العديد من الطلبة يعانون من مشاكل وآلام في الظهر بسبب حملهم الحقيبة المدرسية التي يتجاوز وزنها في بعض الأحيان الخمسة عشر كيلو جراما أي ما يوازي وزن طالب في الصف الأول فهناك أطفال صغار السن مازال عودهم غضا ولا يقوى جسمهم على حمل الأشياء الثقيلة يضطرون الى حمل حقيبة يفوق وزنها وزن أجسامهم يحملونها على ظهورهم او يجرونها بأيديهم الى المدرسة ويحملونها على أكتافهم عندما يصعدون الى الحافلة وإذا كان صف الطالب في الطابق العلوي فإن عليه حملها الى هناك.
يحمل هؤلاء الطلبة داخل تلك الحقائق عددا من الكتب المدرسية والدفاتر والأدوات القرطاسية الأخرى وأحيانا بعض التقارير والأنشطة الطلابية التي تطلبها منهم المدرسة ورغم وجود جدول مدرسي الا ان اغلب تلك الكتب يستخدمها الطالب يوميا وبالتالي لابد له من حملها معه كل يوم، بعض الطلبة يضطر الى لف كتبه وادواته المدرسية على سير من المطاط خاصة طلبة الفصول العليا والذين يعتبرون أنفسهم كبارا ولا يليق بهم حمل حقيبة مدرسية على ظهرهم أو أكتافهم.
في ظل تسابق الدول المتقدمة الى تطبيق الحكومة الإلكترونية وتحويل جميع المعاملات الورقية الى الإلكترونية فإنها تسعى الى تأكيد ثقافة التعامل بهذه التقنية وقد بدأت بغرس تلك الثقافة في الجيل الجديد من خلال تعويدهم على استخدام التقنيات الحديثة في كافة تعاملهم وفي دراستهم من هنا ظهرت ما يسمى بالحقيبة الإلكترونية والتي هي عبارة عن جهاز لوحي أو كفي يشبه الأيباد او الكمبيوتر المحمول ذي الحجم الصغير.
إن تطبيق نظام الحقيبة المدرسية الإلكترونية في مدارس السلطنة سوف يحقق العديد من المزايا والفوائد أولها غرس الثقافة الإلكترونية لدى أبنائنا الطلبة منذ نعومة اظفارهم وبالتالي عندما يكبرون يصبح لديهم معرفة تامة باستخدام هذه الأجهزة والتعامل مع الحكومة الإلكترونية والتي تسعى السلطنة منذ فترة الى تطبيقها على مستوى جميع القطاعات ثانيا استخدام هذه الحقيبة سوف ينعكس على صحة الطالب وعدم تعرضه لأمراض الظهر والتي قد تصيبه أثناء فترة الدراسة و تظهر عندما يكبر وبالتالي تتكبد الدولة خسائر باهظة لعلاجه، وأخيرا استخدام هذه الحقيبة سوف يكون له دور في المحافظة على البيئة ونحن نعلم أن هناك العشرات بل الآلاف من الكتب والدفاتر يتم رميها في الشوارع وفي سلة المهملات مع نهاية كل عام والتي تسبب تلوثا للبيئة إضافة الى ان استخدام هذا النظام وسوف يكون محببا لدى الطلبة وأخيرا فإن استخدام هذه الحقيبة سيقلل من استخدام الورق والأحبار.
نعتقد أن فكرة الحقيبة الإلكترونية يمكن تطبيقها بالتدرج اذا ما وجدت الإرادة والعزيمة والرغبة وذلك من خلال تحميل كافة المناهج الدراسية في هذه الحقيبة وهذا النظام غير مكلف إذا ما علمنا أن جهاز الأيباد العادي لا يتجاوز سعره 150 ريالا عمانيا بسعر التجزئة اما سعر الجملة فيقل عن ذلك بكثير ويمكن تكليف شركة متخصصة لتقوم بتصميم البرنامج ليتوافق مع أنظمة هذه الأجهزة بحيث يتم تنصيب وتحميل المنهج الدراسي لجميع المستويات..

سالم العبدلي
– تابعونا على صفحتنا في الفيس بك https://www.facebook.com/salim.alabdali.39