[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/alwatanopinion.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]رأي الوطن[/author]
اليوم تحتفل شرطة عُمان السلطانية بيومها السنوي الذي يصادف الخامس من يناير من كل عام، بتخريج الدفعة الحادية والثلاثين من الضباط الدارسين الجامعيين والدفعة الثانية والثلاثين من الضباط الجامعيين التخصصيين وفصائل من الشرطة المستجدين والشرطة النسائية، وهو احتفال بقدر رمزيته بقدر ما يحمل دلالة كبيرة وقيمة للمُحْتَفَلِ به لاسيما حين يتعلق الأمر بأمن وطن وراحة مواطن واستقرار شعب.
إنه يوم لا يختلف في الدلالة والرمزية أيضًا عن الأيام المجيدة في تاريخ النهضة المباركة، فهو يضاف إلى التاريخ النهضوي لعُمان الحديثة، حيث تتكامل خيوط العمل الوطني لتشكل لوحة وطنية بامتياز، ويبرز هذا التكامل من خلال الدور الفعال لهذا الجهاز الشرطي في المجتمع، ومشاركته بقية الأجهزة العسكرية والأمنية في تطبيق القانون وارساء دعائم الأمن والاستقرار وحماية الوطن والدفاع عن حياضه وصون شرفه ووحدته. فليست خافية المهام التي تضطلع بها شرطة عُمان السلطانية، سواء دورها في مكافحة الجريمة بشتى أنواعها ومنع انتشارها والضرب بيد من حديد كل من تسوِّل له نفسه المساس أو العبث بحقوق المواطنين والمقيمين وممتلكاتهم وأرواحهم وأعراضهم، وملاحقة الجناة وتقديمهم ليد العدالة، أو دورها في حفظ الآداب العامة والنظام في كافة المجالات، وكذلك دورها في السلامة المرورية وتأمين النظام في الطريق عبر المتابعة المستمرة بتسيير الدوريات ونصب أجهزة ضبط السرعة الثابتة والمتحركة وتقديم خدماتها الإسعافية عند وقوع الحوادث، إضافة إلى دورها في مراقبة المنافذ الحدودية وتشديد دور خفر السواحل وذلك لمنع أي محاولات تهريب أو دخول غير شرعي، وقد حققت شرطة عُمان السلطانية نجاحات متتالية في هذه الجوانب، سواء في الحد من الحوادث المرورية وخفض معدلات الجرائم بشتى أنواعها، وضبط محاولات تهريب والقبض على مئات من الأشخاص الذين حاولوا دخول البلاد بطريق غير شرعي، أو ملاحقة المخالفين لقوانين الإقامة والعمل، فضلًا عن توليها مسؤولية الجمارك.
وما من شك أن هذه النجاحات لا يمكن أن تتم بمعزل عن التخطيط السليم والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، وتحديث منظومة القوانين والتشريعات الرادعة تبعًا للتطورات والمستجدات وأنواع الجرائم وتنوع المخالفات المرتكبة وتكررها، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بالكادر البشري الذي رأى فيه الجهاز الشرطي أن الأمن مثلما يبدأ من المواطن وتعاونه مع الشرطة، يبدأ برجل الشرطة المتعلم والمؤهل والمدرب، ووضعه في صورة كل جديد من الوسائل والتقنيات وحرص الشرطة على التحديث والتطوير واقتناء أحدث الوسائل التكنولوجية والتقنية وغيرها التي تخدم العمل الشرطي وتحفظ الأمن وتزويد رجل الشرطة بها. كما لم يخفَ دور شرطة عُمان السلطانية في مواكبة التنمية وتنفيذ التوجيهات السامية باستيعاب آلاف من شبابنا الباحثين عن عمل.
ونظرًا لما تمثله شرطة عُمان السلطانية من دور وطني وأعباء مشهودة لها، وباعتبارها العين الساهرة حين تغفو العيون، لم يتوقف دعم حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ لجهاز الشرطة والنظر إليه بكل اهتمام، ما جعل شرطة عُمان السلطانية تحظى برصيد من الاحترام والتعاون من قبل المجتمع والمقيمين والزوار والسياح.
وإزاء هذا الدور الوطني المنوط بالشرطة، يؤكد رجالها على حرصهم وتفانيهم وإخلاصهم وتحملهم للأمانة وانتمائهم وولائهم لهذا الوطن وقائده، ويظهر هذا بصورة جلية في برقية التهنئة المرفوعة إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى ـ حفظه الله ورعاه ـ من معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك، حيث أكدت البرقية الدرجة العالية من الوفاء والولاء لمؤسس هذا النهج الرشيد الذي تستظل بظله أجهزة الشرطة في تنفيذها لمهامها واستعدادها التام للاضطلاع بشرف حفظ الأمانة، أمانة تنفيذ الواجب على خير وجه وتجديد العهد في المناسبة لجلالة السلطان المعظم لأن يكونوا عند حسن ظنه ومحل ثقته وثقة كافة أبناء الشعب العماني، وهذه في الحقيقة هي أقصى درجات العلا والفخار وأمضى الأسلحة في حماية الجبهة الداخلية، وامتداداتها.