القاهرة ـ العمانية:
يضم كتاب "زهرة الممر البرية" للكاتب المصري نبهان رمضان، مجموعة من القصص القصيرة جدا، التي تنطوي على معانٍ ودلالات سياسية واجتماعية تحفز القارئ على شحذ تفكيره لاستنباط ما ترمي إليه.
من قصة "زهرة الممر البرية" التي اختارها رمضان عنوانا لمجموعته الصادرة حديثا عن دار كتابات جديدة للنشر الإلكتروني، نقرأ: "زهرة برية محفورة في ذاكرة الأيام، تقع على فوهة ممر (الرابط الوحيد لحارتنا بالعالم الخارجي) أمر عليها في رحلة الصباح والمساء. كنت أرويها بنظراتي وأحلامي البسيطة. كلما زادت آمالي نمت تلك الزهرة وطالت وتفرعت، حتى سدّت ذلك الممر. لم يعد أحد يخرج أو يدخل حارتنا".
وفي قصة بعنوان "مهلكي" نقرأ: "تتلاطم أمواج الحياة وأنا على شاطئها أشاهدها، فلا تهدأ، ولا الشوق يأتي بأي نهاية؛ حزينة أكانت أم سعيدة. لا يأمن الجالس ولا يسلم الواقف، يأتي طيفك من الشط الآخر يلوح بإشارة المضطرب المفزوع (هنا إلى أحضاني)، تشتاق لبلسمك الشافي فلا تتلكأ ولا تتباطأ، فالشوك ينخر في جنباتي حتى يشق ممرا مخترقا الأحشاء ينفذ إلى قلبي حتى يندفع هواك فيهلك جسدي. يصرخ القلب مستغيثا: أنت مهلكي".