صنعاء ــ وكالات: قتل نحو 11 مدنيا بينهم نساء وأطفال، في قصف استهدف سوقا مزدحمة في مدينة تعز بغرب اليمن. في وقت دعت فيه الحكومة اليمنية الامم المتحدة الى التدخل، بعد أن اتهمت الحوثيين بإطلاق القذائف.
ويقع السوق في المدينة القديمة في تعز الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف عربي. وكسرت القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي حصارا كان الحوثيون يفرضونه على تعز ثالث كبرى مدن اليمن ومركزه الثقافي بعد قتال عنيف في مارس الماضي. لكن لم ينجح أي طرف في القتال في بسط سيطرته على المدينة بكاملها.
وقال المسعفون إن الهجوم الصاروخي الذي وقع قبل أيام قليلة من بدء شهر رمضان قد أسفر أيضا عن إصابة 18 شخصا. وقال مصدر طبي ان عددا كبيرا من الاطفال بين الجرحى بعضهم تعرض لبتر احد اطرافه عقب الهجوم الصاروخي للسوق. وذكرت حصيلة اولى مساء أمس الاول ان القصف اوقع سبعة قتلى وعشرين جريحا.
وتجددت المعارك بين قوات هادي وعناصر الحوثي أمس السبت، وفق مصادر رسمية وعسكرية موالية للحكومة. وشجبت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي "المجزرة" ودعت الامم المتحدة إلى "التحرك العاجل لاغاثة سكان المدينة من ابادة يرتكبها الحوثيون". على حسب وصفهم. وفي رسالة وجهها الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعاه وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي الى "تبني موقف يردع جرائم الحوثي في تعز" وفق وكالة انباء سبأ الرسمية. ورغم وقف اطلاق النار المعلن منذ 11 ابريل لم تتوقف المعارك في محافظة تعز حيث تدور معارك بين الحوثيين وحلفائهم والقوات الحكومة المدعومة منذ مارس 2015 من تحالف عربي. وفي احياء تعز الشرقية قتل اربعة جنود واصيب عشرة بجروح أمس خلال معارك عنيفة مع الحوثيين وحلفائهم من القوات التي ظلت موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وفق مصادر عسكرية موالية. وتجري مفاوضات برعاية الامم المتحدة في الكويت منذ 21 ابريل سعيا لانهاء النزاع الذي اوقع وفق الامم المتحدة اكثر من 6400 قتيل منذ مارس 2015 وتسبب بتشريد 2,8 مليون شخص.
على صعيد أخر، انتقدت الرئاسة اليمنية تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي ساوى بين الحوثيين والشرعية في اليمن، كما ردت مصادر قوات تحالف دعم الشرعية على الإشارة لقوات التحالف في التقرير مؤكدة أنها اتهامات باطلة لا تستند غلى أي أساس وليست مبنية على أي معلومات. وذكرت مصادر رسمية سعودية بحرص قوات التحالف على سلامة المدنيين، معددة تنسيقها مع كافة المؤسسات الدولية بما فيها التابعة للأمم المتحدة لحماية المدنيين. واتهمت السلطات الشرعية اليمنية وقوات التحالف الأمم المتحدة باستقفاء معلوماتها من مصادر الحوثيين، وذكرت بموقف المنظمة الدولية الذي يساوي بين الشرعية والحوثيين في تعاملاته في اليمن.
واستنكر التحالف العربي تقرير الأمم المتحدة الذي تجاهل أن أهم أهداف عمليات التحالف تكمن في حماية الشعب اليمني، بمن فيه الأطفال، من ممارسات الحوثيين، ، وهو ما أكده القرار الدولي الفين ومئتين وستة عشر. وطالب التحالف الأمم المتحدة بعدم استسقاء المعلومات من الحوثية التي اثبتت مئات الشواهد انتهاكها لحقوق الإنسان. ومنذ اللحظات الأولى لبدء العمليات العسكرية في اليمن أكد التحالف العربي تعاونه مع جميع الهيئات والمنظمات الدولية، لحماية المواطنين اليمنيين، وفي مقدمهم الأطفال، ووقع برنامج مع «يونيسيف» بكلفة 30 مليون دولار . لكن هذه الأعمال لم تجد صدى في تقرير الأمم المتحدة ، بل أن المنظمة الدولية لم تشرح كيف تصرفت بهذه الأموال. الرئاسة اليمنية، من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من أن سمعتها أمام الشعب اليمني على المحك، مشيرة إلى أنها لم تتخذ موقفاً محايداً من القضية اليمنية. ورأت أن التقرير فيه تجنٍ واضح، وتزوير للحقائق، والتي تقول إن الحوثيين قتلوا حتى الآن 60 ألف جندي ويمني و10 آلاف طفل بحسب تصريحات مسؤولين من الأمم المتحدة نفسها، والتي أكد مسؤولوها أيضا بأن الحوثيين استخدموا الأطفال في حروبهم، إذ إن جميع مقاتليهم من عمر 13 إلى 21 عاماً. كما أن التقرير وبحسب خبراء، تغافل عما تم توثيقه من قواعد التخطيط التي يتبعها التحالف من أجل تجنب إيقاع الخسائر ضمن المدنيين، حتى أنه تم الغاء عدد كبير من الضربات الجوية على مواقع حيوية وذلك لاحتمال وقوعها قرب تجمعات سكنية كما أن التقرير لم يلتفت إلى جهود التحالف في مناطق أخرى من اليمن، مثل تحرير المكلا من القاعدة.
ورأى التحالف العربي رأى أن التقرير لا يخدم جهود جمع الأطراف اليمنية على طاولة المشاورات، ويضعف جهود المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد. الا أنه أكد أنه سيتجاوز السلبيات وينظر إلى الإيجابيات وأن التقرير لن يعيق عمله وتواصله المستمر مع الأمم المتحدة ، لأن هدف التحالف الأساسي هو رفع المعاناة عن اليمنيين.