[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/kazemalmosawy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]كاظم الموسوي[/author]
” شكَّل الأطفال 51 في المئة من اللاجئين في العالم في عام 2015 وفقا للبيانات التي تمكنت المفوضية من جمعها (لم تكن البيانات الديمجرافية الكاملة متوفرة لمعدي التقرير). ومما بعث على القلق هو أن الكثيرين منهم فُصلوا عن ذويهم أو سافروا بمفردهم. وكان هنالك 98,400 طلب لجوء من أطفال غير مصحوبين أو مفصولين عن أسرهم. واعتبر ذلك أعلى مجموع شهدته المفوضية لتأثير الهجرة القسرية العالمية.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اكثر من 65 مليون انسان نزحوا عن ديارهم، داخل اوطانهم او هجروا او هاجروا خارجها، حسب تقرير للأمم المتحدة، صدر عن مفوضيتها السامية لشؤون اللاجئين. أشار التقرير الذي حمل عنوان "الاتجاهات العالمية"، إلى "أن 65.3 مليون شخص نزحوا حتى نهاية عام 2015، مقارنةً بـ59.5 مليون قبل 12 شهرا. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجاوز عتبة الستين مليونا". والتقرير سنوي، يقيس الهجرة القسرية في كافة أنحاء العالم استنادا إلى بيانات من الحكومات والوكالات الشريكة، بما في ذلك مركز رصد النزوح الداخلي والتقارير الصادرة عنها.
شمل المجموع الكلي 3.2 مليون انسان في الدول الصناعية كانوا حتى نهاية عام 2015 ينتظرون قرارا بشأن اللجوء (وهو أكبر مجموع سجلته المفوضية)، و21.3 مليون لاجئ في كافة أنحاء العالم (أكثر بـ1.8 مليون مقارنة بعام 2014 وأعلى عدد للاجئين منذ أوائل تسعينيات القرن العشرين)، و40.8 مليون شخص أجبروا على الفرار من منازلهم، لكنهم بقوا ضمن حدود بلدانهم (وهو ارتفاع قدره 2.6 مليون مقارنةً بعام 2014 وهو الأعلى على الإطلاق). وحسب التقرير، تصاعد النزوح القسري منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين على الأقل في معظم المناطق، ولكن طوال الأعوام الخمسة الماضية ارتفع معدل التصاعد لثلاثة أسباب: الأول، هو أن الحالات التي تسبب تدفقات كبيرة للاجئين تدوم لفترة أطول (على سبيل المثال، النزاعات في الصومال أو أفغانستان هي الآن في العقدين الثالث والرابع على التوالي)، والثاني، هو وقوع أحداث جديدة أو تجددها في كثير من الأحيان (أكبرها اليوم في سوريا، ولكن أيضا في غضون الأعوام الخمسة الماضية جنوب السودان واليمن وبوروندي وأوكرانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى، وغيرها)، والثالث هو أن المعدل الذي يتم فيه إيجاد حلول للاجئين والنازحين داخليا في اتجاه سلبي منذ نهاية الحرب الباردة. ومنذ 10 أعوام، أي منذ نهاية عام 2005، سجلت المفوضية نزوح 6 أشخاص كل دقيقة كمعدل، واليوم، أصبح 24 شخصا في الدقيقة.
بين الدول التي شملها التقرير، برزت كل من: سوريا 4.9 مليون، وأفغانستان 2.7 مليون والصومال 1.1 مليون شخص، واستأثرت مجتمعة بأكثر من نصف اللاجئين تحت ولاية المفوضية في العالم. وقد سجلت كل من كولومبيا 6.9 مليون نازح داخليا، وسوريا 6.6 مليون، والعراق 4.4 مليون، كالدول التي تضم أكبر عدد من النازحين داخليا. وظهرت اليمن أكبر بلد للنازحين الجدد داخليا في عام 2015 بـ 2.5 مليون شخص، أو 9% من عدد سكانها.
شكَّل الأطفال 51 في المئة من اللاجئين في العالم في عام 2015 وفقا للبيانات التي تمكنت المفوضية من جمعها (لم تكن البيانات الديمغرافية الكاملة متوفرة لمعدي التقرير). ومما بعث على القلق هو أن الكثيرين منهم فُصلوا عن ذويهم أو سافروا بمفردهم. وكان هنالك 98,400 طلب لجوء من أطفال غير مصحوبين أو مفصولين عن أسرهم. واعتبر ذلك أعلى مجموع شهدته المفوضية لتأثير الهجرة القسرية العالمية.
دعت الأمم المتحدة في تقرير لها ( مايو 2016) إلى طرق أفضل في التعامل مع قضية اللاجئين على أساس الاستجابات الدولية. لاسيما وقد صدر التقرير وسط تطور عالمي خطير تمثل في فقدان الكثير جدا من المهاجرين لأرواحهم على طول خطوط الهجرة، وخطاب معاد للأجانب يزداد في المجتمعات التي تقبلهم. وذكر تقرير عنوانه: "بأمان وكرامة: التعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين" أن التحركات الكبيرة للناس ستستمر أو من المحتمل أن تزداد نتيجة للنزاعات العنيفة والفقر وتغير المناخ والكوارث والتدهور البيئي. واقترح على المجتمع الدولي أن يساعد في معالجة الأسباب الجذرية للقضية وحماية الناس المتنقلين ومكافحة المشاعر المعادية لهم.
ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، في عام 2015، وصل عدد المهاجرين واللاجئين الدوليين إلى 224 مليون شخص بزيادة 41 في المئة بالمقارنة بعام 2000. علاوة على ذلك، لقى أكثر من 46 ألف مهاجر مصرعهم على طول خطوط الهجرة عبر العالم منذ عام 2000. وفي عامي 2014 و2015 وحدهما، قدر العدد بما يزيد على 10400 شخص. وهذه اعداد وأرقام ليست دقيقة وموثقة رسميا وهي ما سجلته المفوضية او توصلت اليه، وتبقى ارقام وأعداد ضائعة او غير موثقة بعد.
ازاء كل هذا، من المقرر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة كاملة رفيعة المستوى حول التعامل مع التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين والنازحين في 19 سبتمبر العام الجاري.. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد دعا الدول الأعضاء إلى تبني معاهدة عالمية لتقاسم المسؤوليات بشأن اللاجئين ومعاهدة أخرى للأمن والهجرة الدورية والمنظمة.
من جهتها أعلنت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سمانثا باور أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتزم تنظيم قمة للاجئين على هامش دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في خريف عام 2016. وذكرت صحيفة أميركية نقلا عن باور أن القمة المخطط عقدها في سبتمبر المقبل ستركز بشكل خاص على إغاثة اللاجئين السوريين والأشخاص الذين اضطروا للفرار من آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية بسبب النزاعات أو هربا من الملاحقة(!). وبحسب الصحيفة تعتزم الولايات المتحدة خلال هذه القمة أخذ تعهدات من شركائها بمساعدات مالية أكبر للاجئين. وقالت الدبلوماسية الأميركية مشيرة للهدف من وراء القمة: "نريد دعم الأمم المتحدة في عملها الإنساني.. نسمع في كل جلسة لمجلس الأمن أن مشاريع الأمم المتحدة لا تحصل في العادة حتى على نصف التمويل اللازم لها، نريد تغيير ذلك لأن هذا العالم به الكثير ممن يشعرون باليأس".
بعد كل ما اشير له من ارقام وتصريحات، تظل الاسئلة دائما، من المسؤول عن مأساة هذه الملايين من البشر؟ ولماذا تتصاعد الاعداد والأرقام، وكيف يغض النظر عن الاسباب الفعلية ويتوجه الى اصدار تقارير ووعود تفضح نفسها؟.