القدس المحتلة ـ «الوطن »:
قال المحلل الاقتصادي مدير العلاقات العامة والإعلام بغرفة تجارة وصناعة محافظة غزة ماهر تيسير الطباع، إنه «للعام العاشر على التوالي يأتي شهر رمضان في أسوأ أوضاع إقتصادية تمر بقطاع غزة منذ عقود، وذلك في ظل استمرار وتشديد الحصار المفروض على قطاع غزة واستمرار الانقسام الفلسطيني وعدم الوفاق، وتفاقم أوضاع وأزمات المواطنين الفلسطينيين».
وأشار الطباع، امس السبت، إلى «استمرار وتشديد الحصار الظالم ومنع دخول كافة احتياجات قطاع غزة من السلع والبضائع المختلفة وأهمها مواد البناء والتي تعتبر العصب والمحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية في قطاع غزة والتي أدى منع إدخالها إلا وفق الآلية الدولية إلى تعثر عملية إعادة الإعمار».
وحسب تقرير صدر مؤخرا عن «الأونروا» قدّر عدد الذين ما زالوا نازحين وبدون مأوى جراء الحرب الإسرائيلية في صيف 2014 على قطاع غزة، بحوالي 75 ألف شخص.
وبحسب مركز الإحصاء الفلسطيني ووفقا لمعايير منظمة العمل الدولية، فإن نسبة البطالة في قطاع غزة قد بلغت 41.2% وبلغ عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 200 ألف شخص في قطاع غزة خلال الربع الأول من عام 2016 , وتعتبر معدلات البطالة في قطاع غزة الأعلى عالميا.وقال: من المتعارف علية بأن معدلات الاستهلاك ترتفع من قبل المواطنين في شهر رمضان الكريم، مما يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل المواطنين محدودي ومعدومي الدخل, حيث تكثر احتياجات المواطنين وتتضاعف المصاريف في هذا الشهر الكريم من خلال الموائد الرمضانية المختلفة، والتزاماتهم من النواحي الاجتماعية والعائلية في ظل تفاقم أزمة البطالة والفقر حيث ارتفعت معدلات البطالة بشكل جنوني. وأضاف الطباع، أصبح ما يزيد عن مليون شخص في قطاع غزة دون دخل يومي وهذا يشكل 60% من إجمالي السكان, وهم يتلقون مساعدات إغاثية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا»، وجهات محلية وعربية ودولية, بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الفقر والفقر المدقع لتتجاوز 65% , كما إرتفعت نسبة إنعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة لتصل إلى 72%.
وقال: إن الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات أدى إلى دمار البنية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية, وأصبح مليونا شخص يعيشون في أكبر سجن بالعالم. ويأتي شهر رمضان والأسواق تشهد حالة كساد وركود اقتصادي في كافة الانشطة الاقتصادية وأهمها القطاع التجاري الذي يعاني من ضعف في المبيعات نتيجة لضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين, وأصبحت الاسواق التجارية خالية ومهجورة من الزبائن.
وبين أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيكبد التجار والمستوردين ورجال الاعمال خسائر فادحة في الفترة القادمة, خصوصا من يتعاملون بالبضائع الموسمية الخاصة بشهر رمضان, ولن يستطيعوا تغطية مصاريفهم الجارية الثابتة نتيجة الانخفاض الحاد في مبيعاتهم اليومية.
وأضاف: أن كافة المؤشرات السابقة تؤكد بأن قطاع غزة حاليا ليس على حافة الإنهيار بل يدخل مرحلة ما بعد الموت السريري, حيث أن قطاع غزة اصبح نموذجا لأكبر سجن بالعالم, بلا إعمار, بلا معابر, بلا ماء, بلا كهرباء, بلا عمل, بلا دواء, بلا حياة, بلا تنمية, ويجب أن يعلم الجميع بأن الخناق يضيق بقطاع غزة والإنفجار قادم لا محال, وأصبح المطلوب من المؤسسات والمنظمات الدولية الضغط الفعلي على إسرائيل لإنهاء حصارها لقطاع غزة وفتح كافة المعابر التجارية وإدخال كافة إحتياجات قطاع غزة من السلع والبضائع وعلى رأسها مواد البناء دون قيود وشروط.