إحياء للموروث البحري للسلطنة
انطلاقا من رؤية مشروع عُمان للإبحار لإعادة إحياء الموروث البحري للسلطنة منذ القدم، أولى القائمون على المشروع دعمهم لمهرجان عُمان البحري الأول الذي اختتمت فعالياته على شاطئ منطقة البستان بعد أن أقيمت سلسلة من الفعاليات والأنشطة المتاحة للجميع هدفت لتعريف المجتمع بالتراث البحري العُماني الأصيل. وقد كان المهرجان احتفالية ومهرجانا شعبيا وتراثيا ورياضيا رمى إلى الوقوف على بعدين مهمّين يتمثّل أحدهما في تعزيز الاهتمام بالثقافة البحرية المتكّئة على عمق تاريخي غائر في الأصالة وبما تحتويه من فنون وتراث في نفوس وأذهان الشباب العماني. أما البعد الثاني فيكمن في تعريف السياح والزوار الباحثين عن متعة سبر أغوار البحر والكشف عن الكثير من جمال المقاصد والوجهات السياحية البحرية الأخاذة التي تتمتع بها السلطنة. وقد اختيرت منطقة البستان لتكون الحاضنة للمهرجان لتوسّطها للعاصمة مسقط.
وقد تمثّل الدعم الذي قدّمه مشروع عُمان للإبحار في نقل أنشطة مدرسة بندر الروضة للإبحار الشراعي وفريق العمل والموارد البشرية اللازمة إلى موقع المهرجان يوميا لإدارة سباقات القوارب التقليدية والحديثة طيلة أيام المهرجان وتوفير عدد من القوارب المطاطية التي أشرفت عليها لجنة تحكيم متخصّصة، علاوة على توفير أجهزة الراديو اللاسلكية اللازمة والمعدّات الفنية والمتطلّبات والتجهيزات الضرورية لإخراج السباقات بالمستوى المطلوب. وامتد الدعم أيضا ليشمل اللوائح والأعلام الترويجية والخيمة الشاطئية، كما تم تنظيم فعالية تجربة الإبحار للمجتمع والتي أتاحت لأبناء المجتمع من مختلف الفئات العمرية البالغة من تجربة هذه الرياضة.
شريك استراتيجي
وأعرب سعادة محمد بن سالم الوهيبي عضو مجلس الشورى ممثّل ولاية مسقط: "فكرة مهرجان عُمان البحري الأول تمثّلت في تجميع كافة الطاقات المحليّة ذات الصلة بالبحر بهدف تقديم التراث العُماني للأجيال القادمة، وقد أفرز ذلك عن استقطاب مختلف الجهات والمؤسسات لإنشاء معرض علمي بحثي متطوّر واستقطبنا أيضا دول مجلس التعاون الخليجي ممثلة في قطر التي شاركت وأبرزت التراث المشترك والتاريخ البحري الثري والغني عن التعريف. وقد كان لشركة عُمان للإبحار دور كبير وملموس لا ينكره أحد في التنظيم والتجهيز وإدارة السباقات البحرية بأنواعها من خلال توفير المؤهّلة وأيضا تقديم تجربة الإبحار الشراعي للطلبة وزوّار المهرجان وبذل جهد كبير من خلال إدارة الفعاليات في موقع المهرجان، وأنا فخور جدا بهذه الشركة واستمرار مشوارها ولعب دورها في غرس مبدأ حب البحر في الأجيال القادمة. أنا من الداعمين لكافة المناشط البحرية وتجربة عُمان للإبحار تثري هذا الجانب فهي تشجع الناشئة على حب الإبحار والمغامرة وتغرس فيهم حب البحر الذي يعتبر مصدر رزقنا وجزء من تاريخنا وثقافتنا. وأرجو أن تصل الشركة إلى الرقم المستهدف المتمثّل في تعريف 70 ألف شاب وشابة برياضة الإبحار قبل حلول 2020م. إن بلوغ أي هدف معيّن يتطلّب خطّة عمل طويلة المدى وأعتقد أن المخطط الذي تسير عليه الشركة في المسار الصحيح وهي ظاهرة صحية فهي التي ستفرز لنا نتائج ملموسة وأجيال على أرض الواقع من بينها ما حقّقته الكوادر العُمانية على مستوى السباقات الدولية وهي نتائج مشرّفة ومقدّرة من المواطنين. مساهمة عُمان للإبحار في المجال كبيرة ونعتبرهم شريكا استراتيجيا فلهم كلّ الشكر والتقدير".
وقال البحّار صالح بن سعيد الجابري – مدير مدرسة بندر الروضة للإبحار الشراعي التابعة لمشروع عُمان للإبحار: "حقيقة ظهر المهرجان بمستوى جيد جدا حيث فتح نوافذ واسعة للمواطنين لتعريفهم على الموروث البحري القديم مع مزج جميل بالإبحار الشراعي الحديث، وقد تمكنّا من استقطاب مجموعة كبيرة من المشاهدين والزوّار الذين قدموا إلى ساحة المهرجان في البستان لإلقاء نظرة على الفعاليات والأنشطة والتعرّف على التاريخ العُماني البحري عن قرب من خلال سباقات القوارب التقليدية والحديثة التي نقيمها بشكل يومي. وشهد أيام الجمعة والسبت توافد الكثير من شرائح المجتمع كما حظي الكثيرون بالإطلاع على سفينة جوهرة عمان التي تعتبر سفارة متجوّلة حول العالم كونها تبرز الدور العُماني التاريخي الممتد في المجال البحري وانعكاس هذا التاريخ على الطابع التراثي المعاصر للسلطنة. أما عن دور المدرّبين الذي تولّوا إدارة سباقات فقد تمثّل في عمل جبار لتخطيط مسار السباقات وإدارة سباقات التجديف (أبو مسمار) التي تقلّ على متن قواربها 11 شخصا لمسافة كيلو ونصف وفي السبت المقبل سيتم التسابق على متن قوارب الشوش لأول مرة وهو ما أضفى إثارة وتشويقا كبيرين على المهرجان".
نجاح شهد تكاتف جهات ومؤسسات داعمة
هذا وقد حرصت اللجنة المنظّمة للمهرجان على تنويع الفعاليات والمناشط بإشراك وتكاتف العديد من الجهات الداعمة والحاضنة منها وزارة الشؤون الرياضية ووزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة التراث والثقافة والهيئة العامة للصناعات الحرفية والبحرية السلطانية العُمانية ومشروع عُمان للإبحار وجمعية البيئة العُمانية والجمعية التاريخية العُمانية وجمعية الصحفيين العُمانية. ويشهد المهرجان أيضا مشاركة البحرية السلطانية العمانية متواجدة من خلال ثلاث مشاركات سفينة شباب عمان التي ستتاح للجميع من طلبة وزوّار وجماهير طيلة فترة المهرجان وسيكون هناك مرشد من البحرية السلطانية العمانية يعطي الزوار نبذة تعريفية عن رحلة شباب عمان وسجلهم الحافل، إضافة إلى عروض الموسيقى البحرية التقليدية ومعزوفات تقليدية وعسكرية بفرقة فنون تابعة للبحرية طيلة أيام المهرجان. وتجدر الإشارة إلى أن مشروع عُمان للإبحار يسعى إلى رفع مكانة السلطنة كوجهة رياضية صاعدة للإبحار وتعزيز مكانتها على خريطة عالم الإبحار، وتشجيع وتحفيز الشباب لصقل مستوياتهم ومهاراتهم في هذه الرياضة والوصول إلى مستويات أولمبية خلال المرحلة المقبلة. وإلى جانب السباقات البحرية اليومية بين القوارب الحديثة والتقليدية، تم تنظيم معرض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لدعم ومساعدة الأعمال لإبراز مواهبهم بمشاركة 120-150 رائد أعمال تم جمعهم تحت سقف واحد للاحتكاك وتبادل الخبرات والتجارب. كما تم إحياء أمسية شعرية على يد نخبة من شعراء السلطنة منهم الشاعر المعروف فيصل الفارسي، هذا إلى جانب ركن لصناعة السفن التقليدية الأصيلة، وركن ترفيهي للأطفال تتوفر فيه العديد من الأنشطة كالرسم والتلوين، وعروض حيّة من أمهر الطباخيّن الأسماك البحرية، وتسعة أحواض سمك لاستعراض مختلف أشكال الحياة البحرية، وتوفير ركن تسوّق، ومطاعم ومقاهي.