كتب ـ عبدالله الجرداني:
اختتمت أمس أعمال دورة تطوير مهارات إداريي المنتخبات الوطنية والفرق الرياضية التي نظمها الاتحاد العماني لكرة السلة بمشاركة 35 مشاركا من الاتحادات الرياضية بالسلطنة ومن الإمارات العربية المتحدة ولبنان واستمرت لمدة ثلاثة أيام، وكان أسعد بن مبارك الحسني أمين السر العام لاتحاد العماني لكرة السلة قد رعى حفل الختام، وذلك بقاعة الاجتماعات بمبنى اللجنة الأولمبية العمانية والاتحادات الرياضية ببوشر .
بدأ الحفل بعقد جلسة حوارية بين المشاركين والأمين السر العام للعبة تم خلالها الاستماع إلى رأي المشاركين من السلطنة ودولة الإمارات ولبنان حول رأيهم وملاحظاتهم عن الدورة حيث أكدت الآراء على أهمية المبادرة التي قام بها الاتحاد العماني لكرة السلة في إقامة هذه الدورة النوعية في مجال تطوير مهارات إداري المنتخبات والأندية، مشيدين بتنوع المحاضرات والمحاضرين وبالمعلومات الواسعة التي قدمت خلال الدورة.
بعدها ألقى أسعد بن مبارك الحسني أمين السر العام لاتحاد السلة كلمة أكد فيها أن الاتحاد سيواصل نهج إقامة الدورات لإداريي المنتخبات والأندية وقال: لقد أصبحت هذه الدورة ضمن برنامج الخطط السنوية للاتحاد، مع الأخذ بعين الاعتبارات كافة الملاحظات التي تم طرحها وذلك لتحقيق المزيد من الفائدة لدى المشاركين، مشيدا بجهود المحاضرين في إيصال المعلومات لدى المشاركين ومحاولتهم الجادة لتوفير بيئة مثالية للحوار وتبادل التجارب واكتساب الخبرات الجديدة على مستوى الأندية والمنتخبات والاتحادات بالسلطنة والمنطقة العربية، مضيفا أن تطوير مهارات الإداريين مهم ويسهم في نجاح الفريق الواحد، ومن هذا المنطلق قام الاتحاد العماني لكرة السلة بتنظيم الدورة لتطوير مهارات إداري السلة واللعبات الأخرى سواء للأندية او المنتخبات الوطنية، وذلك للتعرف على كل ما هو جديد في علم الإدارة الذي يعتبر علم واسع ويتطلب مواكبة تلك المستجدات إقامة دورات بشكل سنوي.
وفي اليوم الأخير قدم الدكتور أحمد فاروق أستاذ مساعد بقسم التربية الرياضية بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس ثلاث أوراق عمل تناول في الأولى(ماهية الإداري في المجال الرياضي مهاراته- صفاته- وظائفه واختصاصاته) تطرق فيها إلى مفهوم الإدارة الرياضية والتي عرفها بأنها عمادة تقدم كافة الأنشطة الإنسانية اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو إنسانية ، وبدونها يصعب الوصول إلى التقدم الذي عليه عالمنا الآن، موضحا أن الرياضة واحدة من الأنشطة الإنسانية التي أخذت تتوسع و تتفرع نتيجة الاهتمام المتزايد بها ، مؤكدا أن الإدارة أصبحت أساسا لكل نجاح فيها تقدم الدول في الرياضة مدى التقدم في استخدام الإدارة الرياضية الحديثة في كافة أنشطتها الرياضية إذ كلما ارتقى مستوى الإدارة فيها كلما تحسن مستواها الرياضي.
وفي الجلسة الثانية قدم الدكتور أحمد فاروق أستاذ مساعد بقسم التربية الرياضية بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس (الاتجاهات الحديثة في الإدارة الرياضية) تتطرق فيها إلى الاتجاهات الحديثة في الإدارة الرياضية، مثل إدارة الوقت، وإدارة الجودة الشاملة، وإدارة التميز، والإدارة الأهداف، وشرحت وظائف الإدارة الرياضية من (التخطيط، التنظيم، القيادة، التنسيق، الرقابة)، كما تناولت الورقة صفات الإدارة الرياضية الفعالة من (الشمول، والتكامل، والمستقبلية، والانفتاح.
اقتصاديات الرياضة
وفي الورقة الثالثة قدم الدكتور أحمد فاروق أستاذ مساعد بقسم التربية الرياضية بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس جلسة بعنوان (اقتصاديات الرياضة) تناولت المحاضرات المشكلات الاقتصادية في الرياضة العربية بتنوعها سواء على مستوى الأفراد أو الهيئات منها مشكلات علي مستوي ممارسة النشاط الرياضي التنافسي أو الرياضة للجميع حيث أوضح أن مشكلة إقتصاديات العربيه تكمن بتحديد القيمة السوقية السنوية للنادي الرياضي مثل ما يحدث في أوربا والعالم حيث حدد آخر تقرير صدر نهاية عام 2013م أن القيمة السويقية لنادي ريال مدريد الأسباني المملوك لأعضائه هو (3.3) مليار دولار ويحتل المرتبة الأولي علي العالم، وجاء النادي الإنجليزي مانسيستر يوناتيد المملوك لعائلة جليزر في المرتبة الثانية علي العالم بقيمة (3.165) مليار دولار، مروراً ببرشلونه الأسباني المملوك لأعضاء النادي بقيمة (2.6) مليار دولار، ونادي دالاس كاوبويز الأمريكي بقيمة (2.1) مليار دولار، والنادي الإنجليزي أرسنال المملوك لأستانلي كروناكي جاء في المرتبة العاشرة بقيمة (1.33) مليار دولار.
وأضاف من بين المشكلات البث التليفزيوني والتسويق والإسثمار لبطولات ومباريات ومنشآت الأندية العربية أيضاً فتنقسم الدول العربية هنا إلي فريقين الفريق الأول أندية أهلية تعاني من قلة الدعم ومشكلات قانونية ولائحية في آليات الاستثمار، وفريق آخر وهو أندية أهلية أيضاً، ولكن يتولي الصرف عليها رجل أعمال أو شيخ أو أمير كما في أندية منطقة الخليج العربي، موضحا أن حل المشكلة الاقتصادية القائمة بإتاحة الفرصة كاملة للقطاع الخاص للمشاركة بإيجابية في دعم النشاط الرياضي، وخاصةً التنافسي منه والذي يجب أن يهدف إلى الربح الصريح، ويتسم بالاستمرارية في أداء دوره طالما وجد أن هناك عائدا مادياً منه، وأتوقع أن هذا الاتجاه هو أقصر الطرق إلى جودة وتميز الرياضة العربية علي كافة المستويات المحلية، والإقليمية، والعربية، والدولية، والعالمية، وخاصةً الأولمبية، مضيفا حسب رأيه أن حل المشكلة الاقتصادية في الرياضة العربية يجب أن يكون لها حلول تكتيكية سريعة وحلول علي المدي الطويل تتمثل الأولي منها في :ضرورة إنشاء صناعة محلية للأدوات الرياضية كما يحدث في أميركا التي أعلنت أن صناعة الرياضة قد احتلت المرتبة الخامسة عشر في الاقتصاد القومي الأميركي وبلغت قيمة منتجات الأدوات الرياضية 150 مليار دولار، وفي اليابان احتلت صناعة الرياضة المرتبة الخامسة في الاقتصاد الياباني بمبلغ 4500 مليار ين ياباني، وتشجيع الهيئات والمؤسسات الاستثمارية العربية علي إقامة مشروعات رياضية كبري تسهم في إنعاش اقتصاديات الرياضة كما فعلت مجموعة " ممتلكات البحرينية" في استثمار امتلاكها لمجموعة ماكميلان حتي وصلت القيمة السوقية لها 800 مليون دولار أمريكي، وتشجيع الهيئات والمؤسسات الاستثمارية العربية على الإسهام في بناء المنشآت الرياضية وتجهيزها مقابل استغلالها لحقوق الرعاية وإتاحة فرص الدعاية والإعلان، وبدء حوار موسع بين الهيئات النقدية العربية لتيسير إصلاح المسار الاقتصادي الرياضي، ووضع سياسات نقدية محددة خاصة بالنظام الرياضي مثل المستوي الاقتصادي العام.