بلجيكا تستنفر بعد أنباء عن توجه عناصر (داعش) لأوروبا
واشنطن ــ عواصم ــ وكالات:
أفادت تقارير إعلامية أميركية بأن زوجة منفذ هجوم أورلاندو عمر متين الذي قتل 49 شخصاً في ملهى ليلي، قد تواجه تهما لصلتها بالهجوم. في حين قال مانويل فالس، رئيس الوزراء الفرنسي، إن بلاده تبذل قصارى جهدها لمنع وقوع هجمات إرهابية، إلا أنها ستتعرض للمزيد منها. يأتي ذلك في حين قال مصدر أمني، إن الشرطة البلجيكية تلقت تحذيراً ضد الإرهاب مفاده أن مجموعة من عناصر تنظيم "داعش" غادروا سوريا في الآونة الأخيرة في طريقهم لأوروبا، ويعتزمون شنّ هجمات في بلجيكا وفرنسا.
وعين الادعاء العام الاميركي هيئة محلفين كبرى للتحقيق مع نور سلمان، زوجة متين ، بحسب مصادرفي شبكة "فوكس نيوز" ووكالة "رويترز". وقالت سلمان للشرطة إنها حاولت التحدث مع زوجها حول الهجوم على ملهى "بالس" الليلي. ويعتبر الهجوم الذي وقع في ولاية فلوريدا هو أعنف هجوم من نوعه في تاريخ أميركا الحديث. وأصيب نحو 53 شخصاً بينما لا يزال 6 مصابين في حالة حرجة لغاية الآن. ونقلت شبكة فوكس نيوز عن مصادر قولها إن الادعاء العام "يسعى لتوجيه تهما لنور سلمان من بينها 49 تهمة قتل و53 تهمة التخطيط للقتل، إضافة إلى فشلها في إبلاغ السلطات الأمريكية عن الهجوم". وقد استجوبت سلمان منذ بداية الهجوم يوم الأحد، إلا أنه لم يتم يصدر قرار باعتقالها. وأفادت تقارير صحفية أمريكية بأن "نور سلمان رافقت نور متين لشراء ذخائر لأسلحته، كما أنها ذهبت معه إلى ملهى (بالس) الليلي في مناسبة سابقة، لأنه أراد استطلاع المكان". وأشارت مصادر لقناة " أن بي سي " الإخبارية أن "سلمان حاولت منع متين من تنفيذ الهجوم". أما والد عمر متين، فقال إنه "لا يفهم ماذا دفع ابنه إلى تنفيذ الهجوم". وقال مير صديقي، الأفغاني الأصل، إنه لا يعرف أن لدى ابنه ــ الذي يحمل الجنسية الأمريكية ــ مثل هذه الضغينة في قلبه. وقال صديقي في رسالة بالفيديو وجهها إلى الشعب الأفغاني إن عمر كان ولدا جيدا جدا، ثم تزوج وأصبح أبا. وقال السناتور أنغوس كينغ، العضو في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لشبكة سي أن أن الإخبارية، إن " سلمان لديها بعض المعلومات عما يجري". وأضاف كينغ أن "سلمان تتعاون مع الأجهزة الأمنية وبإمكانها تزويدنا بمعلومات مهمة".
وفي باريس، أوضح رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، خلال حديثه لإذاعة فرنسا الدولية، أن المخابرات والشرطة أحبطتا 15 هجوما منذ عام 2013، وتخوضان معركة مستمرة لتعقب الأشخاص، الذين سيتحولون إلى إرهابيين. وتابع: "نحن بحاجة إلى تضييق الشبكة ومنح الشرطة والمخابرات كل ما تحتاج إليه، لكننا سنشهد المزيد من الهجمات وسيفقد المزيد من الأبرياء أرواحهم". وتأتي هذه التصريحات بعد مقتل شرطي فرنسي ورفيقته هذا الأسبوع على يد فرنسي بايع تنظيم داعش.
وكان الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والأميركي باراك أوباما قد اتفقا خلال اتصال هاتفي مساء امس الاول الثلاثاء على "تعزيز التعاون" بين الأجهزة الفرنسية والأميركية في مواجهة "تهديد" ارهابي "يتطور باستمرار"، بحسب ما أعلن الإليزيه.
وقال البيان الصادر عن الرئاسة الفرنسية أن "فرنسا وحلفاءها مستمرون في مواجهة البربرية بقوة الديموقراطيات"، مشيرا إلى أن المحادثة بين الرئيسين جرت في أعقاب "عملية القتل المدفوعة بكراهية المثليين في أورلاندو وجريمة القتل المزدوجة" التي راح ضحيتها شرطي وصديقته في إيفلين في ضواحي باريس، وتبناهما "داعش". من جهته، أشار البيت الأبيض في بيان إلى أن الزعيمين "أعادا التأكيد على تصميمهما المشترك في القضاء على التنظيم المتطرف". وكان عمر متين (29 عاما)، أميركي من أصل أفغاني، شن هجوما ببندقية رشاشة ومسدس على ملهى ليلي في ساعات الفجر الاولى من يوم الاحد في أورلاندو في الولايات المتحدة، قبل أن تقتله الشرطة. وأسفر الهجوم عن 49 قتيلا و53 جريحا. وفي فرنسا، أقدم رجل يدعى العروسي عبدالله، الذي أكد ولاءه لداعش، على قتل شرطي كان بلباس مدني وصديقته في ضواحي باريس.
الى ذلك، قال مصدر أمني، امس الأربعاء، إن الشرطة البلجيكية تلقت تحذيراً ضد الإرهاب مفاده أن مجموعة من مسلحي تنظيم داعش غادروا سوريا في الآونة الأخيرة في طريقهم لأوروبا، ويعتزمون شنّ هجمات في بلجيكا وفرنسا. كما أضاف مركز الأزمات البلجيكي المعني بتنسيق الاستجابة الأمنية أن التحذير وزع على كل قوات الشرطة في البلاد، ولكن لا توجد على الفور خطط لرفع المستوى الأمني إلى أقصى درجة. وهو المستوى الذي يعني وجود تهديد وشيك بوقوع هجوم. ونسبت صحيفة (دي.إتش) إلى بيان التحذير الصادر عن خلية مكافحة الإرهاب البلجيكية قوله إن الجماعة "غادرت سوريا قبل نحو أسبوع ونصف كي تصل إلى أوروبا عبر تركيا واليونان بالقوارب من دون جوازات سفر". ولكن لم يتضمن البيان موعد مغادرتهم تحديدا.