشبابيك العمانية مشاهد ذات خصوصية متميزة ، و"كاروه" أحد فناني الدفعة الأولى المشاركين في "المعرض العُماني الفنّي الطائر".