طرابلس ـ وكالات:
شن سلاح الطيران التابع لقوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أمس الخميس سلسلة غارات استهدفت مواقع لداعش في مدينة سرت، في وقت عقدت الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي اجتماعها الموسع الاول منذ دخولها إلى طرابلس. وقال رضا عيسى، العضو في المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" العسكرية الهادفة إلى استعادة مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) من التنظيم المتطرف، إن "سلاح الطيران التابع لقواتنا شن اليوم سلسلة غارات مكثفة استهدفت مواقع متفرقة لداعش في وسط سرت". واضاف "تقوم فرق الهندسة العسكرية حاليا بتفكيك الالغام والمتفجرات التي زرعها داعش إفساحا في المجال امام قواتنا البرية لتواصل تقدمها في محاور مختلفة من المدينة". وأطلقت القوات الحكومية في مايو الماضي عملية "البنيان المرصوص"، وحققت تقدما سريعا في الأسابيع الأولى من العملية قبل ان يتباطأ هذا الهجوم مع وصول القوات إلى مشارف المناطق السكنية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية. ويتحصن مقاتلو داعش في منازل المدينة الخاضعة لسيطرتهم منذ يونيو 2015 ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية لمنع تقدم القوات الحكومية. وأعلنت حسابات قريبة من التنظيم المتطرف على موقع "تويتر" أن مجموعات تابعة له قامت أمس الخميس بتفجير عبوتين ناسفتين في تجمع للقوات الحكومية شرق سرت، كما أحرقت دبابة لهذه القوات وأسقطت طائرة استطلاع.
وقتل الثلاثاء 36 عنصرا من قوات حكومة الوفاق الوطني وأصيب عشرات آخرون في اشتباكات مع التنظيم على محاور عدة من سرت، بحسب حصيلة نهائية حصلت عليهاوكالة الأنباء الفرنسية ، ليرتفع إلى أكثر من 200 عدد قتلى هذه القوات وإلى أكثر من 600 عدد الجرحى منذ بدء عملية "البنيان المرصوص". ودعت وزارة الصحة في حكومة الوفاق الوطني الأربعاء الأطباء الليبيين العاملين في خارج البلاد للعودة إلى ليبيا والمساعدة في علاج جرحى المعارك. وقالت في بيان "تهيب وزارة الصحة بالسادة الاطباء الليبيين العاملين بالخارج التواصل مع مكتب التعاون الدولي وذلك لغرض التنسيق بشأن المساهمة والمشاركة في تقديم الخدمات العلاجية في التخصصات الدقيقة لجرحى الحرب". واكدت حكومة الوفاق في بيان نشرته على صفحتها في موقع "فيسبوك" انها استنفرت "كافة الامكانات لمعالجة الجرحى"، وانها تواصلت "مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة لاستقبالهم". وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الاكثر تسليحا في البلاد اذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية. في المقابل، يضم تنظيم داعش الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين اجانب في سرت من شمال افريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة. وتحظى عملية "البنيان المرصوص" بدعم واسع في مدن الغرب الموالية لحكومة الوفاق، فيما تتجاهلها الحكومة الموازية غير المعترف بها دوليا في شرق ليبيا حيث تعتبر قوات هذه الحكومة ان الجماعات التي تقاتل المسلحين في سرت "مليشيات خارجة عن القانون". في هذا الوقت، عقدت حكومة الوفاق الوطني في طرابلس اول اجتماع موسع لها منذ دخولها الى العاصمة نهاية مارس الماضي. وقالت الحكومة في بيان نشرته على صفحتها في موقع "فيسبوك" الخميس إن مجلس الوزراء عقد "اجتماعه التشاوري الأول لسنة 2016 (...) أمس الأربعاء (...) في مدينة طرابلس" برئاسة فايز السراج. ونشرت الصفحة صورا للسراج مترئسا الاجتماع. وتضم الحكومة 18 وزيرا بينهم ثلاثة وزراء دولة. وتتبع لمجلس رئاسي يتألف من ثلاثة وزراء دولة وخمسة نواب لرئيس الحكومة.