الفلوجة ـ وكالات:
طوقت القوات العراقية أمس الخميس آخر حي في الفلوجة لا يزال خاضعا لسيطرة تنظيم داعش، في حين تبذل المنظمات الانسانية جهودا لتقديم مساعدات إلى المدنيين اليائسين. وبعد شهر من انطلاق هجوم واسع النطاق ضد احد ابرز معاقل الجهاديين، باتت قوات النخبة قريبة من بسط سيطرتها الكاملة على مدينة الفلوجة. وقال قائد العمليات في الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي "بإمكاني القول ان اكثر من 80 في المئة بات خاضعا لسيطرة قواتنا". وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن الانتصار قبل إسبوع، وتركزت العمليات الاخيرة على مطاردة جيوب المقاومة في الأحياء الشمالية من الفلوجة. وقال الساعدي بينما كان في منطقة تمت استعادتها مؤخرا في شمال المدينة ان مقاتلي التنظيم المتطرف موجودون في حي الجولان، وربما أجزاء من حي المعلمين. وأضاف الساعدي "بالنسبة لأعداد الإرهابيين لم يبق سوى عشرة بالمئة منهم، او حتى خمسة بالمئة مما كان لديهم في هذه المناطق. سنقتلهم جميعا ان شاء الله"، دون اعطاء تقديرات للاعداد المتبقية منهم في المدينة. كما لا تزال جيوب لمقاتلي تنظيم داعش في منطقتي الازركية والحصي الواقعتين في مناطق ريفية غرب وجنوب المدينة. وخفت حدة المعارك أمس الخميس مع تركيز القوات العراقية جهودها على إزالة العبوات الناسفة وتفكيك المنازل المفخخة. وفي حي الشرطة، اكتشفت قوات مكافحة الارهاب ورشة متفجرات حيث تكدست عشرات الصواريخ المحلية الصنع ومواد لتصنيع القنابل. وانتشرت معدات لحام، وكتل صفراء من العبوات البلاستيكية وضعت في وعاء للطلاء، واكياسا مليئة بالصواعق واخرى محشوة بمسحوق في جميع أنحاء الغرف. وفي حين تهدمت منازل بأكملها في جنوب الفلوجة خلال ذروة الهجوم في وقت سابق الشهر الحالي، يبدو ان مساحات كبيرة في شمال المدينة نجت من ذلك مع اضرار طفيفة نسبيا. واعرب الضابط مهند التميمي عن الامل في عودة عشرات الآلاف من النازحين في وقت قريب. وقال "تم التعامل مع ثماني عبوات ناسفة فقط هنا"، مشيرا الى الطريق امام المستشفى الرئيسي في الفلوجة. واضاف "في الايام او الاسابيع القليلة المقبلة، ينبغي ان تعود العائلات فور الموافقة على حالاتها من قبل مجلس المدينة". ووفقا للأمم المتحدة، نزح حوالي 85 ألف شخص منذ بدء العملية قبل شهر. وعندما فرت العائلات من القتال ومرور اشهر على حصار منهك ترك العديد يتضورون جوعا، اعتقلت القوات العراقية الرجال البالغين للكشف عما اذا كانت لديهم علاقات مع التنظيم. وقد تدفقت اعداد كبيرة من المدنيين الاسبوع الماضي الى مناطق امنة لا يوجد فيها اي شكل من اشكال المأوى في حين تسجل درجات الحرارة درجات قياسية من الحر. واعلن المجلس النرويجي للاجئين، احدى المجموعات العاملة في جهود الاغاثة، ان المنظمات الانسانية تكافح للوصول الى الاسر الاكثر ضعفا. واضاف ان "الحوامل والاطفال وكبار السن والاشخاص ذوي الاعاقة ينهارون بسبب نفاد الخدمات الطبية وقلة المساعدات المتوفرة في المخيمات". وتشكل خسارة الفلوجة التي تقول القوات العراقية انها ستكون خلال أيام قليلة، ضربة كبيرة للتنظيم المتطرف ومزيدا من التراجع .