[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]

كنا نسمع بعنوان "منظمة هيومن رايتس ووتش" ونقرأ عنها ونتابع بياناتها، واعتقدنا خاطئين أنها قادرة على ردع المجرمين وأنها السيف المسلط على رقاب الانظمة الديكتاتورية والأجهزة الأمنية التي تنتهك حقوق الإنسان في كل مكان، وياليتنا بقينا نسمع بهذه المنظمة ولن نصدم بها وبأفعالها التي تؤشر الكثير من علامات الاستفهام عليها وعلى الذين يقفون خلفها، لأنها بكل بساطة منظمة نشطة وفاعلة جدا في اصدار البيانات الكثيرة عن الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق البشر في كل مكان في العالم، لكنها لا تغير من أفعال المجرم والظالم أي شيء ، وأن مهمتها تخدير المظلومين ليس إلا.
هناك عناوين تبدو للوهلة الاولى ولمن يسمع بها دون أن يصطدم بأفعالها ويكتشف حقيقتها جميلة معتقدين أنها تقدم خدمات جليلة للبشرية وأبرز الامثلة على ذلك منظمة هيومان رايتس ووتش، لكن هذا العنوان أصبح مجرد اسم يثير الضجيج، وقد يكون بالاتفاق مع الحكومات التي تبطش بشعوبها، وأن هذا الضجيج سرعان ما يخمد لتبدأ قصة أخرى وعذابات أخرى وسلسلة جرائم أخرى بحق الأبرياء الذين يفترض أن مثل هذه المنظمة تدافع عنهم.
لنأخذ الجرائم التي حصلت في العراق على سبيل المثال لا الحصر كما يقولون، وبالتأكيد هناك الجرائم البشعة في فلسطين ودول كثيرة أخرى، ولم يكن دور هذه المنظمة ذات العنوان الكبير إلا اصدار البيانات تلو البيانات دون أن يكون لها أي تأثير في وقف الجرائم أو على الاقل التقليل منها، فقد تم ارتكاب أبشع الجرائم في العراق منذ العام 2003 وحى الان وسيرتكب القائمون على التسلط في العراق ما هو ابشع في حال تمكنوا من ذلك دون أن يردعهم رادع، ومنذ ايام الغزو الأميركي- البريطاني الاولى ومسلسل قتل وتعذيب العراقيين متواصل، وحصلت انتهاكات لها اول وليس لها اخر، ولمجرد أن يُذكر سجن أبو غريب فأن الاف الصور البشعة تطفر في الذهن، وهناك سجون كثيرة جدا ومعتقلات ومواقع للاحتجاز تروي جدرانها ابشع قصص التعذيب والانتهاكات، ثم جاءت الحكومات منذ عام 2004 ، فباشرت الأجهزة الأمنية مسلسل وحفلات التعذيب البشع في زمن الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد بريمر وحتى الآن، فكانت مجزرة الزركة في النجف ضد الابرياء التي ارتكبتها أجهزة المالكي وقتل وتعذيب المعتقلين في الموصل وسامراء وتكريت والحويجة والرمادي وفي كل مكان.
أن القوات الأميركية نفذت برنامجا تدريبيا وتثقيفيا للأجهزة الأمنية العراقية، ولم تردع هذه الأجهزة لا منظمة هيومن رايتس ووتش ولا غيرها عن ممارساتها البشعة بحق العراقيين، لأن الأميركيين – كما يبدو – يعرفون هذه المنظمات والدور الذي تمارسه في تخدير المعذبين وعوائلهم باصدار البيانات فقط.