[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/05/salahdep.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. صلاح الديب[/author]
” إن النيل من بلادنا وشعوبنا العربية كان أمرا سهلا ويسيرا بالدخول بالطرق الناعمة التى استطاع أصحاب الأغراض والمصالح وذلك بأن يبثوا الكثير والكثير من الأكاذيب والشائعات وأيضا بعض الأحداث التى تمت فى بعض الأوقات والأماكن فى الماضى ويدعون أنها تحدث فى الوقت الحالى وفي مكان آخر غير المكان الحقيقي الذى حدثت فيه وذلك باستخدام "مواقع التواصل الاجتماعى "..”
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحتاج جميعا إلى أن يكون الحذر فى هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ الشعوب والبلدان العربية على أكبر قدر ممكن كما أنه ينبغى علينا جميعا أن نكون على قلب رجل واحد للتصدى لما يحاك لنا جميعا.
هناك الآن وسائل مختلفة للقضاء على الشعوب من الداخل دون تحريك الجيوش أو المعدات والأسلحة للقضاء على البلاد أو الشعوب ولكن هناك بعض الوسائل الأكثر فتكا أنها أكثر نعومة وتستطيع أن تتغلغل داخل الشعوب دون مقاومة او مواجهة بخلاف ما تواجه الجيوش من تصدى يصل إلى الموت أحيانًا للحفاظ على الأرض بل يفتح الباب على مصراعيه اليوم لإتاحة المجال لغزو هذه الشعوب والدول بالطرق الناعمة التى إستطاعت أن تنال من بعض بلادنا العربية وتنال من شعوبنا العربية واحدة تلو الأخرى وهذا ما أدى أو ما نتج عنه ما يطلق عليه " ثورات الربيع العربى " وأطلق عليه انا " ثورات الخريف أو الدمار العربى " التى إستطاعت وبنجاح ساحق محو بعض البلدان العربية وإلى تشريد آلاف الأسر وإلى قتل أعداد لا حصر لها وإلى النيل من أمن وأمان هذه الدول والشعوب بعد وان كان لهم مكان وثقل على الأرض.
إن النيل من بلادنا وشعوبنا العربية كان أمرا سهلا ويسيرا بالدخول بالطرق الناعمة التى استطاع أصحاب الأغراض والمصالح وذلك بأن يبثوا الكثير والكثير من الأكاذيب والشائعات وأيضا بعض الأحداث التى تمت فى بعض الأوقات والأماكن فى الماضى ويدعون أنها تحدث فى الوقت الحالى وفي مكان آخر غير المكان الحقيقي الذى حدثت فيه وذلك باستخدام "مواقع التواصل الاجتماعى " والتى أصبح استخدامها هو أكثر فتكا وأكثر خطرا على شعوبنا وبلادنا من خطر الأسلحة لأنه يكون للفرد دور أساسي لنقل بعض ما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ويتناقلها الجميع دون التأكد من مصدرها وما هو الهدف الحقيقى وراء ظهور هذا الخبر أو الحدث فى هذا الوقت تحديدا؛ وأيضا من هو الشخص أو الجهة التي تتفنن فى اختلاق الأحداث التى يمكن أن تنال من الشعوب بحرفية ومهارة فائقة.
وأرى اليوم أن استقرار سلطنة عمان وحكمة جلالة السلطان قابوس ووعي الشعب العمانى أمرا يزعج البعض الذين يتوجهون الآن إلى إشعال وبث الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي والتى تقوم بنشر بعض الأحداث التى حدثت فى فترات ماضية مثل التى حدثت فى عام 2011 وتدعى أن هذه الأحداث تحدث الآن وأيضا هناك تربص مقصود ووراءه أهداف مغرضة لكي تنال من السلطنة وتزعزع من استقرارها وهذا بعيدا كل البعد على هؤلاء المغرضين وذلك بأن تعمل على بث روح عدم الرضا بين المواطنين العمانيين وذلك بتوجيه الأنظار إلى أى أمر بسيط والعمل على إظهاره على أنه كارثة كبرى لا يمكن أن يتحملها المواطن ولكن يتم تعظيم أي سلبيات ويتناسون كل الايجابيات وكل ما تم إنجازه على أرض الواقع وأيضا يتم غض الطرف عن كل الحقوق والامتيازات التى يحصل عليها المواطن العمانى ويسلط الأضواء فقط على أي إلتزام ولو بسيط على المواطن متناسين كل ما يدور حولهم فى مختلف الدول المجاورة فى التعامل مع نفس الأمر وقبل فترة تم إتخاذ مثل هذه الإجراءات من قبل هذه الدول وعمان أتت به متأخرة حتى لا يكون عبئا ثقيلا على المواطن .
ولقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي إلقاء الضوء بصورة مبالغ فيها على زيادة قيمة سعر لتر النفط فى السلطنة من مائة وعشرين بيسة إلى مائة وثمانين بيسة متناسين أن الدول المجاورة يتجاوز فيها سعر لتر البنزين ضعف ذلك السعر وكل ذلك محاولة من أصحاب الأغراض والفتن لإشعال فتيل الأزمة والذي يجعل هناك سخطا بين المواطن العمانى وما يلحق به من قرارات ويفضلون التناسي والتجاهل بكل المميزات التى يحصلون عليها فى الصحة والتعليم وغيرها حيث المواطن العمانى ما زال له الأولوية بالنسبة إلى جلالة السلطان المعظم.
وهنا يعد وعى المواطن العمانى الدور الأساسي والحقيقي ﻹضاعة الفرصة على أصحاب المصالح والأغراض الدنيئة والتى يظنون أنهم يستطيعون أن ينالوا من الشعب العمانى او من سلطنة عمان لا قدر الله ويغفلوا أن اهتمام جلالة السلطان المعظم بنشر الوعي لكل مواطن عمانى كان وسيظل هو حائط السد المنيع والحقيقى والصلب الباقي أبد الدهر إن شاء الله تعالى فوعي المواطن العمانى هو الحجر القوي الذى لا يستطيع أحد من المغرضين أن يزحزحه أو ينال منه.
وعلى كل مواطن عماني مخلص الحذر..... الحذر على هذا الوطن الغالي عمان والمحافظة على منجزاته وعدم فتح الطريق لمثل هؤلاء المغرضين لنشر سمومهم وبثها في تربة خصبة طيبة وعليهم أيضا محاولة تجميع الصورة كاملة ففى أثناء ظهور بعض الشائعات يقومون بإستدعاء صور بعض أحداث الماضى وينسبونها إلى الفترة الحالية مع ظهور بعض فرص العمل التى تستهدف العمانيين على وجه الخصوص فى بعض البلدان العربية أليس هذا أمر يثير الدهشة والاستغراب لكل فطن وعاقل ؛ أنا أعلم جيدا أن وعي المواطن العمانى لا يجعله يقع في فخ المغرضين منه والنائلين من استقرار وأمن وسلامة الشعب العمانى وسلطنتهم العظيمة.
وليكن وعي المواطن العمانى بالنظر إلى بعض الشعوب التى وقعت فى الفخ الذى أحكم لها عبر ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي حتى نال منها ومن بلادها والتى جعلتها لا وجود لها الآن على الخريطة وأيضا أصبح الدمار والخراب هو الحقيقة الباقية على أرض الواقع.
فأحذروا أخوتي وأخواتي العمانيين بكل ما تملكون من قوة ومن وعي من خطر الوسائل الناعمة التى أخطر فى تأثيرها من الأسلحة الفتاكة والتى تواجه بالأسلحة المضادة لها ؛ ولو أني أعلم ومتيقن تمام الثقة والعلم من ثقافتكم ووعيكم ولكن الواجب علي كمحب لبلدكم أن أذكركم بهذا الحذر وبهذا الواجب، والله تعالى يقول في محكم آياته " ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين " والوعي هو حائط الصد عن كل هذه المحاولات الواهية التى لا يمكن بأى شكل من الأشكال من النيل من أمن واستقرار المواطنين العمانيين أو سلطنة عمان، وذلك بحكمة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم _ حفظه الله تعالى وأبقاه _ لقيادة السلطنة الى بر الأمان ، وبوعي المواطن العمانى بإضاعة الفرصة على كل مغرض وحاقد على عمان وشعبها ويحفظ الله سلطنة عمان قيادة وشعبا .