لندن ـ العمانية: أعلنت فرق من علماء الفلك بشكل منفصل رصد كوكبين خارج المجموعة الشمسية هما الأحدث نشأة من بين الكواكب المكتشفة حتى الآن، الأمر الذي يتيح للعلماء التعرف على أحوال الكواكب في أول عمرها وكيفية تشكل المجموعات الشمسية.
ويدور الكوكب الأول حول شمس حديثة التكوين أطلق عليها العلماء اسم "في 830"، إذ إن عمرها لا يزيد عن مليوني سنة، وهي مدة قصيرة جدا في المقاييس الفلكية، إذ إن عمر الكون يرجع إلى حوالى 14 مليار سنة، وعمر الأرض أربعة مليارات و600 مليون سنة.
ويقع الكوكب على بعد 430 سنة ضوئية من الأرض، علما أن السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وهي تساوي 9461 مليار كيلومتر.
وهذا الكوكب من نوع الكواكب العملاقة الغازية، مثل كوكب المشتري في مجموعتنا الشمسية، يتم دورة كاملة حول الشمس في 3 9 ر 4 أيام، أي أن المسافة الفاصلة بينه وبين شمسه أقل بمائة مرة من تلك الفاصلة بين المشتري والشمس، بحسب ما جاء في تقرير نشره العلماء الفرنسيون والكنديون أصحاب الاكتشاف في مجلة "نيتشر" البريطانية.
وتوصل فريقان من علماء الفلك أيضا، وبشكل منفصل، إلى تأكيد وجود كوكب يدعى "كاي 2- 33 بي" في كوكبة السرطان على بعد 470 سنة ضوئية من الأرض. وهذا الكوكب أيضا قريب جداً من الشمس، إذ إنه يتم دورته حولها في 4 ر 5 أيام. وهو أكبر من كوكب الأرض بخمس مرات، ومن فئة من الكواكب يسميها العلماء "نبتون الكبير".
ويثبت "كاي 2 -33 بي" أن الكواكب يمكن أن تتخذ مدارا نهائيا قريبا جدا من النجم بعد تشكلها بقليل، بحسب ما قال فريق الباحثين في دراسة نشرتها مجلة الجمعية الأميركية لعلم الفلك.
وتتشكل هذه الكواكب قرب شموسها، أو أنها تتشكل بعيدا عنها ثم تقترب منها بدفع من تفاعلات عدة تحدث أثناء تشكلها.
وقال اندرو مان عالم الفلك في جامعة تكساس وأحد المشرفين على الدراسة "في مجموعتنا الشمسية، لو أن المشتري أو نبتون اقتربا من الشمس بعد تشكلهما، لما كان كوكب الأرض وغيره موجودا اليوم".
ومنذ العام 1995، اكتشف علماء الفلك أكثر من ثلاثة آلاف كوكب خارج المجموعة الشمسية تدور حول نجوم عمرها مليار سنة وما فوق. لكنهم بحاجة إلى كواكب حديثة التكوين لفهم طريقة تشكل المجموعات الشمسية، إذ إن محاولة فهم كيفية نشوء هذه المجموعات من خلال مراقبة كواكب عمرها مليارات السنين هو أشبه بمحاولة فهم تطور الإنسان من خلال مراقبة أشخاص كبار في السن فقط، كما يقولون.