(التجارة الرابحة)
قال الله تعالى آمراً نبيه:)قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ( )إبراهيم ـ 31)، ويقول ـ جل وعلا:(وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ..) (البقرة ـ 195)، وقال سبحانه:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم ..) (البقرة ـ 254). وقال سبحانه:(أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ..) (البقرة ـ 267)، وقال سبحانه: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (التغابن ـ 16).
الصدقة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل، ودليل ذلك حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما:(وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن، تكشف عنه كرباً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً)، وأوضح المؤلف من خلال كتاب (التجارة الرابحة) فضائل الصدقة ودورها في حياة الفرد والمجتمع، والكتاب من تأليف سعيد بن مطر المسقري، ويقع هذا الإصدار في (128) صفحة وصدر عن مكتبة وتسجيلات الهلال الإسلامية.
وتطرق المؤلف عبر هذا الكتاب عن فضائل الصدقة: قدوتنا في الإنفاق: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(لو كان لي مثل أحد ذهبا لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين) ـ رواه البخاري يعني: لو كان عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذهب مقداره مثل جبل أحد لكان يسره أن لا تمضي عليه ثلاث أنفقه في سبيل الله طلباً لرضاه، إلا ما يدخره لوفاء دين، لوفاء دين لا لزخرفة بيته، ولا لتغيير الأثاث، ولا لأنواع المأكولات والمشروبات، ولا لأي شيءٍ من زينة الحياة الدنيا هو (صلى الله عليه وسلم) إيثاره للآخرة ظاهر لكل عينين، والله يخلق على المنفق قال الله تعالى:(وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) (سبأ ـ 39)، فهو يخلفه بجنسه أو غير جنسه في الدنيا والآخرة أو في إحداهما وصورة أن ينفق المسلم شيئا فيخلف عليه في الدنيا فقط ، إن يقصد بإنفاقه الخلف في الدنيا إذا تذكر أن مالك الذي انفقته في سبيل الله أنت مستفيد منه في الدنيا والآخرة ، في الدنيا يخلف الله عليك ، وتأتيك بسببه البركات ويدفع الله به عنك الأفات وفي الآخرة تجد الثواب العظيم واجعل قصدك الآخرة فإنك إذا نويت بعملك ثواب الدنيا مالك شيء يوم القيامة وتذكر أن مالك إما إن يذهب عنك وأنت حي ، وإما أن تذهب عنه إلى الدار الآخرة وتحزن على فراقه أما انفقته في سبيل الله طلبا لرضاه فقد حولته من فإن إلى باق فحول ما تستطيع فإنه ياتيك خالدا معك يوم القيامة لا تفارقه ولا يفارقك الله يعينك فكن على يقين بالعوض من الله تعالى، انت مستخلف في مالك قال الله تعالى:(آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) (الحديد ـ 7)، هذا المال كان لمن قبلك فصار الآن لك وسوف يكون بعدك لغيرك ،فتصدق منه قبل أن يفوتك ، قبل أن تقول:(رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) (المنافقون ـ 10)، إذا قدم من مالك فسوف يسرك يوم يندم البخلاء، وثق في وعد ربك، إذا وكلك إنسان في ماله وجعلك خليفة له فهل تتصرف فيه بهواك ام كما أمرك صاحب المال؟ كما يريد صاحب المال إذا ها أنت قد استخلفك الله في المال الذي عندك فتصرف فيه كما أمرك، البخل شر وليس فيه خير قال الله تعالى:(وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (آل عمران ـ 180)، إن الذي يبخل ويمنع الواجب من ماله يصير ماله أفعى في رقبته تنهشه يوم القيامة بين الناس، تجارة لن تبور قال الله تعالى:(ِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ{29} لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر 29 ـ 30).
إن تلاوة القرآن العظيم وأداء الصلاة والإنفاق في سبيل الله كل هذا تجارة لن تكسد إن تجارة الدنيا قد تبور (تكسد) أما الانفاق في سبيل الله كل هذا تجارة لن تكسد إن تجارة الدنيا قد تبور (تكسد) أما العمل بطاعة الله تعالى ومنه الإنفاق فإنه تجارة لن تبور فعليك بهذه التجارة قبل أن ينفض سوقها تنفعك حين يندم أهل العمل بطاعة الله تعالى ومنه الإنفاق فإنه تجارة لن تبور فعليك بهذه التجارة قبل أن ينفض سوقها تنفعك حين يندم أهل الحرص على الدنيا وشهواتها الفانية، الحرص على الدنيا وشهواتها الفانية، الحبة بسبعمائة قال الله تعالى:(مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة ـ 261)، إذا أنفقت ريالاً واحداً في سبيل الله طلباً لرضاه جاءك ثوابه سبعمائة ريال ضعف أو أكثر يعني أن الريال عوضك الله عنه سبعمائة ريال كن على يقين بهذا لأن الذي أخبرك به هو أصدق القائلين ربك الذي خزائنه لا تنفذ خذ من راتبك كل شهر ولو خمسة ريالات وأنفقها في سبيل الله إما أن تضعها في يد فقير أو مشروع خيري أو تساعد بها طالب علم تشتري له كتاباً أو أي وسيلة علمية تساعد الطالب على الدراسة وهذا الكتاب الذي تعطيه هو صدقة جارية قد يبقى الكتاب اربعين سنة أو أكثر يأتيك الحسنات حتى ولو رحلت من الدنيا ولا تدع الناس يسبقونك إلى باب مولاك فتخسر الدنيا والآخرة، لاتمن على فقير قال الله تعالى:(الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (القرة ـ 262)، بعض الناس يساعد الفقير ثم يمنّ عليه مثلاً يقول عند الناس: أنا أعطيت فلاناً كذا وكذا وهذا يؤذي الفقير، ولو لم يعطه شيئاً كان أفضل، وأين هذا من ذاك الذي يفرح بالسائل الفقير ويقول له: أهلاً بمن جاء يحمل مالي إلى الآخرة؟ فأنت حين تساعد فقيراً بمالك، هذا الفقير قد نفعك وحول مالك من الدنيا إلى الآخرة لكي تلقاه هناك وقد نما وزاد أضعافاً مضاعفة، المن والرياء يبطل الصدقة قال تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ) (البقرة ـ 264)، مثل المنفق لله تعالى قال الله تعالى:(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (البقرة ـ 265)، مثل المنان بصدقته والمرائي قال الله تعالى:(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة ـ 266)، لا تنفق إلا الطيب، وعد الله ووعد الشيطان قال الله تعالى:(الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة ـ 268)، الحكمة – عليم بما تنفق – إظهار الصدقة وإخفاؤها قال الله تعالى:(إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (البقرة ـ 271) – نفع الإنفاق عائد إليك – أبحث عن الفقير المتعفف ـ أصحاب الجود الكثير ـ انفق مما تحب – آثر الفقير على نفسك – بادر بالإنفاق – الغبطة – أنفق ولو قليلا – ما هو مالك – ملكان ينزلان – أنفق ينفق عليك – إطعام الطعام – تبذل الفضل ـ الصدقة لا تنقص المال – ما بقي منها – لا توكي يعني أنفقي وأنفق أيها المؤمن – مثل البخيل والمنفق – يربيها لصاحبها – التيسير لليسرى – صدقة الفقير- الصدقة تحفظك – النفقة على الأهل صدقة – الجزاء من جنس العمل ـ سعادة الإنسان في الصدقة وعبر هذا الإصدار قصص من المنفقين.

إعداد : مبارك بن عبدالله العامري