طشقند ـ موسكو ـ (الوطن) ـ وكالات:
شددت الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها واستقرارها وعلى عدم وجود بديل للتسوية السياسية للأزمة فيها.
وجاء في البيان الختامي لقمة المنظمة المنعقدة في العاصمة الأوزبكستانية طشقند أمس نقلته وكالة سبوتنيك الروسية للانباء “تم التأكيد على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سورية وسيادتها واستقرارها وعلى عدم وجود بديل عن التسوية السياسية للأزمة بما يتيح للشعب السوري تحديد مستقبله بنفسه”.
وأضاف البيان:”جرى التشديد كذلك على ضرورة الإسراع في الجهود الرامية إلى استقرار الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن طريق التسوية السياسية للأزمات بما يتفق ومبادئء ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي المتعارف عليها”.
وشددت المنظمة على ان الإرهاب الدولي والتطرف بات يمثل خطرا متناميا يهدد جميع الدول.
إلى ذلك حذرت دول منظمة شنغهاي من ان تعزير انظمة الدفاع الصاروخية من جانب واحد يمكن أن يضر بالاستقرار العالمي وجاء في البيان “إن الدول الأعضاء تؤكد من جديد أن تعزيز منظومات الدفاع الصاروخية من جانب واحد وبشكل غير محدود من قبل دولة واحدة أو مجموعة من الدول دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح دول أخرى يمكن أن تكون ضارة بالأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.. والدول الأعضاء على قناعة تامة بعدم جواز توفير أمن طرف ما على حساب الآخرين”.
وأشار البيان إلى أن منظمة شنغهاي ستواصل التعاون في مجال نزع الأسلحة والحد من التسلح في العالم والاستخدام السلمي للطاقة النووية داعية إلى المراقبة الصارمة لتنفيذ بنود اتفاقية الحد من انتشار الاسلحة والعمل على ايجاد تسويات سياسية ودبلوماسية للتحديات الاقليمية وتحقيق الأمن بشكل متساو ودون أي تفرقة.
وحول الملف الاوكراني أكدت دول المنظمة أهمية التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا على أساس الوفاء التام والالتزام باتفاقات مينسك الموقعة بتاريخ 12 فبراير 2015.
وشدد قادة الدول الاعضاء في المنظمة على أهمية منع عسكرة الفضاء لضمان الامن المتكافئ وغير القابل للتجزئة للجميع ودعم الاستقرار العالمي.
كما دعا القادة إلى تسريع الخطوات الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان بما يخدم هدف تعزيز الأمن و الحفاظ عليه في المنطقة.
وفي الختام أعلن رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف أن القمة المقبلة لمنظمة شنغهاي للتعاون ستعقد يومي السابع والثامن من حزيران المقبل في العاصمة الكازاخستانية أستانا.
من جهته أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة تعزيز آلية الامن في إطار منظمة شنغهاي للتعاون ورفع قدرات المنظمة في مجال مكافحة الإرهاب.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للانباء عن بوتين قوله أمس في اجتماع موسع لرؤساء الدول الأعضاء في المنظمة في العاصمة الاوزبكستانية طشقند .. إن “الاتجاه الرئيسي لنشاطنا العام يركز على توفير الأمن المشترك في فضاء منظمة شنغهاى للتعاون وينبغي في هذا الاطار مواصلة تعزيز قدرات المنظمة لمكافحة الإرهاب في المستقبل وتعزيز التنسيق بين أجهزة إنفاذ القانون في إطار الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى وتسريع صياغة اتفاقية منظمة شنغهاى للتعاون في مجال مكافحة التطرف”.
إلى ذلك أكد بوتين أنه لم يعد هناك ما يعيق انضمام إيران إلى منظمة شنغهاي بعد رفع العقوبات عنها موضحا “أن إيران تشارك بالفعل في نشاط المنظمة كدولة مراقبة منذ عام 2005 و بعد تسوية المسألة النووية الإيرانية ورفع العقوبات لن تبقى هناك عوائق أمام النظر الإيجابي في طلب طهران”.
يذكر أن منظمة شنغهاي للتعاون تضم كلا من روسيا والصين وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجكستان وأوزبكستان وتتمتع كل من منغوليا والهند وإيران وباكستان وأفغانستان بصفة مراقب.
إلى ذلك أكد نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف أن الانتهاكات التركية المتواصلة للحدود السورية وتواصل تدفق الإرهابيين من الأراضي التركية إلى سورية تقوض مساعي التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في البلاد.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن سافرونكوف قوله للصحفيين بعد جلسة مشاورات في مجلس الأمن حول تعمد السلطات التركية انتهاك الأراضي السورية وبناء تحصينات غير قانونية عليها: “تم بمبادرة من موسكو إجراء مشاورات حول بناء أنقرة جدارا غير قانوني على الأراضي السورية وقدم الوفد الروسي خلالها حقائق محددة وأكد أن الأنشطة التركية تقوض الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة في سورية ولا سيما فيما يتعلق بالتعاون بين روسيا والولايات المتحدة وذلك نظرا لأن تدفق المسلحين يتواصل بشكل مطرد من تركيا وكذلك التعزيزات اللوجستية”.
وتابع سافرونكوف: إن روسيا تتوقع من مجلس الأمن الدولي الضغط على تركيا من أجل وضع حد نهائي لانتهاكها حدود الدول الأخرى مشيرا بهذا الصدد أيضا إلى إرسال النظام التركي قوات إلى العراق دون موافقة الحكومة العراقية.
وقال المسؤول الروسي: “إن الوقت حان لوضع حد لهذه الممارسات الخاطئة ووقف انتهاك سيادة الدول الأخرى وسلامة أراضيها”.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا جددت أمس الأول دعوة موسكو لإغلاق الحدود التركية لوقف تهريب الأسلحة والإرهابيين إلى سوريا وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتجفيف موارده ومصادر تمويله.