[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
قبل يومين تقريبا كان اللقاء .. مثقفون ورجال دين وغيرهم جاءوا للسلام على صاحب الدعوة وللحصول على كتاب من توقيع احد كبار رجال الدين المسيحي الكاثوليك. في المكان الذي ضم المدعوين، جال الحضور مبنى ضخما وفخما وجديدا كل الجدة .. فيه رائحة القداسة، كونه كنيسة وملحقات مترامية الاطراف من المباني الثقافية، يأتي في طليعتها ما أطلق عليه اسم « مبنى لقاء – المركز العالمي لحوار الحضارات، وكله بالتالي في منطقة لبنانية من جبل لبنان تدعى الربوة.

في مكان بارز داخل المبنى كانت المفاجأة ، لوحة كتب عليها انه تم انجاز هذا الصرح على نفقة جلالة السلطان قابوس المعظم. يحكي صاحب الدعوة الذي كان على رأس الحضور وهو بطريرك انطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الكاثوليك البطريرك جريجوريوس الثالث لحام ان جلالة السلطان قابوس ـ ادامه الله ـ هو من اعطى الاوامر لبناء هذا الصرح الضخم والحضاري .. والخطوة تلك ليست جديدة على جلالته، وبقدر ما تعني في ابعادها الانسانية من قيم كبرى، فهي ايضا تثبت حس التسامح بين الاديان، والتي هي في صلب اعتقاد جلالته، بل في الأساس من فكره النير الذي يعتبر أن الانسان هو المعطى والقيمة خارج اي معتقد او انتماء.
الصرح الجديد اذهل الحاضرين، وجدوا فيه عنوانا للقاء يجمع الأديان ولا يفرقها، يقدم خلاصة جهد عقول لها سعيها من اجل حضارة البشرية دون تقوقع او تحزب لأحد سوى للخالق سيد الكون. ومن يعرف غبطة البطريرك لحام الذي يلقب ببطريرك العرب يمكنه ادراك معنى ماقام به كهدف سام لخدمة الانسان في لبنان والمنطقة. وبقدر ما كانت خطوته تأمين قيام هذا الصرح كي يلعب دوره تعزيز الوحدة الوطنية والانصهار الروحي، وجد عند جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ماكان يتمناه واكثر، بل الفكر القويم الذي يتجلى به الاسلام كدين للتسامح بعيد عن التعصب كنهه الايمان. ولعل خطوة كهذه عند جلالته ليست جديدة، فلطالما كان رمزا للحكمة، سيدا للتوازن ،، رائدا للعطاء الذي يعني الانسان ويصب في انسنته. ومثلما يفكر جلالته بكل الخير لشعبه مما قاد السلطنة الى ماوصلت اليه اليوم، فهو ايضا كثير التفكر بالانسان في كل مكان وله فيه سعي دائم. ومثلما حمل جلالته على اكتافه وطنا صنع فيه انسانا متفوقا واستقرارا لاحدود له وامانا اجتماعيا لكل عماني، فأول تفكيره ايضا ان للآخر حق على عمان طالما ان له في خدمة التسامح الديني وفي منطق الحوار الذي يجلب السلام للانسان في كل مكان.
تكبر الروح وهي تتطلع الى صرح لن يكون حكرا لطائفة أو مذهب أو دين، بل هو منارة للجميع ، وهو حتما الاعتقاد الذي لا يبارح تفكير جلالته. وبقدر ماهو هدية من جلالته ومن السلطنة للشعب اللبناني، فانه بصمة حضارية تضاف الى بصمات جلالته، وكم هي كثيرة اذا ما أحصيناها. ■