طرابلس ـوكالات: دخلت قوات ليبية تابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية أمس الخميس مدينة سرت، معقل تنظيم داعش شرق طرابلس، وضيقت الخناق على التنظيم الإرهابي من جهة البحر، بحسب ما أعلن مسؤولون عسكريون. وقال متحدث عسكري باسم غرفة عمليات سرت محمد الغصري في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية "دخلت قوات الجيش وسط المدينة، وهناك اشتباكات مع القناصة في أعلى البنايات ومركز واغادوغو" للمؤتمرات، مضيفا "العملية لن تدوم طويلا، يومان أو ثلاثة على الأكثر". وقال آمر القطاع الأوسط للقوات البحرية العقيد بحار رضا عيسى من جهته "قواتنا تسيطر على ساحل سرت بالكامل. لن يستطيع الدواعش الفرار عبر البحر". وأضاف "شاركنا، بعمليات بر وبحر"، و"قمنا بالعديد من الضربات من البحر غرب سرت لفتح الطريق لتقدم القوات البرية". وكان المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" التي يقوم بها الجيش ضد الإرهابيين أعلن في وقت سابق على موقع "تويتر" أن "سلاح الجو يقصف تمركزات للدواعش في سرت قرب قاعة واغادوغو" للمؤتمرات، حيث مركز قيادة التنظيم المتطرف. وتقدمت القوات البرية من جوانب عدة في اتجاه المدينة الساحلية، وفقا لمصادر عسكرية. وستشكل خسارة سرت انتكاسة كبيرة للتنظيم المتطرفـ إذ إنها كانت القاعدة الرئيسية للجهاديين في ليبيا.
وتأتي هذه الخسارة في وقت يخسر التنظيم مواقع له أيضا في العراق وسوريا. وأوضح المكتب الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" أن استعادة الجسور وتقاطعات الطرق حول سرت سيسمح للقوات الحكومية بتطويق المدينة من محاور عدة. وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي قيام مقاتلين مؤيدين لقوات حكومة الوفاق الوطني بتدمير لوحة إعلانية على مدخل سرت يستخدمها التنظيم لعرض الأشخاص الذين يقوم بصلبهم.
وتضم قوات حكومة الوفاق الوطني مقاتلين من مدن الغرب الليبي التي أعلنت ولاءها للحكومة برئاسة فايز السراج. وتدعمها قوات حرس المنشآت النفطية المتمركزة في "الهلال النفطي"، المنطقة التي كان التنظيم يسعى للتمدد نحوها بهدف السيطرة على حقول النفط. ووجه مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر مؤخرا دعوة إلى جميع القوى المسلحة في البلاد للتوحد لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش. وألمح أيضا الأحد إلى وجود قوات خاصة أميركية وفرنسية في ليبيا، وهو أمر لم يتأكد بشكل رسمي. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان أن فرنسا "تقوم بعمل استخباراتي منذ بعض الوقت" في ليبيا. على صعيد آخر دعا رئيس مجلس النواب الليبي المنتخب ، عقيلة صالح، إلى عقد جلستين الاثنين والثلاثاء المقبلين لمناقشة تعديل الإعلان الدستوري ومنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني . وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب فتحي المريمي في تصريحات أمس الخميس لـ"بوابة الوسط" إن أهم البنود التي يجري مناقشتها في الجلستين الاعتياديتين هو النظر في تعديل الإعلان الدستوري، ومنح الثقة للحكومة وأداء اليمين القانونية وفق جلسة رسمية كاملة النصاب. وأشار المريمي إلى أن الاجتماعات التي يقوم بها بعض النواب في عدد من مناطق ليبيا تعد لقاءات تشاورية غير رسمية، ولابد أن تعرض نتائجها على أعضاء البرلمان في جلسة مكتملة النصاب.