تُعد من الولايات التي تشتهر بصناعة وإنتاج السكر الأحمر من قصب السكر
"الزيج" و"البلوج" و"سكر الأحمر" الأصناف التي تستخرج من قصب السكر.. وشهر مارس من كل عام بدء موسم عصر القصب
نزوى ـ العمانية: تشتهر ولاية نزوى بوجود مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بقصب السكر، حيث تُعد من الولايات التي تشتهر بصناعة وإنتاج السكر الأحمر من قصب السكر نظراً لما توارثه الأبناء عن الآباء في هذه المهنة التي تعود بمردود اقتصادي، حيث تعتبر زراعة المحصول والاعتناء به ومن ثم عصر القصب وتصنيع السكر من الأمور التي يحرص عليها المزارع.
ويقوم المزارعون بداية بتهيئة الأرض لزراعة قصب السكر، حيث تتم هذه العملية في بداية شهر أبريل من كل عام يقوم خلالها المزارع بتنظيف الأرض ومن ثم غرس عقل قصب السكر وما أن تبدأ هذه العقل بالظهور مكونة عيدان قصب السكر تبدأ بعدها عملية تنظيف سيقان المحصول وإزالة القشور والأوراق الجافة منه ثم يقوم المزارع بعملية ربط العيدان ببعضها وذلك لكي تكون أكثر صلابة ومقاومة للرياح والظروف المناخية التي يتعرض لها المحصول ويتعهد المزارع المحصول بالري والتنظيف والتسميد باستمرار حتى يضمن الحصول على إنتاج وفير يرضي طموحه وبعد عام كامل أي في شهر مارس من كل عام يبدأ المزارع الاستعداد لعصر القصب، حيث يقوم بتجهيز المعصرة الخاصة بهذه العملية أو الاتفاق مع مزارع آخر لديه معصرة إذا كان المزارع ليست لديه معصرة يتم تجهيز القصب في الحقل وذلك بتقطيعه ومن ثم تنظيفه من القشور الجافة ثم ربطه في حزم تمهيدا لنقله إلى المعصرة، بعدها يتم عصر القصب باستخدام وسائل حديثة بعد أن كانت العملية تتم سابقا باستخدام الحيوانات لإدارة هذه الآلات ثم إلى مولدات خاصة والآن باستخدام الطاقة الكهربائية العامة ويتم تجميع عصير السكر بعد ذلك في حوض صغير مغلق تعادل سعته سعة المرجل الذي سيتم تكرير السكر فيه.
وبعد امتلاء الحوض بعصير القصب يتم نقله إلى المرجل المعد للتكرير، حيث يتم غلي العصير وإزالة الشوائب وتستمر هذه العملية قرابة الثلاث ساعات حتى ينضج العصير ويتبخر الماء الموجود به ويتحول إلى سكر سائل مع إضافة بعض من ماء الورد أو النكهات الأخرى حسب الطلب بعد ذلك يتم تفريغ المرجل بنقل المحتويات إلى برك أخرى في مخازن مغلقة وبعيدا عن أشعة الشمس، حيث يتم تجفيف السكر الأحمر في برك خاصة أو في وعاء مصنوع من سعف النخيل (جراب) وتتم من خلال هذه العملية تصفية السكر ليصبح جافاً وذلك من خلال وجود فتحات تسمح بخروج السكر السائل أو ما يسمى محليا بالخمير.
وبعد أن يتم تجفيف السكر في هذه الأواني يتم تخزينه لوقت الحاجة وعرضه للمستهلكين سواء استهلاكا مباشرا أو استخدامه في صناعة الحلوى العمانية أو غير ذلك من الصناعات التي يدخل السكر الأحمر فيها حيث يتم بيعه بالمفرد أو التجزئة ويلقى السكر الأحمر رواجا كبيراً بين العمانيين كونه يعالج الكثير من الأمراض وخاصة المعوية.
ويكتفي غالبية المزارعين في ولاية نزوى بتحويل عصير قصب السكر إلى سكر أحمر وذلك لسهولة تسويقه وكذلك لأن فترة صلاحيته تكون طويلة فلا يتأثر بعامل الزمن ولكن هناك صناعات أخرى منها (الزيج) وهو عبارة عن سكر أقل كثافة ويستخدم كبديل للعسل الطبيعي وعسل النخيل (الدبس) ويتم تصنيعه بنفس خطوات صناعة السكر لكن تكون الفترة الزمنية أقل، حيث لا يتم تجفيفه بالكامل، كما تتم إزالة الشوائب منه أكثر من مرة وعند نضجه تتم إضافة ماء الورد ومسحوق الهيل والزعفران ومن ثم تسويقه.
وكذلك من الصناعات المنتجة من قصب السكر صناعة (البلوج) وهو سكر أعلى جودة من السكر الأحمر وخطوات صناعته تتم بأن يتم تصفية عصير القصب على عدة مراحل حتى يتم الحصول على سكر عالي الجودة وخال من الشوائب.
وسعيا منها للاهتمام بالمحصول فقد قامت وزارة الزراعة والثروة السمكية بتطوير زراعة قصب السكر بعدد من ولايات محافظة الداخلية التي تشتهر بزراعته وتحديث معامل تكرير سكر القصب وذلك للمحافظة على المصادر الوراثية العمانية لأصناف قصب السكر ورفع إنتاجية وحدة المساحة في الأراضي الزراعية المروية بالافلاج في زراعة محصول قصب السكر، بالإضافة إلى تطوير عمليات وتقنيات استخراج واستخلاص السكر الأحمر وتطوير وتأهيل المصانع التقليدية العاملة في استخلاص واستخراج السكر وتطوير عمليات التعبئة والتغليف.
ولا توجد في الوقت الراهن اي احصائيات عن الكميات المستخرجة من محصول قصب السكر في ولاية نزوى الا أن المحصول يزيد بزيادة المياه المتوفرة للري.
وشهدت ولاية نزوى بمحافظة الداخلية خلال العامين الماضيين هطول امطار ساعدت في زيادة منسوب مياه الأفلاج وعززت منسوب المياه الجوفية، مما ساعد المزارعين في زراعة مساحات جيدة من الاراضي وخاصة زراعة قصب السكر.