مقتل مدني في هجوم لمسلحين على مطار عدن
الكويت ـ صنعاء ـ من أنور الجاسم والوكالات:
شهدت مشاورات السلام اليمنية المنعقدة حاليا في الكويت برعاية الامم المتحدة خطوة في الاتجاه الصحيح تمثلت في اتفاق الأطراف اليمنية خلال جلسة لجنة الأسرى والمعتقلين على الافراج غير المشروط عن الأطفال على ان تعقبها خطوات مماثلة لاطلاق سراح عدد من المحتجزين. ويعد هذا التطور الإيجابي الذي تحقق في مستهل شهر رمضان المبارك خطوة أولى وضرورية باتجاه الدفع في مسار السلام بين الفرقاء اليمنيين الى الامام ومعالجة جميع القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية الشائكة. وعلى الرغم من المرحلة الصعبة والشاقة التي يعيشها اليمن وخلفت الكثير من الجروح والمآسي والمحن وعمقت الفرقة بين اليمنيين فان الآمال لاتزال معلقة على بوادر انتصار العقل خلال مشاورات الكويت للتوصل الى حل سلمي يسهم في استتباب الأمن والاستقرار في اليمن وخلق نظام سياسي قوي ومستقر. وفي هذا السياق قال مبعوث الامم المتحدة الى اليمن أسماعيل ولد الشيخ احمد ان اتفاق الأطراف اليمنية على الافراج غير المشروط عن الأطفال وبحث تفاصيل وآليات اطلاق سراح عدد من المحتجزين في الأيام القليلة المقبلة سينعكس إيجابيا على عملية بناء الثقة والدفع بمسار السلام إلى الأمام. واكد في إطار إيجازه الصحفي ان مشاورات الكويت سوف تستمر خلال شهر رمضان المبارك معربا عن الأمل في أن يحمل الشهر الفضيل مناسبة لنبذ العنف وتأكيد قيم الإسلام للتضامن واحترام الانسان والسعي لحل الخلافات بالطرق السلمية. كما اعرب عن تمنياته بان يحمل الشهر الكريم لليمن الفرج ولليمنيين السلام وللمشاركين في المشاورات الحكمة السياسية التي تضمن تحقيق ذلك. وذكر ان مشاورات السلام اليمنية استأنفت أعمالها في الكويت بعقد مجموعة من الجلسات لتنفي بذلك كل ما يشاع عن تعليق أحد الوفود مشاركته في الجلسات وتؤكد اصرار المشاركين على التوصل الى حل سلمي. واوضح ان أولى الجلسات كانت مع وفد أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام اذ تطرق الحوار الى أبرز محاور المرحلة المقبلة بما يضمن ترابط الأبعاد السياسية والانسانية والاقتصادية. وقال انه تطرق كذلك الى التطورات الميدانية في مدينة تعز مشددا على أهمية تقوية اللجان المحلية واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الأمن. واشار الى ان التطورات في تعز كانت كذلك الموضوع الأبرز في جلسته مع الوفد الحكومي اذ أصر المشاركون على نقل معاناة سكان المنطقة التي شهدت هجوما على سوق مزدحم واستخدمت فيه الأسلحة الثقيلة وذهب ضحيته عشرات من المدنيين بينهم نساء وأطفال. وجدد المبعوث في هذا الصدد اصرار منظمات الأمم المتحدة على فتح ممرات انسانية تخفف من معاناة المدنيين وتزودهم بالمواد الأساسية الضرورية. من جهة اخرى قتل مدني امس الاثنين في اشتباكات بين القوات الحكومية اليمنية ومسلحين هاجموا مطار عدن في جنوب اليمن، بحسب ما افاد مصدر امني. واوضح المصدر ان زهاء عشرين مسلحا حاولوا فجر الاثنين اقتحام المطار للمطالبة بالافراج عن جهادي "غربي" اوقف نهاية /مايو. واضاف ان اشتباكات دامت لنحو ساعة ونصف الساعة، اندلعت عند مدخل المطار بين القوات الامنية والمسلحين، ما ادى لمقتل مدني برصاصة طائشة. واشار المصدر الى المسلحين كانوا بقيادة احد اقارب مسلح غربي كان من ضمن سبعة يشتبه بانتمائهم الى تنظيم الدولة الاسلامية اوقفتهم القوات الحكومية اليمنية في 28 مايو الماضي. من جهة اخرى، قتل عقيد في الجيش اليمني الموالي للرئيس عبدربه منصور هادي مساء الاحد عندما اطلق مسلحون مجهولون النار عليه في مدينة لودر بمحافظة ابين المجاورة، حسبما افاد مصدر امني . وقال المصدر ان "مسلحين يستقلون دراجة نارية اطلقوا النار على العقيد محمد سالم العبادي الذي يشغل اركان اللواء الثاني مشاة جبلي واحد مؤسسي ما يسمى باللجان الشعبية المناهضة لتنظيم القاعدة التي تأسس مطلع 2012، مما ادى الى مقتله على الفور". ونجح المسلحون في الفرار الى جهة غير معروفة. وكانت القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، طردت في يوليو الماضي من عدن واربع محافظات جنوبية اخرى، المتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. الا ان عدن التي اعلنها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عاصمة موقتة بعد سقوط صنعاء بيد المتمردين في سبتمبر 2014، شهدت منذ استعادة السيطرة عليها، تناميا في نفوذ الجماعات المسلحة وبينها تنظيمات مسلحة كالقاعدة وداعش. وافادت التنظيمات الجهادية من النزاع بين القوات الحكومية والمتمردين لتعزيز نفوذها في جنوب البلاد.