بعد مشاركة آلاف المستوطنين في (مسيرة الأعلام)
القدس المحتلة ـ «الوطن » ـ وكالات:
قال عضو المجلس الثوري لحركة فتح ديمتري دلياني إن مسيرة «الأعلام الاستفزازية»، التي نظمتها مجموعات استيطانية بالتعاون مع أذرع حكومة الاحتلال المختلفة مساء الأحد ، اثباتا على أن القدس محتلة، وليست عاصمة دولة الاحتلال (إسرائيل). وأوضح دلياني في تصريح صحفي أمس الاثنين، «أنه لا يوجد دولة في العالم تدّعي أن مدينةً ما عاصمتها وتحتاج إلى تحويلها لثكنة عسكرية لتتمكن من الاحتفال بها، كما أنه لا يوجد في العالم دولة تحتاج إلى عدد من عناصر الجيش للاحتفال بمكان يفوق عدد عناصر الجيش الذي احتل هذا المكان عسكريا أصلا». ووصف تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول الموضوع لطمأنه مؤيديه على مستقبل الاحتلال «بالمهزوزة»، واعتبرها «خارجة عن الواقع، وأقرب إلى كلام طفل وقح يحاول انتزاع دمية غيره بالقوة، وعلى غير وجه حق»، مشددا على أن «الاحتلال و مستوطنوه إلى زوال» . وأكد أن «عنوان مسيرة الأعلام هذا العام كانت التطهير العرقي، حيث طالب المشاركون الحكومة الإسرائيلية عبر ملصقات تحريضية بترحيل المواطنين الفلسطينيين من مدينتهم، والمتطرف باروخ مارزيل وأعضاء منظمته المتطرفة كانوا يوزعون هذه الملصقات، والصاقها على صدور أطفال المستوطنين». وندّد دلياني بالإجراءات القمعية التي مارستها قوات الاحتلال ضد المقدسيين قبل وخلال وبعد المسيرة، حيث أغلقت المتاجر، وأبواب المنازل، خاصة في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة، ومنعت تجول الناس في الشوارع إلى حين انتهاء المسيرة العنصرية الاستفزازية، كما اعتقلت ناشطين فلسطينيين، من أبرزهم القيادي في حركة «فتح» ناصر قوس. كما أشاد بالتجمعات الفلسطينية التي رفعت العلم الوطني الفلسطيني، بالرغم من تهديدات المستوطنين، وقوات الاحتلال في المدينة المقدسة. على صعيد اخر أدى آلاف المواطنين من مدينة القدس المحتلة وأراضي عام 1948، الليلة قبل الماضية، صلاة التراويح الأولى بشهر رمضان الكريم، في رحاب المسجد الأقصى المبارك، في الوقت الذي شاركت فيه أعداد مماثلة بصلاة فجر امس الاثنين، في اليوم الأول من الشهر الفضيل. وفور إعلان المفتي العام للقدس وفلسطين الشيخ محمد حسين عن ثبوت هلال شهر رمضان، خرج المقدسيون في شوارع وأزقة وحارات البلدة القديمة يعلنون عن ابتهاجهم بقدوم الزائر السنوي، وأطلقوا الألعاب النارية ووزعوا الحلوى في المسجد المبارك والشوارع القريبة منه. يذكر أن لجان حارات القدس القديمة انتهت من وضع لمساتها الأخيرة على الزينة الرمضانية اللافتة في كل أنحاء البلدة، وخارج أسوارها، ورفع لافتات الترحيب في الحارات، والأزقة بشوارع البلدة، رغم عراقيل الاحتلال في المدينة. وكانت مدينة القدس خاصة بلدتها القديمة شهدت أمس الأول ، يوماً عصيبا سادته أجواء مشحونة بالتوتر الشديد بسبب عربدة المستوطنين، ومسيرتهم الاستفزازية التي رفعوا فيها أعلام الاحتلال خلال اختراقها البلدة القديمة باتجاه باحة حائط البراق في الذكرى الـ49 عاما على النكسة (احتلال ما تبقى من مدينة القدس المحتلة عام 1967م). نظم آلاف المستوطنين في القدس المحتلة مساء الأحد ، مسيرة «رقصة الأعلام» الإسرائيلية، احتفالًا باحتلال الشطر الشرقي لمدينة القدس عام 1967. وانطلقت المسيرة من غربي القدس باتجاه حائط البراق، عبر منطقة باب العمود، حمل خلالها المستوطنون الأعلام الإسرائيلية، ورددوا الهتافات العنصرية الاستفزازية. وجرت المسيرة بعد إغلاق محاور الطرقات وبعض الشوارع في المدينة، ونصب الحواجز الحديدية، ونشر العشرات من أفراد الشرطة والوحدات الخاصة و»حرس الحدود» والمخابرات في شوارع المدينة وعلى طول مسيرة المستوطنين، وخاصة في منطقة باب العمود وشارع نابلس وباب الساهرة، مما أدى إلى عرقلة حركة المقدسيين. وخلال ذلك، تظاهر مجموعة من المقدسيين أمام باب العمود رافعين الأعلام الفلسطينية، وسط إغلاق كامل للمنطقة، ووجه المستوطنون لهم الشتائم والألفاظ النابية محاولين استفزازهم. وكان عشرات الآلاف من المستوطنين وصلوا إلى حديقة «جان صقر» غرب القدس حاملين الأعلام الإسرائيلية وشعارات عنصرية تدعوا لقتل العرب وهدم المسجد الأقصى استعدادًا للانطلاق في المسيرة الساعات القادمة. وكثفت قوات الاحتلالمن تواجدها في محيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى، ووصل أكثر من 1000 ضابط لشرطة الاحتلال، إضافة لما يسمى «حرس الحدود» ووحدتي «اليسام واليمام» توزعوا على هيئة دوريات راجلة بهدف تأمين المسيرة. يذكر أن «مسيرة الأعلام» تقام بشكل سنوي، حيث يشارك بها مستوطنون من مستوطنات الضفة الغربية والقدس، وتبدأ المجموعات بالتحرك تباعًا من أمام الكنيست غرب القدس وصولًا الى باب العامود حيث التجمع المركزي. ويقيم المستوطنون رقصات استفزازية ويطلقون الهتافات العنصرية ثم يكملون طريقهم إلى طريق الواد ويجوبون أبواب المسجد الأقصى وصولًا إلى حائط البراق جنوب المسجد، حيث تقام صلاة ودعوات جماعية لهدم الأقصى وبناء الهيكل.