مدريد ـ رويترز: أظهرت الإحصاءات امس الأول إن معدل الوفيات في إسبانيا فاق معدل المواليد العام الماضي وذلك للمرة الأولى منذ 75 عاما بما يوضح الصعوبات التي تواجهها اسبانيا في التعامل مع انكماش قوة العمل في ظل نظام ضمان اجتماعي مثقل بالأعباء. وزادت الأزمة المالية في إسبانيا من سوء هذه النزعة إذ شجعت نسب البطالة المرتفعة المواطنين على السعي للحصول على فرص أفضل في الخارج وأحجمت الأسر عن إنجاب الأطفال. وتحتل إسبانيا المركز العاشر في العالم من حيث شيخوخة السكان بمتوسط عمري يبلغ نحو 43 عاما. وقال معهد الإحصاءات الوطني إن الوفيات فاقت المواليد بنحو 3200 فرد تقريبا على مدى عام وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ بدأ المعهد في جمع بيانات سنوية في 1941 بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب الأهلية في البلاد التي دارت بين عامي 1936 و1939.
وتوقعت الأمم المتحدة إن سكان إسبانيا البالغين نحو 46 مليونا سيصبحون رابع أكبر الشعوب سنا في العالم بحلول عام 2030 بمتوسط عمري يبلغ 50.1 عام.
وتوقع المعهد العام الماضي أن الاتجاه نحو تسجيل وفيات أكثر من المواليد سيتزايد حتى عام 2062 وأن سكان إسبانيا سيقلون بأكثر من مليون نسمة خلال 15 سنة قادمة وبنحو 5.6 مليون نسمة على مدى 50 سنة قادمة. وسجل معدل المواليد في إسبانيا ارتفاعا قبل أن يبدأ اقتصادها في التعثر في 2008. وقل عدد مواليدها بنحو 100 ألف العام الماضي عن عددهم قبل الأزمة المالية. وارتفع عدد الوفيات السنوي بنحو 36 ألفا منذ عام 2008.