موسكو ـ عواصم ـ وكالات: أعلنت روسيا أمس ان قطاعا كبيرا من الجنود الاوكرانيين المتمركزين في القرم طلبوا الانضمام إلى القوات المسلحة الروسية فيما حذرت الحكومة الأوكرانية من تداعيات محاولة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إحياء الاتحاد السوفيتي بحسب رئيس الوزراء الاوكراني ارسني ياتسينيوك.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله: "قدم أكثر من ثمانية الاف اوكراني طلبات للحصول على جوازات سفر روسية".
وأضاف شويجو إن نحو ثلاثة الاف جندي اوكراني انضموا بالفعل إلى القوات المسلحة الروسية.
ولم يتسن تأكيد الأرقام بشكل مستقل ولم تعلق الحكومة الاوكرانية على الفور على مزاعم شويجو.
سلمت القوات الاوكرانية في القرم الأسبوع الماضي قواعدها لروسيا بعدما حاصرتهم قوات لا تحمل علامات محددة مدججة بالسلاح والتي يقول شويجو انها تشكيلات الدفاع الذاتي الخاصة بالقرم ولكن جرى تعريفها على نطاق واسع على انها روسية.
انضمت القرم إلى روسيا الشهر الماضي بعد استفتاء أدانته الدول الغربية على نطاق واسع ووصفته بانه غير قانوني.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إن عدد الجنود الاوكرانيين في شبه الجزيرة المطلة على البحر الأسود يبلغ 22 ألفا.
وناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس أيضا الأزمة الاوكرانية في مستهل اجتماع غير رسمي يستمر يومين في اثينا.
وقال دبلوماسيون إنهم سوف يبحثون تقديم المزيد من الدعم من أجل استقرار أوكرانيا وكذلك العلاقات المستقبلية مع روسيا. ومن المتوقع أيضا ان يبحثوا كيفية الانخراط سياسيا بشكل أكبر مع الدول الواقعة في الجبهة الشرقية من الاتحاد الأوروبي ، غير انه ليس من المتوقع أن يسفر الاجتماع عن صدور قرارات.
وفي سياق متصل قال ارسني ياتسينيوك رئيس وزراء أوكرانيا إن حكومة كييف ستتمسك بإجراءات تقشف لا تحظى بشعبية كثمن للاستقلال وتأسيس نظام ديمقراطي.
وتحدث ياتسينيوك بغضب وتحد عن العلاقات مع روسيا وصور ضم روسيا لشبه جزيرة القرم باعتباره جزءا من خطة أوسع نطاقا ينفذها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة فرض السيطرة على الجمهوريات التي استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقال في حديث لرويترز "لا تربطنا أي علاقات في الوقت الحالي." وأضاف "وهذه هي المشكلة الأساسية. اشرنا عدة مرات إلى أن أوكرانيا مستعدة للتفاوض مع روسيا وعندما مددنا يدنا لروسيا للمصافحة مدت يدها بالبندقية."
ومع فشل المجتمع الدولي في إيجاد سبيل لتصحيح ما يصفه بانه "الجريمة الدولية" التي ارتكبتها روسيا بالاستيلاء على القرم يقر ياتسينيوك بأنه من الصعب للغاية الآن استعادة الاراضي "في ظل التواجد الروسي القائم."
وقال "أريد ان أكون واضحا تماما في اننا لن نعترف قط وكذلك المجتمع الدولي بأسره بضم القرم. وسيأتي الوقت الذي ستستعيد فيه اوكرانيا سيطرتها على القرم. هذا الوقت سيأتي بالتأكيد."
وكان ياتسينيوك ضمن ثلاثة زعماء معارضين وقعوا على اتفاق توسط فيه الاتحاد الأوروبي مع يانوكوفيتش لإجراء انتخابات في نهاية العام لكنه الاحتجاجات أطاحت بحكم الرئيس ودفعته للفرار للخارج.
وقال ياتسينيوك إن الدعم الذي يقدمه صندوق النقد الدولي لاوكرانيا "سيمثل خطوة هائلة للأمام".وكان الصندوق قد القى بشريان حياة بقيمة تتراوح بين 14 و18 مليار دولار لأوكرانيا مقابل تنفيذ إصلاحات اقتصادية صارمة.
وأضاف "سنستعيد الثقة والمصداقية لدى المستثمرين الدوليين وهذه هي خارطة الطريق للساسة في أوكرانيا بما في ذلك البرلمان الأوكراني لتمرير تشريع عاجل وصارم ولكنه ضروري."
وربط ياتسينيوك بين ضم روسيا للقرم وحرب شنتها روسيا على جمهورية أخرى من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق هي جورجيا وفي عام 2008 وأشار إلى تعليق أدلى به يوتين في عام 2005 يفيد بأن أكبر كارثة سياسية شهدها القرن العشرين كانت انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقال "أكبر كوارث هذا القرن ستكون إعادة بعث الاتحاد السوفيتي ومن الواضح ان هذا ما يريده الرئيس بوتين. هذه فكرته وهذا هدفه... والمشكلة أن مثل هذه الأفكار بالغة الخطورة تحظى بتأييد غالبية الشعب الروسي."
وقال ساخرا من الرسائل التي يقول إن روسيا توجهها للناطقين بالروسية في أوكرانيا "هذا اسلوب جديد يقول .. انظروا إلى ما يطلق عليها حكومة موالية للغرب انها تفرض إجراءات تقشفية.. سيتراجع مستوى معيشتكم بدرجة كبيرة ولكن إذا عدتم إلى روسيا ستكونون سعداء ومبتسمين ولن تعيشوا في جحيم الغرب."
وفي السياق ذاته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون أمس إنه يتعين على طرفي الصراع بين روسيا واوكرانيا إيجاد حل سياسي والدخول في حوار بناء.
وأضاف بان في براغ حيث اجتمع مع رئيس وزراء جمهورية التشيك بوسلاف سوبوتكا "ناقشنا واتفقنا على وجود حاجة عاجلة لحل سياسي من خلال الحوار المباشر والبناء بين الأطراف المعنية."
وقال بان إنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف وأبدى مخاوفه بشأن ضم القرم.
وأوضح "أجريت نقاشا مثمرا جدا وممتدا مع رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين وأعربت عن قلقي العميق وقلق الأمم المتحدة وأيضا المجتمع الدولي والمخاوف العميقة جدا بشأن ما حدث في شبه جزيرة القرم."
وأضاف "يتعين حماية واحترام بنود ميثاق الأمم المتحدة وبشكل خاص يتعين أن تحظى السيادة والوحدة الوطنية وسلامة الأراضي بالحماية والاحترام. طالبت بقوة كلا الطرفين بالدخول في حوار مباشر وبناء. وفي الوقت ذاته... عبرت عن رغبتي القوية في نزع فتيل التوتر."
وقال سوبوتكا إن جمهورية التشيك تؤيد الأمم المتحدة في جهودها لإحلال الهدوء في المنطقة.
وأوضح "نؤيد بالإجماع نزع فتيل التوتر. نعتقد أنه يتعين على روسيا أن تحد من وجودها العسكري على الحدود مع اوكرانيا ونرحب أيضا بدور الوساطة الذي تلعبه الأمم المتحدة في هذا الصراع."
وندد زعماء اوكرانيا الحاليون الموالون لأوروبا والغرب بضم روسيا شبه جزيرة القرم واصفين إياه بأنه غير قانوني بموجب القانون الدولي وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عقوبات محدودة على موسكو.