تونس ـ وكالات: بحث الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الاثنين مع رئيس الحكومة الحبيب الصيد ثم مع رئيس البرلمان محمد الناصر مقترحه تشكيل حكومة "وحدة وطنية" الذي أصبح منذ اعلانه الشاغل الرئيسي للوسط السياسي في تونس. وأعلنت رئاسة الجمهورية في بيان ان قائد السبسي بحث خلال لقاء مع الحبيب الصيد "الوضع العام بالبلاد" و"مقترح حكومة الوحدة الوطنية وضرورة توفير جميع أسباب نجاحها استجابة لمتطلبات المرحلة".
ونقلت الرئاسة في بيان ثان عن محمد الناصر قوله أن لقاءه مع قائد السبسي "تمحور حول مبادرة حكومة الوحدة الوطنية والتي يعتبرها (الناصر) تستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية ويتحتّم العمل على تجسيمها وتوفير الأرضيّة الملائمة لإنجاحها في أقرب الآجال". وتواجه حكومة الحبيب الصيد انتقادات متزايدة تتعلق بالخصوص بعدم التمكن من انعاش اقتصاد البلاد الذي يواجه صعوبات كبيرة. والخميس، اقترح قائد السبسي خلال حوار مع "الوطنية 1"، المحطة الاولى للتلفزيون الرسمي، تشكيل حكومة وحدة وطنية شرط ان يكون "الاتحاد العام التونسي للشغل"، المركزية النقابية، و"الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية"، المنظمة الرئيسية لأرباب العمل، طرفين فيها. والجمعة أعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد استعداده للاستقالة "إن اقتضت مصلحة البلاد ذلك".
ورفضت المركزية النقابية المشاركة في حكومة وحدة وطنية. وقال سامي الطاهري المسؤول في اتحاد الشغل الاثنين لإذاعة "شمس إف إم" الخاصة "نحن نرفض المشاركة، والرئيس يعرف مسبقا ان الاتحاد لن يشارك لأنه ليس مهمتنا الحكم، ولان دورنا هو أن نلعب التوازن والتعديل". وأضاف "نحن مع تشكيل حكومة جديدة، لا بد من التغيير. سنعطي ٍرأينا ونطالب بتشكيل حكومة فيها توافق أدنى حتى لو لم تكن هناك (حكومة) وحدة وطنية". ودعا الى عدم تسرع رئيس الجمهورية "حتى لا نضطر كل ستة اشهر الى تشكيل حكومة جديدة، وهي مسألة سوف تعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية لان كل عدم استقرار سياسي ينعكس مباشرة على الاقتصاد الاجتماعي". واعتبر المسؤول النقابي ان حكومة الحبيب الصيد "لم يعد لديها مبررات للوجود" قائلا "هذه الحكومة فاشلة من قبل والأزمة السياسية، واستمرار الفساد، والخيارات الاقتصادية هي المحدد الرئيسي في هذا الفشل".
ووافقت حركة النهضة الاسلامية التي تشغل أكثرية المقاعد في البرلمان، على مقترح الرئيس التونسي تشكيل حكومة وحدة وطنية ودعت الى "ادارة حوار حول المبادرة لبلورة تفاصيلها بما يساهم في الحفاظ على الاستقرار السياسي والاجتماعي". وبعد الانتخابات التشريعية لسنة 2014 التي فاز فيها حزب نداء تونس الذي اسسه الباجي قائد السبسي، شكل الحبيب الصيد (مستقل) حكومة ائتلافية تضم "النداء" و"النهضة" وحزبين آخرين صغيرين. وباشرت تلك الحكومة مهامها في 6 فبراير 2015. وفي السابع من يناير الماضي، أجرى الحبيب الصيد تعديلا وزاريا واسعا في حكومته التي تواجه انتقادات لادائها خصوصا في المجال الاقتصادي.