أصبحت الجمعيات المهنية في الأونة الأخيرة الشغل الشاغل لدى كثير من لدية تصفية حسابات لدى بعض من يتولى إدارتها تارة بالتشبث أو التمسك وتارة بعدم توفر المهنية وتارة اخرى بتجاوز اللوائح والأنظمة التي تنظم عمل هذه الجمعيات واستحلال ما لايحل من التعدى على أموال الجمعية، حتى وصل بالبعض للاسف الشديد ان يكون شغله الشاغل بعض الجمعيات بعينها من خلال استخدام كافة وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، واستغلال المساحات التي خصصت له في الصحف لتكرار الاسطوانة المشروخة نقلا عن البعض ممن اختلف مع بعض اعضاء الجمعية في وجهة نظر فحول هجومه جهلا الى كيان مؤسسي له ضوابط وشروط ومعايير ومواد قانونية تحكم عمله، لم تأت من فراغ وانما من قرار اتخذته جمعية عمومية الأعلى سلطة في اي مؤسسة مهنية، وبالتالي فإن أي قرار تتخذه الجمعية العمومية لا يجب ان يتغير إلا بقرار من الجمعية التي أقرته وهذا ما لا يفهم الكثير من أولئك الذي يحاولون تفسير ما يحدث في بعض الجمعيات من إجراءات جهلا دون علم بالأحكام التي تنظم عمل هذه المؤسسات .
البعض يدعو الى مهنية بعض الجمعيات وفي مقدمتها جمعية الصحفيين العمانية وان لا يكون هناك مكان في هذه الجمعيات ذات الطابع التطوعي للممارسين للعمل الصحفي، سواء من خلال وسائل الإعلام أو أجهزة الإعلام في المؤسسات التي يعملون فيها أو إعطاء الفرصة للأجيال القادمة من لممارسة العمل الإعلامي المتمثلين في طلبة الكليات والجامعات، فهل هذه دعوة تخدم العمل المهني التطوعي هذا اذا علمنا بأن معظم الاتحادات أو النقابات أو الروابط أو الجمعيات الصحفية في العالم، تعتمد بالدرجة الأولى على الممارسين أو من سبق لهم أن امتهنوا للعمل الصحفي وليس على الممتهنين خاصة في إدارة شؤونها وتفعيل برامجها وأنشطتها، وذلك نتيجة عدم توفر الوقت لدى الممتهن لحضور الاجتماعات او التواجد بصورة مستمرة في مختلف الأنشطة نظرا لارتباطه بالعمل اليومي في المؤسسة الصحفية او الإعلامية والذي عادة ما يبدأ خلال الفترة المسائية، وهناك أمثلة لأعضاء تعارض تواجدهم في مجالس إدارات مع طبيعة عملهم المهنية اليومية ففضلوا ان يبتعدوا عندما شعروا بأنهم غير قادرين في التوفيق بين عملهم المهني الاساسي وتطوعهم في ادارة مؤسسة مهنية ، والبعض الاخر لا يزال يعاني.
وبالتالي فإن العمل او التطوع في مثل هذه الجمعيات المهنية كما هو في كل العالم يديره خبرات سبق لها وان امتهنت العمل الصحفي او تلك التي لا تزال تمارس العمل من خلال مؤسسة صحفية او إعلامية ، وهي لا تزال إعلام صحفية وإعلامية واقلام محترمة، فهل من حق اي منا ان يدعى بان بعض الاقلام التي سبق لها وان امتهنت العمل الصحفي واصبحت الان ممارسة له ممن تدعوا الى مهنية جمعية الصحفيين مثلا ليس لها الحق في عضوية الجمعية او مجلس ادارتها؟ في ظل وجود لائحة تنظيمية اقرتها الجمعية العمومية واتاحة الفرصة لكل الفئات التي سبق ذكرها ان يكون لها اسهام في خدمة العمل الصحفي والإعلامي وخدمة المشتغلين فيه، ان من يريد احداث تغيير في مسار يعتقد انه غير صحيح يجب عليه ان ينتهج الاسلوب الديمقراطي في المعاجلة وفق الاحكام واللوائح والمواد القانونية المتبعة ، وليس من خلال التشويش على اداء مؤسسة مهنية واستخدام وسائل التواصل لبث بعض الرسائل التي لا تستند على حقيقة موضوعية سواء من خلال المطالبة بالتغيير في الادارات او عدم قانونية قبول بعض فئات العضوية .
هناك في الواقع بعد مفقود في عمل الجمعيات المهنية يتمثل في قيام البعض بتجاهل حقيقية دورها كمؤسسات مهنية تعمل على خدمة كافة اصحاب المهنة من قريب او بعيد وتقديم الانشطة والبرامج الفعاليات التي تنهض بالعمل المهني فيها ، فلا نعدوا الحقيقية اذا قلنا بانه لن يتحقق اذا لم تتاح الفرصة لكل الشرائح التي لها علاقة بالعمل الصحفي والإعلامي كما هو الحال بالنسبة لجمعية الصحفيين التي لم تصل الى ما وصلت اليه الا بتفاعل الممارسيين للعمل الصحفي والإعلامي في العديد من الانشطة ، وهذا ليس تقليلا من تفاعل الممتهنين وانما ظروف عملهم تحول احيانا دون مشاركتهم المستمرة، فمن اراد ان يغمض عينية عن مثل هذه الحقائق التي تنطلق منها عمل الجمعيات ويستمر في دق الاسافيين عنادا ومكابرة فهو للاسف الشديد يجافي حقيقة هذه المؤسسات التي تعمل لتنهض بالأعضاء والمجتمع فاتركوها للعمل .

طالب بن سيف الضباري
[email protected]