بينما تستعر نار الإرهاب في أكثر من صعيد على أرض سوريا العربية لتحرق الأخضر واليابس معًا ولا توفر أحدًا من الأبرياء الآمنين، يواصل البغاة من دعاة الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية شحذ رماح إرهابهم وتجنيد إرهابييهم وتكفيرييهم ومرتزقتهم وجلبهم من أصقاع العالم جوًّا وبرًّا وبحرًا، لكي يتلذذوا بمشاهدة حفلات الدماء المجنونة والرقص على جثث الأبرياء، ورغم انكشاف أمرهم وافتضاح مؤامراتهم ودسائسهم ضد الشعب السوري يستمرون في اختلاق الذرائع والفبركات لتعويض فشلهم والتعبير عن يأسهم وبؤسهم، وفي إطار حملات التضليل وتغييب الوعي التي دأبوا على ممارستها ضد البسطاء وعامة الناس ومرتزقتهم، وذلك بالزعم بتحقيق إنجاز هنا أو ما يسمونه تقدمًا هناك.
إن المشهد في كسب وريف اللاذقية يتصدر مسار الأحداث الواردة من الداخل السوري والإنجازات التي يحرزها الجيش العربي السوري في ملاحقته العصابات الإرهابية، بالتوازي مع تقدمه اللافت وانتصاراته المتلاحقة في القلمون وتوابعها من يبرود إلى فليطة واستعداد الجيش لمعركته القادمة لسحق عصابات الإرهاب في رنكوس وصولًا إلى الحدود اللبنانية حتى عرسال حيث يقوم الجيش اللبناني بدور بارز في ملاحقة فلول العصابات الإرهابية الذين تمكنوا من الفرار من ضربات الجيش العربي السوري.
هذا التقدم الميداني الكبير للجيش العربي السوري دفع داعمي الإرهاب في معسكر المؤامرة على سوريا وأدوات إرهابهم إلى اللجوء لممارسة هواياتهم الأولى التي ابتدعوها في بداية مؤامرتهم على سوريا ببث الدعايات المغلوطة والفبركات الكاذبة لتمرير مؤامرتهم وإخراج مشاهدها المفتراة إلى المشاهدين والمتابعين مدعمة بالصور المفبركة والتصريحات والدعايات المنافية للواقع وتصويرها على أنها الحقيقة، وزعم السيطرة على مناطق والاستيلاء على معسكرات عسكرية وأمنية وغنم العتاد والأسلحة، وأسر عناصر من الجيش وقوات الدفاع الوطني وانشقاق أفراد وضباط بالجيش، وهي دعايات وفبركات اعتاد الجيش العربي السوري عدم الرد عليها بالتصريحات وإنما فضحها بالإنجاز والعمل الميداني المدعم بالقرائن والأدلة والصور الصحيحة التي لا تخطئها عين. حتى أن ما حصل سابقًا من انشقاقات يعد في حد ذاته حالة صحية وذلك بتخلص الوطن السوري وجيشه العربي من العوالق وتطهرهما من المتاجرين به والجاعلين من وطنهم كعكة أو سلعة يمكن بيعها رخيصة من أجل الحصول على لذة آنية ورخيصة، وهو أسلوب لا يعبر إلا عن مدى الرخص وانعدام الوطنية والانتماء والولاء من أفئدة المتاجرين وعقولهم وأنفسهم.
إن مثل هذه الأساليب المكشوفة والمفضوحة ما هي سوى محاولات يائسة مجنونة لإثبات عناصر العصابات الإرهابية وداعميها قدرتهم على تحقيق إنجازات وذلك لرفع الحالة المعنوية المنهارة نتيجة انتصارات الجيش العربي السوري في يبرود والقصير وحمص وحلب ودرعا ودير الزور وحماة، ولتشجيع المفلسين في الميدان على مواصلة إرهابهم تأجيلًا للحظة سحقهم وتخليص الأرض السورية الطاهرة من رجسهم وإرهابهم.